رؤية وابداع

زُهور وأشواك

أميرة ياسر

عندما نمُر من بُستان فإننا نَشْتَّم رائحة الزهور الجميلة ، هكذا نحن في الحادية عشر مساء يأخذنا الحنين إلى أيام مضت ونحن ندرك أنها لن تعودَ مرةً أخرى ، فالبعضُ منا يرى أنها مثل الزهور ويشتم رائحة الأيام الجميلة ويتمنى أن يعودَ لحظة لتلك الأيام ، أما البعض الآخر فيجدها كالأشواك لا يريد حتي أن يتذكرها أو أن تمُر عابرةً علي ذِهنه ، ومَن مِنَّا لم يَجِد في طريقه الكثير من الصعوبات والعثرات ، مَن مِنَّا لم يسمع ما يُلِم قَلبَه من الحديث القاسي، ولم يَمُر ببعض التجارب المؤلمة التي تركت أثرا في قلبهِ لم يستطع أن يضمده حتى الآن ، فهُناك مَن يشعُر باللذة عندما يتذكر أيامه الخوالي فتكون بالنسبة له كَرائحة الزُهور ، وهناك من يشعُر بالألم الشديد عندما يتذكر تلك الأيام فهي بالنسبة لهُ كالأشواك التي دَمِيَت قَدمه حينما مَرَّ بِها ، وبين هذا وذاك هُناك مَن يرى أن مفتاح النجاة بينهم هو مفتاح ( الرضا ) الذي من خلاله يستطيع الإنسان النجاة من نفسه ، فلا يَصِل إلي الاغترار بِنَفسه، وتعظيمها علي ما أتم من إنجاز في أيام الخوالى. ولا يَعْمَه في غَياهِب الحُزن والخذلان علي ما فات من عُمرِه ، فَيعْلَم أن ما حدث له كان لِحكمة تقتضى حُصول ذلك فيخرج من سلطان نفسه التي يعيش فيها الحُزن فيرضى بما حدث فينظر للمستقبل بنظرة متفائلٍ ناج من نفسه التي كانت تكبده داخل الحُزن المرير ، فَيفُوز الاثنين بنفسيهما من خلال مفتاح (الرضا) …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا