التاريخ والآثار

دكة المبلغ في العمارة الإسلامية

 

كتبت: نادين خالد

دكة المبلغ أحد أهم عناصر العمارة الإسلامية وهى المكان المختص داخل المسجد والذى يجلس عليه المبلغ حتى يقوم بترديد تكبيرات الإمام في الصلاة حتى يتثنى لجموع المصلين فى الصفوف الخلفية متابعة تكبيرات الأمام ومن ثم متابعة الصلاة. وهى تعتبر من العناصر المعمارية المستجدة على عمارة المسجد، فلقد أدى زيادة جموع المصلين وعدم وصول صوت الأمام لهم فى صفوفهم الخلفية إلى ابتكارها.

توجد “الدكة” في أروقة القبلة في المساجد ذات الأروقة، أو في نهاية الإيوان القبلي في المساجد ذات الأواوين، وتقع على محور المحراب، وتكون في العادة من الخشب وتحمل بواسطة أعمدة من الرخام، ويصعد إليها بواسطة سلم خشبي من عدة درجات ولها درابزين من الخشب الخرط ذو ارتفاع منخفض.

هي إحدى العناصر المعمارية التي لم تكن موجودة في المساجد في بداية العصر الاسلامي، قبل ان تصبح عنصراً أساسياً ومستقلا و خاصة في العصرين المملوكي والعثماني.

وهي عبارة عن مكان مرفوع على أعمدة توجد غالبا في نهاية رواق القبلة،و يتم الصعود إليه بواسطة سلم، و هذا المكان أما ان يكون مبني من الرخام او الحجر او في بعض الأحيان من الخشب.

دكة المبلغ
دكة المبلغ

ظهرت الحاجة إلى دكة المبلغ بسبب اتساع مساحة المساجد و كثرة عدد المصلين، والحاجة لتوصيل صوت تكبيرات الإمام أثناء الصلاة، لهذا العدد في زمن لم يكن موجود فيه مكبرات للصوت، لذلك كان وظيفة الدكه اما لتلاوة المراسيم السلطانية او إنشاد التواشيح واﻷبتهالات أو رفع الأذان الثاني يوم الجمعة و اخيرآ هي مكان يقوم المؤذن أو المبلغ فيها بتبليغ تكبيرات وحركات الإمام للمصلين في الصفوف الخلفية.

قد شاع عمل “دكه الرخامية” في العصر المملوكي البحري والجركسي، ويرجح أن أقدم الدكك الرخامية تلك الموجودة في “مسجد الماس الحاجب”، وقد حملت على أعمدة رخامية أيضاً.

أما في العصر العثمانى فتوجد الدكة في الحائط المقابل للمحراب وعلى ارتفاع كبير، ويمكن الوصول إليها عن طريق سلم في هذا الحائط، وتعمل من الخشب وتحمل إما على أعمدة أو على كوابيل خشبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا