بردية اليائس من الحياة
إسراء السيد
واحده من اجمل واهم البردياتالبرديات التي وصلتنا من مصر القديمة محفوظة حاليا في متحف برلين
نص البردية عبارة عن حوار نفسي فلسفي عميق بين الشخص وذاته فصاحب البردية هنا يعاني من مجموعة من الاضطرابات النفسية ويائس من الحياة لدرجة أنه يحاول إقناع روحه بفكرة الموت والانتحار
الاضطرابات التي يعاني منها بطلنا في البردية سببها مجموعة من الظروف الحياتية التي لا ترتبط بالزمن ولا المكان في معاناته تتلخص في الفقر والمرض وهجران الأهل والأصدقاء
ومن خلال سرده لقصته في أربع قصائد شعريه يجعلنا نشعر بالاسى عليه ونتمنى لو نكون في زمانه للتخفيف عن الامه
ويأخذنا التمني في أن روحه لا تستجيب له في رغبته في الانتحار والتي كان سببها الأول هو خوفها من عدم وجود المأكل معها في المقبرة وذلك الذي جعلها ترفض الفكرة اولا
والغريب في روايتنا أن بطلنا على الرغم من إيمانه بفكرة المأكل والمشرب في المقبرة ففي نفس النص يتهكم على تلك المعتقدات
وفي النهايه اتركك قارئي العزيز مع جزء من نص البردية
“ان الموت أمامي اليوم مثل مريض يتماثل الشفاء ، أو كالخروج إلى الطبيعة بعد رقاد المرض الطويل ، مثل رائحة بخور المر أو الجلوس تحت الشراع في اليوم العاصف
ان الموت أمامي اليوم مثل رائحة زهر اللوتس أو كنشوة السكارى
ان الموت أمامي اليوم مثل روعة النيل في جريانه ، أو كعودة المحارب من المعركة
ان الموت أمامي اليوم كصفاء السماء أو كمتعة الفهم بعد الجهل ، مثل رجل يتوق لرؤية بيته بعد أن أمضى سنوات طويلة في الأسر”
