“سيرة داحس والغبراء”
عادل زوين
راح قيس ليم المدينة
لأحيحه يحضِر سلاحه
لقى درع يمنى متينة
ثارت غرايز جماحه
الدرع كانت سلاسل
قوية لكن خفيفة
ذات الحواشي ما ماثل
بين الدروع كات ظريفة
في السكة فات ع الربيع
فارس ما زيه فوارس
شاف درعه قاله منيع
وتنه للدرع لابس
وقيس يقوله دي درعي
اعطني ذات الحواشي
قاله ما تقدر ع منعي
تركه وتم أنه ماشي
قيس قال والله لآخدها
من نن عين ابن زياد
دا احنا وحوشها وأسودها
أو بيها نوق أو جياد
يومين تلات وأغار
على بل خصمه وماله
لقي أمه ذات الوقار
ظعينة ما بين جماله
كانت شريفة حكيمة
سموها أم الكوامل
لها شأن وشمخة وقيمة
قالتله اسمع يا عاقل
ربيع ما عمره يسامحك
إن تسبي أمه وعاره
خد الإبل كلها لك
ما تقيد غله وناره
قام اقتنع باللي قالت
وسابها ترجع ديارها
ومن الربيع تنه فالت
وبله أصبح جوارها
عند ابن جدعان بمكة
بحر ماله اشتراها
بالمال مجمد وفكة
خد خيل ودافع كراها
كان منها داحس وغبراء
وتلك كانت حكاية
إنه قناها بشراء
والله عليه الهداية
بعد أما قيس باع غنايمه
فكر في حال الزيادي
ما في يوم هتهبط عزايمه
ولا شيء أبدًا يراضي
سيِّد عشيرة متوج
ماله سليب من أمامه
النار في قلبه توهج
غيرة ع نفسه ومقامه
شوف كيف عمل في ابن عمه
و الجاي أنباءه هامة
مهما عمل بردو دمه
عربان وتخشي الملامة
قال قيس لابن جدعان
أنا والله طالب جوارك
قاله ابن عمي و تُصان
وبيتي بيتك ودارك
لكنّ قيس كان يفاخر
بنسبه ويزيد عليهم
وأهل مكة فواخر
بالبيت وضيفه يأتيهم
فيقول تفاخروا بنسبكم
انا نسبي غالي وعالي
لا ببيت وحرمة نناسبكم
مين فيكوا صاحب معالي
وساق في كبره فكرهوه
وحس بيهم وفارق
واختار أهله اللي ناسبوه
و لوِلد بدر المزارق
قرر يعيش في جوارهم
شوف كيف ربك يقدر
وبكرة يسقوه بنارهم
لكنه حكم المقدر
قال ولد بدر لفزارة
لينا كفوا والله في شرفنا
فيهم مقامنا وزيارة
لمن شهدنا وعرفنا
وربيع هناك لم يطولنا
عند الحذيفة وأخوه
حمل ابن بدر وبطلنا
يا بخت من جاوروه
ربيع آتي له خبرهم
بني بدر كانوا خلايله
طلب يعودوا في جوارهم
لخصمه قيس اللي غايله
عن جده قال عن أبوه
محبة كابر فكابر
عافوا الكلام أغضبوه
والكل عاند وكابر
الشر نصب المراميح
وولاد زياد اضرموها
غضب وساري كما الريح
نار الغضب احذروها
