التاريخ والآثار

الاضطهاد الروماني هل كان ديني أم قومي؟!

بقلم / يوسف محمد.

يجمع كل الباحثين في تاريخ تلك الفترة بداية من القرن الأول الميلادي حتى نهاية القرن الثالث حيث أن الأضطهاد الروماني للمسيحيين لم يكن دينياً حيث أنه لم يواجه المسيحية كديانة حيث اشتهر الرومان بتسامحهم الديني تجاه مختلف الديانات والعقائد الموجودة داخل الإمبراطورية لكن العقيدة المسيحية كانت تتنافي مع مبادئ الإمبراطورية وتتعارض مع السياسة العامة لها.

الاضطهاد الروماني هل كان ديني أم قومي؟!

كانت أسباب الاضطهاد يرجع إلى أسباب سياسية وإجتماعية ولذلك لرفض ممارسة الشعائر الدينية الخاصة بالدولة وهي عبادة الإمبراطور فكانت المسيحية ترفض رمز من رموز قوة وسيطرة الدولة على رعاياها واعتبر الرومان اعتزال المسيحيين الحياة العامة يعني هروبهم من أداء الواجبات المدنية الخاصة بنجاح الدولة ولذلك اعتبرت المسيحيين الخارجين عن النظام العام للمجتمع يشكلون خطراً على الدولة، رفض المسيحيين تولي المناصب العامة في الدولة ورفض أداء العمل العسكري والخدمة العسكرية.

يعتبر الأنبا يؤانس (اسقف الغربية عام 1981م) أسباب الاضطهاد فيذكر طبيعية الدين الجديد في تأثيره على الناس من حيث ربطه للشعائر الدينية وأعمال الإيمان مما يعني رفضاً تاماً للديانات الوثينة ومنها الديانة الرسمية للإمبراطورية وذلك من حيث عدم توريث المناصب الدينية (سلك الكهنوت) وعدم سرية التعاليم المسيحية ويقول إن الديانة منذ بداياتها مكسونية أي إنها تساوي البشر أمام الله وهذا ما يتعارض مع التقسيم الطبقي والعرقي والديني للإمبراطورية.
إن المسيحية في جانب آخر قد عملت على فصل الدين عن الدولة الرومانية حيث لم تعترف في تنظيمها الكنسي بوظيفة الكاهن الأعلى وأنها فرقت بين طاعة الله وطاعة القيصر اتباعاً لقول السيد المسيح (أعطِ ما لله لله وما لقيصر للقيصر) ومن ثمّ رفضوا الانخراط في الجيش الإمبراطورى ورفضوا تولي المناصب العامة والعمل فى بعض المهن.

الاضطهاد الروماني هل كان ديني أم قومي؟!

عندما ننظر إلى أسباب الاضطهاد نجدها كلها تتمحور حول الحفاظ على الإمبراطورية الرومانية متعددة الشعوب مترامية الأطراف ونضيف إلى ذلك أوضاع الإمبراطورية والصراعات التي قامت بين حكامها وبينها وبين شعوبها.
وبالنظر لحالة الشعب المصري من الناحية الاقتصادية والاجتماعية كان وضع المصريين أسفل سلم المجتمع وبالنظر إلى الحالة الدينية وما أدى إليه سلوك الكهنة، وعلي إعتبار أن الدين كان جزء ثقافياً في ثقافة المصريين فإن استرداد اليقين بصحة نا آمنوا به من العقيدة الاوزيرية فإن الدين الجديد أشعل فيهم الروح القومية وفيما دعا إليه من عدل ومساواة وما نفى للعبودية والقهر وجعل الجميع أمام الله سواسية يحاسبون وفقاً لأعمالهم الدنيوية.

تتبع حلقات الاضطهاد الروماني للمسيحيين بشكل عام منذ أن تولى نيرون عام ( ٥٤م ) وتتبعت الاضطهادات بداية من عهده مرورا بعهد دومتيان وماركوس اوريليوس و دقلديانوس والعديد من القياصرة.

الاضطهاد الروماني هل كان ديني أم قومي؟!

– المصادر والمراجع:

الكنيسة القبطية والروح القومية في مصر في العصر البيزنطي ل عزيز سوريال عطية.
‏الدولة الكنسية الجزء الثاني ل رأفت عبد الحميد.
دراسات في تاريخ الرهبنة والديرية المصرية ل امين حكيم.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

المصريون لا يشبهون قدماء المصريين 

ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا