رؤية وابداع

البردية_٣٦٩

هبة فتح الله

“فليعد الملك النائم من مكمنه ليغلق بوابات الزمن”

أنا عبير ٣٢ سنة عاشقة للتاريخ المصري القديم أكتب لكم عبر منصة الفيس بوك خوفًا من فقد برديتى .

كان جدي رحمه الله يمتلك مكتبة هائلة عتيقة فى غرفة منعزلة بالحديقة الخلفية للمنزل بجوار شجرة المانجو العتيقة غرفة بها شباك واحد يتوارى خلف شجرة المانجو، وبابها من الخشب العتيق الذي جار عليه الزمن ونزع طلاءه وبداخلها كرسيان أثريان ومنضدة مربعة من الخشب يعلوها مفرش وردي مطرز الحروف بالورود ذات الألوان الهادئة ورثها عن أجداده، مليئة بنوادر الكتب والمخطوطات التى تتحدث عن عظمة مصر القديمة وأسرارها وأساطيرها ومنذ وفاة جدى لم يدخل أحد هذه الغرفة. وخبر الأمس الخاص بأبي الهول قد أثار ذاكرتى ليعود بها عشرون عاما للوراء حيث كان عمرى لا يتعدى الأثنى عشر عاما، حين سمعت حديث جدى وصديقه خلسة حينما كنت ألعب مع بنات خالتي وأردت الاختباء منهم وراء شجرة المانجو حتى لا يرونى، وسمعت حديثا غريبا بين جدي وصديقه عن الملك النائم الذي لم يغمض عينيه وحين يغلقهما تكون بداية استيقاظه.

وقد صرحا بأن أبا الهول الملك القوي ذو جسد الأسد ورأسه رأس الحكمة الذي سوف يغلق عينيه لينبه العالم إلى استيقاظه بعد طول ثباته. وكان موضوع على الطاولة أمامهما بردية أثرية أطلقا عليها اسم البردية ٣٦٩، وفور سماعي لخبر إغلاق أبي الهول لعينيه بالأمس أسرعت إلى مكتبة جدي حيث وجدت المفتاح فى صندوق بمفرده فى خزانة جدتي رحمها الله، وبحثت عن البردية ٣٦٩ التي وجدتها محفوظة بدقة بالغة بين طيات مفرش قطيفة أحمر داكن اللون فى درج مستقل أسفل الطاولة لم يفتح منذ وفاة جدي من حوالى سبعة عشر عاما، إلا إنني لاحظت شيئا عجيبا جدا بالبردية ٣٦٩ فمنذ غروب شمس الأمس فجأة أضاءت حروفها طوال الليل ثم عادت بنهار اليوم كما كانت من قبل إلا أنها أضاءت مرة أخرى بعد غروب شمس اليوم، وتحول ملمس البردية إلى ملمس أملس بدون أى تعرجات ولكن أيضا عادت لطبيعتها بنهار اليوم ثم عاد ملمسها الأملس بعد غروب شمس اليوم. الغريب أن هذه البردية “البردية ٣٦٩” لا تحتوى إلا على جملة واحدة وجدت ترجمتها معها فى نفس المفرش وهى “فليعد الملك النائم من مكمنه ليغلق بوابات الزمن”.

وبالبحث عن أصل البردية ٣٦٩ وعبارتها نجدها تتحدث عن أبى الهول الكائن النائم الذي أغلق عينيه الجسدية وبدء فى استيقاظه البطئ ومن علامات استيقاظه الخسوف الدموي الكامل للقمر والتغير فى الفصول الأربعة، ليتهيأ لمعركة شرسة مع قوات الظلام الأربعة لإغلاق بوابات الزمن ليحكم ١٠٠٠عام يتوقف خلالهم الزمن حتى نهايتهم ثم يبدأ الحرب مع جنود مملكة الظلام.

(هذه الرواية من خيالي ولا تمت للواقع بأي صلة)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا