التاريخ والآثار

حرب العبيد وحكاية سبارتكوس

بقلم: عبدالعزيز مصطفى.

وقد بدأت حرب العبيد الثالثة في الجمهورية كما ورد ذكرها في عقل مصارع تراقي كان اسمه سبارتكوس التراقي هو مصارع وقائد عسكري شهير، وهو من قادة انتفاضة العبيد ضد الجمهورية الرومانية، حيث قاتلوا من أجل حريتهم ضد الأوليغارشية المالكة للعبيد، لا تعرف تفاصيل دقيقة عن سبارتكوس حيث يوجد روايات كثيرة ومتناقضة، لا يذكر المحللين التاريخين أن الهدف من ثورته إنهاء العبودية في الجمهورية الرومانية.
تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي كانت تحتاجها عن سبارتاكوس ..

و يقول بشأنه الكاتب اليوناني بلوتارخ إن سبارتكوس هو تراقي من أصل بدوي من قبيلة مايدي، ويقول آبيان أنه خدم كجندي مع الرومان، حيث هرب وأصبح سجيناً ومن ثم بيع كمصارع، ويصفه الشاعر الروماني فلوروس بأنه من المرتزقة العراقيين وأصبح جندي فيما بعد، قبل أن يهرب ومن ثم يستعبد.

وفي مصادر أخرى يقال أن سبارتاكوس كان أسير حرب، قد شهد تدريبات في مدرسة لودوس بالقرب من كابوا التابعة لينتولوس باتياتوس، وكان من مصارع الوزن الثقيل.

(حروب سبارتاكوس وثورة كابو)

سبارتاكوس هو من بين المصارعين العبيد الذين صمموا على الهروب، وكانت مجموعة العبيد مؤلفة من 70 عبد خططوا للهروب، حيث سيطروا على أدوات المطبخ وصادروا العديد من الأسلحة والدروع، وهزموا الجنود الذين أرسلوا إيقافهم، وجندوا معهم العديد من العبيد الآخرين، ونهبوا المنطقة المحيطة بكابو، واتخذوا موقع أكثر حصانة في جبل فيزوف.

ومن ثم اختاره العبيد إلى جانب كريكسوس وبونو ماوس واثنين آخرين من بلاد الغال كقادة لهم، وفي رواية أخرى تقول أن مجموعة العبيد كانوا مجموعة متجانسة اختاروا سبارتاكوس كزعيم لها وقد أرسلت روما قوات عسكرية بقيادة غايوس كلاوديوس غلابر، الذي قام بمحاصرة سبارتكوس في معسكره في جبل فيزوف، متوقعاً أن يجبر الحصار سبارتاكوس على الاستسلام، ولكن الأخير استطاع أن يهاجم المعسكر الروماني، وأن يبيد أغلب القوة المهاجمة،

و قد أرسلت روما حملة أخرى لقمع التمرد، لكنها هزمت من قبل سبارتاكوس ومجموعة العبيد الذين معه، وأسر قائد الحملة وقتل أغلب الجنود، وتم الاستيلاء على أغلب الأسلحة الرومانية.

وبسبب هذه النجاحات المتلاحقة توافد إلى قوات المصارع سبارتاكوس الكثير من العبيد والرعاة في المنطقة، حيث زاد عدد رجاله عن السبعين ألف، أثبتت المعارك التي خاضها سبارتاكوس أنه صاحب تكتيك في قيادة المعارك، مما يشير أن لديه خبرة عسكرية سابقة، على الرغم من افتقار رجاله للتدريب العسكري والمعدات العسكرية.

فبين عامي 73-72 قبل الميلاد، أمضوا هذه الفترة بالتدريب وتسليح المجندين الجدد، كما استولوا على البلدات التالية نوسيرا إنفير يوري ونولا وثوري وميتا بونتو، في ربيع عام 72، أرسلت روما قوات عسكرية تحت قيادة كل من القائدين لوسيوس جيليوس بوبليكو لا وجنايوس كورنيليوس لينتولوس كلاوديانوس.

في البداية تمكنت القوات الرومانية من هزيمة قوات المتمردين التي كانت بقيادة المصارع كريكسوس، ولكن فيما بعد انتصر عليها سبارتاكوس وذلك حسب الكاتبين آبيات بلوتارخ وقد كلف مجلس الشيوخ ماركوس ليسينيوس كراسوس وهو أغنى رجل في روما، فقد تطوع لإنهاء التمرد وتم تزويده بثمانية فرق، تضم حوالي 40ألف جندي روماني مدربين،

وفي أوائل 71 قبل الميلاد، نشر القائد كراسوس ستة فرق على حدود المنطقة التي انسحب إليها سبارتاكوس وأتباعه وهي في جنوب إيطاليا، كان بالإضافة إلى كراسوس كان هناك الضابط الأعلى موبيوس حيث تسرع بمهاجمة قوات المتمردين ولكنه هزم.

على الرغم من ذلك فيما بعد، حققت قوات القائد كراسوس العديد من الانتصارات على قوات سبارتاكوس، مما اضطر الأخير إلى الانسحاب لأقصى الجنوب إلى منطقة ريجيم (ريجيو كالابريا) وذلك عبر منطقة لوكانيا.

(خيانة سبارتكوس)

فيما بعد عقد المصارع التراقي سبارتاكوس صفقة مع القراصنة لنقل حوالي 2000 من رجاله إلى صقلية، وذلك حسب ما أورده الكاتب بلوتارخ، لكنه تعرض للخيانة من قبل القراصنة الذين أخذوا المال وتخلو عنه، تقول بعض المصادر أن المتمردون حاولوا بناء السفن للعبور إلى صقلية، ولكنهم لم ينجحوا.

فيما بعد قد تراجعت قوات سبارتاكوس نحو ريجيم وعلى الرغم من الهجمات التي شنّها المتمردون على قوات كراسوس، تمكن الأخير من فرض الحصار عليهم وقطع الامدادات عنهم، وفي هذه الأثناء حاول سبارتاكوس التوصل لاتفاق مع كراسوس، لكن الأخير رفض ذلك مما أدى إلى فرار جزء من قوات سبارتاكوس نحو الجبال الواقعة غرب بيت إيليا في بروتيوم.

حيث قامت بعض فرق قوات الجيش الروماني باللحاق بهم، والقبض على مجموعة المتمردين الذين انفصلوا عن قوات سبارتاكوس الرئيسية، في عام 71 قبل الميلاد، وفي إقليم سينتركيا الحالي وهي منطقة تقع على الضفة اليمنى لنهر سيلي، هذه المنطقة شهدت هزيمة سبارتاكوس في معركته الأخيرة، حيث تم القضاء على معظم قواته، وتم صلب حوالي ستة آلاف من المتمردين الذين نجوا من المعركة، حيث وضعوا على الطريق بين روما و كابو.

حرب العبيد وحكاية سبارتكوس

(وفاة القائد سبارتاكوس)

وبحسب كل من بلوتارخ وبيان وفلوريس، إن المصارع سبارتاكوس قد قتل في 71 قبل الميلاد أثناء معركته الأخيرة في إقليم سنتركيا الحالي، لكن آبيان يؤكد أنه لم يتم العثور على جثته أبدا وعلي حسب المؤرخين الكلاسيكيين أن تمرد سبارتاكوس لم يهدف إصلاح المجتمع الروماني أو إلغاء العبودية قد أطلق على توسان لوفرتور قائد ثورة العبيد التي أدت إلى استقلال هايتي اسم سبارتاكوس الأسود ..

ورغم الهزيمة النكراء و الخيانات التي تعرض لها سبارتكوس ومن معه إلا إن ثورة العبيد وذكراه حيا في ذاكرة الانسانية مابين الادب والفن بالأعمال المختلفة التي تسرد لنا كافة جوانب القصة والمعاناة التي كان يراها العبيد في الدولة الرومانية القديمة.

– مصادر المقال:

كتاب سبارتاكوس ثورة العبيد
ل هوارد فاست.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

نبذة عن السيرة الذاتية للملك فاروق

الاضطهاد الروماني هل كان ديني أم قومي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا