معجزة الهرم الأكبر
بقلم الأثرية/ أسماء أحمد أبو قرن
يحيط بحضارتنا العديد من الأسرار، منها ما استطعنا أن نكشفه ومنها ما لم نستطيع ، ولكن تبقي الأيام وحدها هي القادرة علي حل هذه الأسرار، فلا يوجد أثر في العالم يثير الخيال مثل هرم الملك “خوفو” فهناك تساؤلات عديدة عن كيفية بنائه ، وعن اسراره ، والممرات السرية الموجودة داخله وكانت تلك تساؤلات سببا مباشرا في أن يثير بعض الصهاينة بلبلة في العالم ؛ بعضها يشير إلي أن هذا الهرم بناء اليهود او غزاة جاؤا من القارة المفقودة (اطلانتس) وكانت المفاجأة في ذلك الوقت أن هدانا الله إلي الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرام ، والتي اثبتت للجميع أن هرم الملك “خوفو” جزء أصيل من الحضارة المصرية ، بناه المصريين القدماء .
وقد قاموا باءكتشافات اثرية هامة في منطقة آثار الأهرام، وقد بدأ الحفر منذ عام ١٩٧٧ م ، وحتي الآن بجوار هرم الملك “خوفو” ، وكانت لهذه الاكتشافات أهمية خاصة لأنها عبارة عن أدلة جديدة تكشف لأول مرة بناء الهرم ، ومن أهم هذا الاكتشافات كان الهرم العقائدي الذي عثر عليه بجوار الهرم ، وكذلك الورشة والطريق الصاعد وبقايا معبد الوادي بالإضافة إلي القرية التي عاش فيها العمال والفنانون ، ومقابر العمال بناة الأهرام ومنطقة الإدارة التي كانت مخصصة لصناعة الخبز والجعة والمعادن وتجفيف الأسماك.
وأكدت لنا هذه الاكتشافات لأول مرة وجود اربعة عشر عنصرا معماريا من عناصر المجموعة الهرمية ، وأن هذه العناصر اكتملت فقط من عصر الملك ” خوفو”.
وكان هناك كثيرون يحاولون أن ينسبوا هذا الهرم إلي مخلوقات أخري، وكان من أعجب الأشخاص شخص أمريكي يدعي ” لاري هنتر” وكان الشخص ده يعتقد أن مزامير النبي داود موجودة أسفل الهرم ، وكان يود ان يحصل علي تصريح حفر كي يكشف هذا الوهم ، ولكن قد منع من الحفر ، وأراد أن ينتقم لذلك أتفق مع أحد المواطنين من قرية نزلة السمان وكذلك مع أحد غفراء” ابو الهول” والذي تم إيقافه عن العمل لتعدية علي احد المفتشين تم وسجل الأمريكي المخادع حديثا ملففا بالفيديو مع الغفير يشير فيه إلي أننا اشتركنا في سقوط كتف ” أبو الهول” وقام المواطن المصري للأسف بقيادة هذا الرجل إلي مديرية أمن الجيزة ومعه الشريط الملفق.
إن الاكتشافات الأخيرة التي تمت داخل الهرم ” خوفو” والتي شاهدها الملايين من المواطنين من كل دول العالم أثارت عقول وخيال الناس ، وفتحت لنا إثارة وغموض ومازلنا في إنتظار معلومات تدور بعقولنا ماذا يوجد خلف الباب الثاني داخل هرم الملك ” خوفو” هذا الهرم الذي يشهد علي عبقرية المصريين القدماء ، حيث كان الهرم هو المشروع القومي لمصر اشترك في بنائه جميع الفئات من المصريين من عمال وفلاحين ، واستطاعوا أن يعزفوا لنا سيمقونية جميلة النغمات جعلت العالم يعرف أن المصريين لم يصلوا إلي هذه العبقرية إلا لأنهم حكموا العالم كله ب ” الماعت” الحق والعدل وهما أساس الحكم .
مما لا شك فيه أن بناء هرم الملك “خوفو” كانت بمثابة الملحمة والنقلة الحضارية الكبري في تاريخ مصر القديم ، ومن الطبيعي أن يكون الملك ” خوفو” قد تأثر بأبيه الملك ” سنفرو” صاحب ثاني أكبر ثورة معمارية في تاريخ العمارة المصرية القديمة ، ونقصد بها عمارة الهرم الكامل .
عاش الأمير ” خوفو” طفولته بجوار أبيه الملك ” سنفرو” وأمه الملكة “حتب – حرس” داخل القصر الملكي بدهشور ، وكان “خوفو ” يتعجب كيف أن المهندس المسئول عن بناء هرم أبيه أخطأ في الزاوية وهو يبني الهرم فوجد أنهم بدءوا بزاوية ١٣ ٣١ ٤٥ ثم تم تعديلها إلي ٢١ ٤٣ لذلك انحني الهرم وأصبح يحمل اسم ” الهرم المنحني” بدهشور .
إلا إنه تابع كل الخطوات التي قام بها المهندسون وهم يبنون الهرم الشمالي الثاني لأبيه، وقبل أن يتولي ” خوفو” الحكم وكان الأمير يهتم بأن يذهب يوميا سيرا علي الأقدام وبجواره صديقه “حم ايونو” ابن عمه وكان يهتم بالعمارة والبناء منذ الصغر وأثناء سيرهما في الطريق قال “خوفو” لصديقه : إنني أتمني أن تكون ساعدي الأيمن ورئيسا لكل الأعمال الملكية عندما اقوم ببناء هرمي ، وأضاف ” خوفو” أفكر من الآن في المكان الذي سوف أشيد فيه هرمي ؛ لأنني أبحث عن نوع جيد من الحجر يجعل هرمي أعظم وأكبر الأهرام المصرية وأهم من هرم ” سنفرو ” ملك مصر العليا والسفلي ، والأمر الثاني ياصديقي أن نشاهد طريقة بناء الأجزاء الداخلية للهرم الشمالي كي نستطيع ان نخرج بفائدة.
فأجاب ” حم ايونو ” بفخر : “إنني اقضي وقتي كله أتابع التجربة واتعلم من والدي الأمير نفر ماعت حتي انال شرف العمل بجوارك ، وقال له ان هرم ابيك الشمالي ٩٩ مترا في الإرتفاع ولابد ان تكون مقبرتك أكثر ارتفاعا ولن يكون لها مثيل وأن قاعدة ابيك صولها وصل إلي ٢٢٠ مترا وسوف أجعل قاعدة هرمك أطول من هذه القاعدة.
وجاء ” نفر ماعت” – مهندس الملك سنفرو – يحيي الأمير ووريث العرش ” خوفو” وابنه ” حم ايونو ” قائلا لهما : بعد أربع سنوات سوف ينتهي العمل من بناء هذا الهرم ، وسوف يكتمل جلوس الملك “سنفرو” علي العرش لمدة ٤٥ عاما وبعد ذلك ذهب إلي ميدوم لاكتمال بناء الهرم وأكمل المهندس هرم ” سنفرو” وتم تغير بناء هذا الهرم من هرم مدرج الي هرم كامل وبذلك يعتبر اول هرم كامل في مصر وهو يعتبر ك بداية اي بداية حكم الملك “سنفرو” ملكنا العظيم وهو آخر هرم اكمل في نهاية عهده .
وقال إنه سوف يطلي الهريم بالذهب وسوف يقوم بوضعه علي قمة الهرم كي يكون إعلانا عن إكتمال بناء الهرم.
ثم مات الملك “سنفرو” ابو الملك “خوفو” ومؤسس الأسرة الرابعة، بعد أن حلق نجمه في السماء ، وبمجرد صدور صرخة الحزن انطلقت روحه بين جنبات القصر العظيم في دهشور .
وهنا انتفض الأمير “خوفو” وسرعان ما نسي أحزانه علي وفاة الإله العظيم، وتغير الحال وتدفق دم جديد في عروقه وشعر انه اصبح الآن الإله “حورس” المنتصر وسوف تصبح اعضاؤه من الذهب وشعره واهدابه من اللازورد الحقيقي ، وسوف يصبح “رع” مثل والده الراحل العظيم ، حينئذ نظر حوله ولم يعرف أيا من اخواته واصدقائه ، لقد اصبح وحيدا ، وأصبح الكل يناديه بالملك العظيم
وأصبح الكل يناديه بالملك العظيم ويتمنون له الصحة والحياة والرفاهية ، ونهض “خوفو” من علي العرش قائلا: غدا تصبح مملكتي هي الأكبر والاعظم وسوف تتجاوز حدود مملكة أبي العظيم “سنفرو” وبدأ “خوفو” يفكر في التجارب التي سوف يقودها قبل ان يصبح ملكا علي مصر وكذلك يفكر في الطقوس التي سوف تتم كي يرتدي التاج الأبيض- تاج مصر العليا – ثم التاج الأحمر – تاج مصر السفلي – ، وبعد ذلك تتم مراسم الإحتفال بتوحيد القطرين شمال وجنوب مصر وهذه المراسم هي علامة هامة جدا لبداية حكم الملك .
بعد أن قرب موعد الانتهاء من تحنيط والده “سنفرو”، واستمرت عملية التحنيط سبعين يوما وهنا لا نستطيع ان نعرف في اي هرم سوف يدفن الملك “سنفرو” .
لغز هرم خوفو والإعجاز المعماري
عندما نتحدث عن الإعجاز المعماري للهرم الأكبر ، فإننا نؤكد أنه بني بأيد بشرية ولم يبين عن طريق قوم جاءوا من القارة المفقودة المفقودة (اطلانتس) كما يدعي بعض الأجانب وبعض المصريين مع الأسف الشديد .
أما بناء الهرم من الداخل والحجرات والممرات الداخلية للهرم، وصل البناءون إلي أعلي مستوي لمدخل الهرم ، كان يتم تشييد الممر المؤدي إلي حجرة الدفن الأولي التي تقع اسفل الهرم ، والتي تركت دون أن يكتمل بناؤها وهذه الحجرة أطلق عليها البعض خطأ حجرة ” السرداب” أي الحجرة التي كان يوجد بها تمثال الملك ، وبعد ذلك بدئ في إقامة قواعد الممر الهابط ، وبعد الإنتهاء من الجدران الجانبية بدأ ملء الفراغ حوله بأحجار دبش ضخمة ثم بدأ العمال في وضع الكساء ، وهذا الكساء يتكون من رافدة حجرية ضخمة ارتفاعها متران وتعلوها رافدة أخري ارتفاعها متر وفوقها حجر منحوت مثلث الشكل يرتكز علي جانبي الممر . ولتفادي الضغط الهائل للكتل التي تعلو هذه الأحجار الطويلة الأفقية كان يتم تشيد عقد مقبي الشكل لتخفيف الوزن الناتج عن صف الأحجار الضخمة ، وزيادة في الأمان كان يعلو هذا العقد عقد آخر مشكل من روافد لا تقل ضخامة عن الآخري ، وشيدت جدران هذا الممر من الحجر الجيري الأبيض الجيد الذي احضره المصريين القدماء من المحاجر الملكية بطرة ، وكانت فواصل الأحجار عمودية علي السقيفة التي تتبع انحدار المحجر ، ويؤكد ذلك أن البناة قد استفادوا من إتخاذ الممر لزلق الكتل التي توضع فوق السقيفة المشيدة.
وسوف نجد أن الممر الهابط الذي ينحدر لأسفل من المدخل الرئيسي الشمالي للهرم بزاوية ٢٦ وبطول ٢٣ .٣٤ – ٣٠ . ٣٤ مترا بجسم الهرم ثم يستقيم الممر بعد ذلك بطول ٤. ، ٧١ مترا ليبلغ الطول الكلي لهذا الممر ٣٦ . ١٠٥ أمتار، ويبلغ اتساع ذلك الممر الحجري الطويل ٥.، ١ متر وارتفاعه ٢٠ ، ١ متر وبعد مسافة ٧٠ ، ١٩ مترا يتحول الممر الهابط إلي ممر صاعد بطول ٧ ، ٣٨ مترا وفي طرفه الأسفل ثلاث كتل جرانيتية ضخمة.
وقد لاحظ العالم الألماني ” بورخارت” الذي بحث في مداخل الهرم وحجراته – للأسف لم تذكر المراجع والكتب العربية نظرياته بالتفصيل – أن وصف مداخل الهرم وحجرات هرم “خوفو” يشار إليها دون تفصيل او شرح طرق بنائها او الغرض منها، ومن الملاحظ في هذا الممر أن فواصل بعض الأحجار كانت عمودية علي الأرض الطبيعية ، وقد استنتج أن هذا المكان هو النقطة التي وصل إليها مستوي البناء وعندما تقرر تغيير التصميم العام للهرم وترتيب حجرات الدفن ، لاحظ ” بورخارت” ان الفواصل بين الأحجار شاذة من أسفل وكانت تتطابق من أعلي، أما السبب في ذلك فمازال مجهولا ولا نستطيع تفسيره .
إقرأ أيضًا:_
