التاريخ والآثار

قصه هلاك فرعون وجنوده

بقلم: آيه الشلقاني

 

من هم قوم فرعون:

هم قوم بني إسرائيل الذين أرسل الله إليهم سيدنا موسى وسانده بأخيه سيدنا هارون حيث كان سيدنا هارون فصيح اللسان، وأخذوا يدعوهم إلى عبادة الله وتوحيده والخروج عن ظلم فرعون لهم واستبداده عليهم؛ ولم يستمع لسيدنا موسى إلا القليل من قومه الذين آمنوا به أما معظم الناس أصروا على كفرهم وعنادهم.

معجزات سيدنا موسى :

أرسل الله نبيه موسى بمعجزات إلهية إلى فرعون وقومه وهي العصا المتحولة إلى أفعى ويديه الذي يضم إلى جناحه تخرج بيضاء من غير سوء يمسها.
لم تؤثر هذه المعجزات علي فرعون أو قومه فاستمروا على الكفر والعناد والضلال فتوعده الله لهم بأشد أنواع العذاب.
ابتلى الله سبحانه وتعالى قوم فرعون بعشرة ابتلاءات يرجعهم عن طريق الضلال والكفر وعندما زاد كفرهم وعنادهم أرسل إليهم البلاء الذي قضى عليهم جميعا.

قصه هلاك فرعون وجنوده
قصه هلاك فرعون وجنوده

البلاء الاول:
ماتت الأسماك التي كانت في نهر النيل و تلوثت المياه بالدم، فما كانوا يستقون من إناء ولا بئر الا وقد تحول الى دم.
البلاء الثاني:
أصاب البلاد القحط والجدب لسنوات لا يصلح لهم زرع.
البلاء الثالث:
نقص في إنتاج الشجرات لثمار حيث أصابت الأشجار العاهات فقل خيرها وثمارها.
البلاء الرابع:
أصاب القوم القمل وهو السوس الذي يأكل الحبوب والبعض قال انه البعوض الذي ملي فراشهم ولم يمكنهم من النوم.
البلاء الخامس:
الجراد الذي انتشر بشكل غير مسبوق، فغطي الأرض الخضراء وأكل الاخضر واليابس حيث قضى على النباتات والأشجار والثمار، حتى أنه كان يحجب أشعة الشمس لكثرته، حتى قيل إنه كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع أبوابها.
البلاء السادس:
اصبهم الله بالطوفان، حيث فاضت مياه نهر النيل عليهم وغطت الارض فلا تمكنهم من الحراث أو الزراعة حتى أصابهم الجوع والضيق الشديد.
البلاء السابع:
الضفادع وهي كانت معروفة لديهم ولكنها زادت بشكل كبير جدا حتى أنها كانت تسقط في الطعام والشراب والاواني وعلى ملابسهم وفراشهم.
البلاء الثامن:
أما البلاء الثامن كانت إصابتهم ببعض الأمراض الجلدية وظهور البثور والتقرحات.
البلاء التاسع:
حيث خيم عليهم الظلام في كل مكان.
البلاء العاشر:
كان البلاء العاشر أكثرهم وجعا لبني إسرائيل حيث مات أطفال قوم فرعون.
ومع كل بلاء كان يصيب قوم فرعون كانوا يهرعون إلى سيدنا موسى يتوسلون إليه أن يدعو الله أن يرفع عنهم العذاب، ويوعده بأنهم سوف يؤمنون إذا رفع عنهم. فيدعو سيدنا موسي لهم فيرفع الله عنه عذابه ويستمرون بكفرهم وعنادهم.

قصه هلاك فرعون وجنوده
قصه هلاك فرعون وجنوده

هلاك فرعون وجنوده:

أهلك الله تعالى فرعون وقومه بالغرق، حيث أذِن فرعون لموسى عليه السلام ومن معه بِالخُروج من مصر، ولكنّ فرعون نكث العهد، فتَبِع موسى عليه السلام بجنودٍ؛ ليقتلوه ومن معه، ولم يعلم فرعون وجنده أنّ الله تعالى أخرجهم ليلقوا مصيرهم، فبعد أن جاوز موسى عليه السلام البحر، تبعه فرعون وجنده، فأطبق الله تعالى عليهم البحر وأغرقهم، وعندها صدّق وأيقن بالله تعالى وبما آمنت به بنو إسرائيل. وسبب إهلاكِهِم؛ تكذيبهم لرسالة الإيمان التي جاء بها موسى عليه السلام من ربّه، واختلاقِهِم الأعذار لِكُفرهم وشِركِهِم، فقال -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَ سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ)، وهذا من سُنن الله تعالى في النّاس؛ فإنّه لا يُعذِّب قوماً حتى يُرسل لهم رسولاً يُبيّن لهم ويُنذرهم، لقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا).

قصه هلاك فرعون وجنودهقصه هلاك فرعون وجنوده

*قصّة غرق فرعون وقومه وهلاكهم*:_

خروج موسى عليه السلام وقومه من مصر وكان ذلك بعد أن تبع أقباط مصر فرعون فتمادوا بالكفر والعناد، وقد أقام عليهم نبيّهم موسى عليه السلام الحُجج والبراهين، فلم يؤمن معه إلا قِلّة، فبدأوا بالتآمُر عليهم، فجاءه رُجُلٌ ناصِحٌ لهم بِالخُروج من مصر، وأمرهم الله بِبناء بيوتٍ مُميّزة عن بُيوتِ آل فرعون، لإقامة الصلاة فيها، وليكونوا على استعدادٍ للخُروج. وأمر الله تعالى موسى عليه السلام قومه بالتوكّل على الله تعالى، والصبر على فرعون وأذاه، ودعا موسى عليه السلام على فرعون وقومه،
لقوله -تعالى-:
(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ* قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام بِالخُروج بمن آمن من بني إسرائيل، فتبعهم فرعون بِجُنوده، حتى وصل إلى البحر. إدراك فرعون لموسى عليه السلام وقومه ليقتلهم، وهلاكه مع قومه بالغرق، أيقن أصحاب موسى أنّ فرعون سيُدركهم، فضاق بهم الحال واشتدّ عليهم الكرب، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام بأن يضرب بعصاه البحر، فتشعّب منه اثنا عشر طريقاً، فتبعهم فرعون ومن كان معه، وأراد موسى عليه السلام بضرب البحر مرةً أُخرى؛ لكي لا يُدركُهم فرعون، فأمره الله تعالى بأن يُبقيه على حاله، فدخل فرعون ومن معه في البحر، فأمر الله تعالى موسى عليه السلام بأن يضرب البحر بعصاه، فضربه، فغرق فرعون ومن كان معه، قال -تعالى-: (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ)،
فلما أدرك فرعون الغرق عزم على التوبة إلى الله،
قال الله -تعالى-:(فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وخسر هُنَالك الْكَافِرُونَ).[ إجابة الله لدعاء موسى، وجعل فرعون عبرةً للناس إلى يوم القيامة، وهكذا استجاب الله تعالى لدعوة موسى عليه السلام على فرعون وقومه، وأنجى الله تعالى فرعون بِجسده؛ ليكون آيةً لمن بعده، ثم طافت جُثة فرعون على الماء، فأخذها المصريون، وقاموا بتحنيطها، فقد جعله الله تعالى عبرةً للغافلين. توبة فرعون أغرق الله تعالى فرعون، ولكنّه قبل موته تاب ورجع إلى الله تعالى، ونفى القُرآن عنه قَبول هذه التوبة، لقوله -تعالى-:
(آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)، وبيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عدم قبول توبة الإنسان وهو في حالة الاحتضار والغرغرة، وهي حالة إدراك الإنسان أنه ميتٌ لا محالة.
لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
(إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغرغرُ)،
ولم تُقبل هذه التوبة؛ لأنها جاءت بعد أن أتاه الموت.

قصه هلاك فرعون وجنوده

*ؤ*

* بعث الله تعالى موسى عليه السلام إلى فرعون؛ ليدعوه إلى وحدانيّة الله تعالى، وإخلاص العبادة له، والإيمان باليوم الآخر، وهي الأُسس التي دعى إليها جميع الأنبياء، واستعمل معه أُسلوب الرِّفق واللّين في الدعوة، وناداه باسمه؛ ليُبطل ما ادّعاه لِنفسه من الرُبوبيّة، و عرّفه برسالته التي جاء بها من عند الله عز وجلّ، وأثبت له ذلك بالأدلة والبراهين،
* فبدأ قومُ فرعون بتزيين الباطل وتزييف الحقّ له؛ خوفاً على مصالِحِهِم، واستهزأ فرعون وقومه بِسيدنا موسى -عليه السلام- ودعوته وبالآيات التي جاء بها.

-المراجع:

1- قصص الانبياء للحافظ بن كثير.

– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

قصر السكاكيني

تعرف علي الجامع الأزهر الشريف 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا