مقالات

مخاوف المصري في مسألة الزواج

كتبت / سهيلة فايق فتوح

 

أولا: أهمية الزواج عند المصري القديم:
لقد أدرك المصريون القدماء منذ أقدم العصور، كما أدرك أهل الكتب السماوية ، أن الزواج نظام شرع لمصلحة المجتمع وبنائه على أسس وقواعد من الترابط والتكافل وضعت في اعتبارها حاجات الفرد والجماعة وأن الزواج ليس وسيلة للنسل فحسب أو وسيلة استمتاع الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل وإنما هو أساس علاقة مودة ورحمة بينهما، والزواج عند المصريين القدماء كان علاقة روحية وتمازج نفسي وتعاطف بين الرجل والمرأة وعلاقة شرعية تعلو وتسمو على غير الشرعية البغيضة التي ينفر منها المجتمع ولا تحظى باحترامه وتقديره ، فكان الزواج في مصر القديمة يتم بمجرد البلوغ ، الأمر الذي جنب المراهقين الكبت الجنسي وما يصدر عنه من عقد، ودليل على ذلك ما قاله حكماء مصر ينصحون الشباب بالزواج المبكر باعتباره عاصمة من الوقوع في الخطيئة “اتخذ لك زوجة وأنت في سن الشباب لتنجب لك أبناء”.
 
ثانياً: الخيانة الزوجية:
إن المصريين القدماء كانوا شعباً محافظاً على التقاليد السوية ومتمسكا بأعلى مستويات الأخلاق الرفيعة ، كانوا يعتبرون الزواج علاقة شرعية بين الرجل والمرأة ، تحكمها العقائد الدينية وقواعد العرف السائد وبالتالي فقد كانت الخيانة الزوجية ، سواء من جانب الرجل أو من جانب المرأة تعتبر كبيرة من الكبائر وجريمة لا تغتفر عقوبتها الإعدام.
 
ثالثاً: محاكمة الزاني والزانية:
كيفية محاكمة الزاني والزانية وأنواع العقوبات التي كانت مقررة على مرتكبي تلك الجريمة النكراء … حيث أثبتت الوثائق الأثرية أن الحكم بإعدام الزاني والزانية كان مطبقا كعقوبة في عصر الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة … ثم تم تخفيف هذا الحكم في الفترة المتأخرة ، وظل التخفيف ساريا حتى قبل ظهور المسيحية ودخولها إلى مصر، والمقصود بالتخفيف هنا هو الحكم بقطع أنف المرأة الزانية حتى يتم تشويه وجهها وحرمانها من جمالها الذي كان سبباً في الإغواء ، أما الزاني فقد كان يحكم عليه بالإعدام ثم خفف هذا الحكم بالاكتفاء بجلدة علنا ألف جلدة وكان إعدام الزاني والزانية يتم عادة بإلقائهم في النار حتى يتحول إلى رماد يلقي في النهر أو يتم بقتل الزوجة الزانية وإلقاء جثتها للكلاب ، وقال ديودور الصقلي المؤرخ إن الرجل الذي كان يغتصب امرأة دون رضاها كان يحكم عليه ببتر العضو التناسلي لحرمانه نهائياً من قدرة الحصول على اللذة الجنسية طوال حياته.

 

العاقل يستفيد من اعدائه 

و الغبي لا يستفيد من أصدقائه

” أنيس منصور ” 

رابعاً: تعدد الزوجات:
عرف المصري القديم تعدد الزوجات كما عرفته الشعوب وقد مارسه ولكن ربما في حدود ضيقة ، ونتيجة لأن المقصد الرئيسي للزواج هو إنجاب الأطفال فكان الرجل إذا ما وجد المرأة تعجز عن الوفاء باحتياجات الحياة الزوجية وذلك بسبب عقمها أو عيبها الجنسي مما يؤدي إلى منع الاتصال بين الزوجين وعندئذ يلجأ الزوج إلى الزواج على زوجته رغبة منه في الإنجاب الذي كان حريصاً عليه وذلك خوفاً منه بعد مماته لا يجد من يقيم له شعائر تساعد على بقاء روحه خالدة فكان أقصى ما يتمناه الرجل أن يكون له في حياته:
١-وظيفة تمكنه من مزاولة مهنة أو حرفة.
٢-ذرية لتولي أمور الطقوس الجنائزية له بعد مماته.
٣-تقدير علني مما يضمن له مكانه في كل من الذاكرة الاجتماعية والمجتمع.
 
-المصادر:
١-تحفة حندوسة الزواج والطلاق في مصر القديمة المجلس الأعلى للآثار القاهرة ١٩٩٨ ص ١٩.
٢-فلندرز بتري الحياة الاجتماعية في مصر القديمة ترجمة محمد حسن جوهر – عبدالمنعم عبدالرحمن الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة ١٩٧٥ ص ١٨٤.
٣-مختار السيوفي ص ٦٣.
٤-نهاد كمال الدين الحضارة المصرية القديمة طنطا ٢٠٠٧ ص ١٦٨.
 
حراس التراث والحضارة ©

 

أقراء أيضا :

 

الهرم الأكبر أحد أعقد أسرار بشريتنا المعاصرة؟

 

سيدة الخطوط الحمراء المهلكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا