التاريخ والآثار

حسن طوبار المجاهد الأخير

بقلم: عبدالعزيز مصطفى.

(المقاومة والإحتضار)

بين نحيب الأحباب ورفقاء المقاومة نام ذلك الشيخ العجوز يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو ينطق بالشهادتين والجموع حوله لا تكف عن النظر إليه ثم البكاء مودعين زعيمهم، ورجل مصر القوي الذي كاد أن يجن نابليون بونابرت من هول الصدمة النفسية التي تلقاها على يديه من كثرة الهزائم المتكررة في كل مواجهات ذلك الشيخ أما صاحب قصتنا فهو شيخ العرب حسن طوبار، وكانت وفاتة بالعام ١٨٠٠ في عهد السير عسكر كليبر الذي منع إقامة جنازة لذلك المقاوم رغم إشادة نابليون في مذكراته بشجاعة حسن طوبار ومن تبعوه ..

ولكن وقبل سكرات الموت تلك و بثلاث أعوام فقط كان ذلك الميت هو حديث مصر كلها لما قد لاقاه الفرنسيين علي يداه من قتال، وحرب عصابات شتت ومزقت كل التجريدات التي أرسلها نابليون إليه حتى أن نابليون قد أرسل في أثره الكثير من الخونة الذين قد كانوا هم التابعين السابقين للمماليك مثل الخائن فرط الرمان ذلك اليوناني الذي كان يقطع ألسنه و أيديهم، ويثمل أعين المصريين.

(جيش المعلم يعقوب)

 

إن قاوموا الإحتلال وقد كان مثله أيضاً المعلم يعقوب أو الجنرال يعقوب صاحب الفظائع في صعيد مصر فقد كان يقود جيش من الأقباط أعده خصيصا لينتقم من أهل الصعيد و يغتصب بنات الإشراف من سادة وجه قبلي و غيرهم من الخونة والعملاء الذين عجزوا تماماً عن إرضاء بطل حكايتنا شيخ العرب حسن طوبار الذي قاوم الإحتلال الفرنسي وأسطولة الكبير، وساعد نيلسون في تدميره فقد كان الشيخ حسن طوبار يمتلك نحو ألف مركب على حسب تقديرات الحملة الفرنسية نفسها، وقد أهلك جزء كبير من البحرية الفرنسية في معركة المنزلة الشهيرة ..

(الحرب في بر مصر)

 

وقد ظل الشيخ حسن طوبار يطوف بقرى مصر كلها يشعل حماسة الجهاد في نفوس المجاهدين و ليعيد للأذهان مصائر من سالم الإحتلال من أهل مصر من أغتصاب لنساء، وهتك للاعراض و سرقة المال والدواب فما كانت كلماته إلا كالشرارة الملقاة في الهشيم فأصبح نار تأكل من يقف في طريقها و جمع جيش كبير هزم به الفرنسيين وأخضع شمال مصر حتى كانت خيانة بعض من حوله

حسن طوبار المجاهد الأخير

فأقام له نابليون فخ هو وكليبر، ومينو كادوا أن يقضوا على قوة طوبار لكنه لاذ بالفرار هو ومن بقي من جيشة وأهلهم، وذويهم إلى حصن والي عكا أحمد باشا الجزار الذي صد كل هجمات نابليون و منع وصوله إلى الشام ..

ثم عاد إلى مصر مرة أخرى بعد رحيل نابليون و بحث كليبر سبل التهدئة بين المصريين بعد صده ثورة من ثورات القاهرة ووافق على عودة شيخ العرب حسن طوبار في نفس العام إلى قد مات به وقد خرجت الحملة بعد موته بفترة قصيرة بعد هزيمتها كان في مصر ابن وحفيده حسن الذي اعدمه الوالي محمد علي باشا ظلما على جريمة لم يفعلها فدفن في نفس مكان اعدامه، بنى الناس مسجد فوق قبرة أسموه جامع المظلوم و أستمر نسل آل طوبار من حفيدة المقتول بغير ذنب حتى وصل لزماننا القريب من الشيخ نصر الدين طوبار آخر أحفاد تلك العائلة المعروفين و قد أشاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالشيخ حسن طوبار بأنه كان قدوته في الكفاح المسلح ضد المحتل الغاشم.

– مصادر المقال:

1- عجائب الآثار في التراجم والأخبار، المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي.
2- باب معركة المنزلة.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

جوهرة المتاحف التاريخية 

بداية مصرية لاستكشاف منابع النيل 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا