الخطوبة نواة ثمارها الزواج
كتبت : منى حافظ
يعتقد البعض أن فترة الخطوبة من أسمى وأجمل الفترات والمراحل، التي يمر بها الفرد قبل مرحلة الزواج ؛ فهى فترة الدلال والهدايا والكلام المعسول و الترفيه والتنزه ووضع الأقنعة وإغماض الأعين عن كل ما يؤذي النفس، وأنها مرحلة تمضي سريعاً ويحزن البعض لمرورها مرور الكرام قبل أن يقع في قفص الزوجية .
سقوط الأقنعة
و بالمجمل يرون أنها مرحلة لاتعوض لمجرد تلبية كل الاحتياجات والمتطلبات، قبل الدخول في ذروة مرحلة الزواج، ولكن للأسف الشديد إذا تم الزواج في هذه الحالة يظهر مالايتوقعه كل طرف فإن الأقنعه تسقط لإنتهاء صلاحيتها.
والجميع لا يرون في الحياة إلا ما يوجد في باطنهم وقلوبهم والتزييف يبدأ في التلاشي والخدوش والعقد والمصالح تزول بانتهاء المصلحة دون مواجهة النفس والوقوف أمام الله، بما يخطئ به الإنسان في حق نفسه قبل غيره ، ووضع مشاعر الآخر في سلة المهملات دون حساب.
وأصبح الزواج حالة إما يشفى منها ويتعافى ويستمر إما بالحب والموده والرحمه، و إما بالإكراه فيذبل ويتلاشى وينتهى الحال على الفور وكأن لاشئ لم يحدث وكل هذا يفعله البعض دون المعرفه الحقيقيه والمعنى الحقيقى لفترة الخطوبة بعد الإعجاب ثم الإيجاب والقبول .
شجرة وارفة اسمها الزواج
الحقيقة التي يتغافل عنها البعض أنه من الضروري أن تكون فترة الخطوبة، هى نواة ثمرتها الزواج وبداية عقد وعهد ووعد مع الله ورسوله قبل أى شئ، تثمر وتكبر وتتماسك جزوعها داخل أرض خصبة وصلبة من خلال راعيها وساقيها ثم تصبح فروع تخرج منها ثمرة جميلة .
المودة والرحمة
كما أنها فترة للتعارف والحب وتبادل المشاعر، دون تزييف والتوافق والتكافؤ العقلي والفكري الواعي، وليس المالي فالمال ليس إلا وسيلة وليس نقطه فاصله لفتح باب السعاده وراحة البال، والتفاهم، والتشجيع لبناء حياة كريمة كاملة متكاملة واحترام الذات مع احترام الأخر.
كما أنه من أهم أركان الزواج الصحيح هو الصدق والصراحة، فهم الأعمدة الأساسية التي يُبنى عليها باقي جدران بيت جديد ملئ بالرضا والقناعة والحب الصادق الصالح دون تبادل المصالح؛ فالمصلحه تزول فور الإفاقة من الإغماء ولكن للأسف بعد فوات الأوان.
وبناء عليه يحدث أحد الشيئين إما أن يحدث فلترة لكل السلبيات الداخلية، ويبدأ الشريك حياته من البداية مرة أخرى. وكأنه يوم مولده، وإما أن ينهار داخليا ويفقد ثقته في كل من حوله ويرجع كل هذا إلى ما يفعله ضميرك، وصوتك الداخلي الذى لا يراه ولا يسمعه إلا الله سبحانه وتعالى ويعطيك بالمثل كما يراه في نواياك فهو من يضعك تحت الإختبار وعليك الإختيار.
موضوعات مهمة يجب مناقشتها أثناء فترة الخطوبة
من الضروري أن يعرف شركاء الحياة بعضهم البعض قدر المستطاع، وبكل راحه وصراحه، بداية من مرحلة الإعجاب والقبول حتى المرحلة التي تكلل بالزواج ولكى تستمر الحياة الزوجية مدى الحياة، لابد من وجود بعض النقاط التي تتحدد من خلال بعض النقاشات المتبادلة من كل طرف ومن بينها
الأمور الدينية
وهى من أهم النقاشات بل ترأسها وفيها يتم معرفة ومدى التزام كل منهما بالأمور الدينية، وهي العبادات المفروضة كالصلاة والصوم والزكاة ومهم معرفة كيفية التعامل مع الآخرين وصلة الأرحام .
الطموح المستقبلي والأمور الحياتية
وهى الجانب التعليمي والوظيفي وتطوير الذات، ووضع الأهداف التي يسعى لتحقيقها مع التشجيع والدعم المستمرين.
المسائل المادية
وهو التوافق المادي دون الضغط كل منهما على الآخر قدر الإمكان فالمال أحياناً يكون عقبة لدى البعض، وهناك من يعتبره عامل أساسي ومهم قبل الزواج وبعده ولذلك لابد من الإتفاق على ميزانية المنزل لتلافي المشكلات المصاحبة لعدم الاتفاق.
التعامل مع العائلة
يعتبر من الموضوعات الضرورية والمهمة أيضاً هي معرفة كيف يتعامل كل طرف مع عائلة الطرف الآخر، وضرورة أن يضع في الاعتبار عدم التدخل في الحياة الزوجية والخصوصية من جانب الأهل والإتفاق على السماح على مداومة الزيارات العائليه سواء أهل الزوج أو الزوجة، حتى لايقع أى طرف في الاضطرار لقطع صلة الأرحام فهي من الكبائر.
قضاء وقت العطلة والروتين اليومي
وهى الإتفاق على عمل المرأة أم لا وضرورة إعطاء كل طرف المساحة للذهاب للأصدقاء، ولكن في حدود لا تطغى على استقرار الحياة الزوجية، وأخذ وقت من الراحة والاستجمام معا حتى لا يحدث فتور وتبلد بل موت المشاعر.
المشاركة
وهى تقاسم المسئوليات والمهام وتقدير تعب كل طرف للآخر دون المن عليه والتقليل لما يقوم به وذلك يكفل تحقيق الإحترام بين الطرفين.
الصراحة والصدق
الصراحه هنا ليست فقط في التعامل أو الأمانه في المال؛ بل مهمة في تبادل المشاعر والأخذ والعطاء دون تزييف أو نفاق .
تربية وتعليم الأبناء
فخ يقع فيه البعض حيث يرى أنه فقط الوحيد على الطريق الصحيح، ويحاول بشتى الطرق فرض رأيه دون وضع مشاعر الأبناء وأحياناً يدلل أحد الطرفين فوق الطبيعي يجعله يتطاول على الآخر، وهو من اسوأ التعاملات فتصبح مشكلة رئيسية داخل البيت.
ختاماً : الصراحة والصدق والأمانة في القول والفعل في كل شئ من أهم الأساسيات، لنجاح كل علاقه؛ فلابد وأن يتسم كل شخص بهذه السمات حتى يكون سوي متوازن يضع كل الأمور على ميزان الحق والعدل، حتى يصل إلى بر الأمان والسكينة والإطمئنان لتستمر الحياة .
مراجعة : حنان مرسي
إقرأ أيضا:
