رؤية وابداع

لمن القرار

أمل منشاوي

لمن القرار مدينتي

فجميع من ملكوا القرار تقاتلوا

سالت دماؤهم رخيصة بلا ثمن

حملوا سلاح الغدر فوق رؤوسنا

طعنوا الأمان بخنجرٍ صلدٍ أسنّ

وتناحرت كل الفرق

كل يدافع عن سراب

ويؤكدون لنا بأن أماننا …

رصدوه .. تحت طيات المحن

رفعوا شعارات الخديعة حولنا

قالوا بجِدٍ ..

سنموت من أجل المحبة والسلام

سنموت من أجل الشجر

سنموت من أجل الحمام

حتى أتى يوم فهمنا أننا

متنا ومات هنا الوطن

لم يبق فيكي مدينتي إلا اللئام

وهبوا الشهادة للذين تلطخت

أثوابهم بدم الخطيئة

ونسوا بأن الموت مرهون

بما في القلب من طهر سكن

لهفي عليكي مدينتي

وعلى نساء باكيات

أثكلهن حقد في القلوب قد احتقن

لهفي على طفل ممزق

بين حضن الخوف والحرمان

لا أم تحنو ولا أب

يحمي العرين من الوهن

لمن القرار مدينتي

وجميعهم قتلوا الأمل

نزعوا الفضيلة عنهمُ

فلا حياء يصدهم ولا خجل

صلبوا الحقيقة فوق أعمدة المعابد

واستباحوا الطهر فينا بلا وجل

وتراقصوا فوق المذابح وفوق أشلاء الوطن

والصبر ضاق بصبره ماعاد صبر يحتمل

والحلم مات على الطريق

وفوق أعناق الرجال نراه نعشًا قد حُمِل

وتبدلت فينا الخيانة بالشرف

وأصابع التخوين تخترق المقل

لمن القرار مدينتي

وبنيك بين مقامر ومهاجر

وبين مقتول وقاتل لا يعي فيم قتل

لمن القرار

وقد حكمت على الذين تحرروا

من خوفهم بالقيد قهرًا

ووهبت أوسمه الشجاعة لكل خائف وجِلْ

إقرأ أيضاً: 

هي والماضي

يمر العمر

ثوب الخذلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا