توجيه الضوء على أصول صلاح الدين الأيوبي: عربي أم كردي؟
بقلم: منة الله محمد
صلاح الدين الأيوبي، الزعيم البارز في تاريخ العصور الوسطى، يظل شخصية تثير جدلاً حول أصوله العرقية بين المؤرخين. فمنهم من يرى أنه كان عربيا، ومنهم من يعتقد أنه كردي الأصل. يعود هذا الجدل إلى الأدلة المتناقضة والتفسيرات المتباينة التي قدمها المؤرخون.
الجدل حول الهوية:
تتشعب الآراء حول هوية صلاح الدين بين فريقين رئيسيين، حيث يشدد البعض على كونه كرديًا، مشيرين إلى شهادة ابن خلكان الذي سمع من شيخه بهاء الدين أنه أنكر نسبه العربي عندما سمع بذلك، ما يُعتبر دليلاً قويًا لصالح نشأته الكردية. وذكر أيضاً ابن الأثير أن أصله كردي يرجع ل فخذ من الهذبانية.
أصوات تؤيد الانتماء العربي:
من ناحية أخرى، يُرى من قبل بعض المؤرخين أن صلاح الدين كان عربيًا فقال جماعة من ملوك بني ايوب أنه يرجع نسبهم الي بني أمية و أن ارتباط نسبهم بالأكراد لأنهم نزلوا عندهم وتزوجوا منهم، وعلق المقريزي علي هذا الرأي بأنه مجرد محاولات بعض الأطراف للتمييز بين العرب والأكراد، وتحسين صورة العرب على حساب الأكراد، خاصةً مع إنجازاته الملحوظة في تحرير بيت المقدس.
بالنسبة لمكان ولادته، فقد وُلد صلاح الدين في قلعة تكريت، و يوم مولده أمر الوالي بمغادرة والده وعمه اسد الدين شريكوه بسبب قتل عمه أحد قواد القلعة فخرجوا متجهين الي الموصل عند عماد الدين زنكي الذي رحب بهم ترحيباً شديداً رداً على ما فعلوه معه من قبل وترعرع صلاح الدين في الموصل ، و التحق بخدمة عمه أسد الدين شريكوه الذي كان مرافقًا لنور الدين، وكان مكلفًا بمسؤولية تقديم الاستشارات له.
بعد دراسة موطن الأيوبيين الأصلي ونشأتهم، أصبح واضحًا أنهم أكراد من النسب حيث تعود أصول صلاح الدين الأيوبي إلى عائلة كردية تنتمي إلى قبيلة كردية وعشيرة تعرف باسم عشيرة الروادية، والتي تعود أصولها إلى بلدة دوين الواقعة عند نهاية حدود أذربيجان بالقرب من مدينة تفليس الأرمينية، ويعود نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شادي، ويعتبرهم ابن الأثير أشرف الأكراد.
، وكان انتماؤهم إلى العرب ظرفيًا بعد قيام دولتهم .
في الختام، على الرغم من تباين الآراء حول هوية صلاح الدين الأيوبي، فإن إرثه الباهر وتحرير بيت المقدس يظلان جوهريين ومحوريين. يجب أن يتم التركيز على إنجازاته وتأثيره العظيم بغض النظر عن أصوله العرقية، فهو شخصية تاريخية كبيرة ساهمت بشكل لا يُقدر في تأسيس الإسلام في الشرق الأوسط والمحافظة على تاريخه وهويته.
