رؤية وابداع

اتجاه آخر

عائشة عمي

 

القلم الأبيض هذا القلم الذي كنا نستثنيه من أي مهمة تلوين وكنا نضعه جانبًا متحججين أنه لايلون.. مافائدة وجوده في علبة الألوان حكاية اللون الأبيض حكاية كبيرة ، هذا اللون إن امتزج بأي لون حاد هدأه حتى صار لون فاتح .

 

لم أكن ألحظ قيمة بياض من حولي لأن نفوسنا كانت متشابهة لدرجة ما لاندخل في نوايا بعضنا ولا في شؤون بعضنا الخاصة ، الاحترام كان سائدًا والمحبة والود كذلك كنت أعتقد أن كل البشر هكذا ولا داعي للانبهار.

 

ولكن عند انتقالي إلى علبة ألوان مختلطة، مختلفة أدركت قيمة العلبة التي كانت فيها هناك أقلام بمختلف ألوانها تمتزج مع ألوان أخرى لتعطي لون جديد مختلف تمامًا ربما أشد حدة أو أقل حدة من اللون الأصلي .

 

اللون الأسود فهمنا أنه من الظلمة والظلام والظلم والوحشة والخوف والكره والحقد ، الألوان الجديدة مفاجئة جدًا غير مألوفة ، غير مفهومة هل هي طينة شر أم خير ، بسبب هذا الأمر وتسارع التلون النفسي ، يختلط الأمر على الإنسان.

 

خاصة أصحاب النوايا البيضاء سيختلط عليهم الأمر ويجدون أنفسهم في مستنقع عميق ، ويقعون ضحية لقمامة التفكير السلبي ، لكن سرعان ما يتداركون الأمر بأن مهما عصفت بالإنسان وأثرت به الشحنات المكهربة إلا أنه سيتعلم ، سيصحو ، وسيجد طريقة جديدة للتعامل مع الآخرين، من الجيد أن نقع في مستنقعات من أجل إحداث التغيير والاصلاح ، فالهدف الحقيقي للقلم الأبيض هو نشر البياض في مواطن السواد.

 

ربما مهمة القلم الأبيض ، مهمة عويصة تتطلب الكثير من الجهد والتفكير والتخطيط لإيجاد حلول إيجابية من أجل منفعة الكل ولكن بعد قطف ثمار المصابرة والمثابرة ببعث الجمال سيزول كل أرق وتعب شعر به سابقًا.

 

القلم الأبيض مثله مثل القلب الطيب النقي ، الذي أينما حل كان له أثر وزرع الجمال من حوله ، أعتقد أن مهمة الأقلام البيضاء ليس العيش مع نفس الأقلام التي أنتجت معها وإنما من أجل عمل عملها في مكان يعج بالشوائب الغير مرغوبة ، إذا رسالة القلم الأبيض رسالة نبيلة ألا وهي ” تذكيرنا بأن داخل الإنسان أبيض وليس أسود وإنما المشاعر التي تولد من المواقف واللحظات الصعبة هي التي تخلق ألوان مختلفة وهناك يمكن أن يكون لون غير اللون الأبيض صالح للتغيير من يدري.

اقرا ايضا:-

ما بين القلب والعقل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا