خطوات بسيطة وريحي بالك من مذاكرة الأولاد
✍️ فاطمة محمود
تتمنى كل أم أن يصبح طفلها الأفضل على الإطلاق ، لذلك تبذل كل جهدها وكل ما في وسعها لتضمن أن يكون تحصيله الدراسي ممتاز وباتباع خطوات بسيطة تستطيعين سيدتي أن تريحي بالك من مذاكرة الأولاد.
ومما لا شك فيه أن هذا الأمر في منتهى الصعوبة ،وتقول عنه كثير من الأمهات أن المذاكرة مع الأطفال أصعب مهام الأمومة فهي لا تعتمد على قدرتها فقط كباقي المهام ،ولكن تعتمد على استيعاب وتقبل الطفل و لذلك سنخبرك في هذا المقال عن الطرق المثالية لتعودي طفلك على المذاكرة وحده، والأساليب المناسبة ليحب الطفل المذاكرة بمفرده.
ما هي الطرق المثالية في المذاكرة مع الأطفال؟
المذاكرة عبارة عن مهارة يكتسبها الطفل بالتعود والممارسة ،و لذلك أنت تمتلكين الدور الأساسي في زيادة تلك المهارة لديه ، فيجب أن نبدأ معهم بالتدريج وأيضاً يجب أن يكون منذ سن مبكرة “في الصغر” بداية من الروضة، وحينما يصل للمرحلة الابتدائية و الإعدادية ستجدينه قادراً على المذاكرة وحده دون أي تدخل منك لذلك اجعليها ضمن أسس التربية.
كيفية تدريب الطفل على تحمل مسئولية المذاكرة
أهم هدف يجب تحقيقه مع الطفل هو كيفية تدريبه على تحمل مسئولية المذاكرة فعند البدء في المذاكرة حاولي بين كل فترة وأخرى تركه وحده بأي حجة حتى وإن كانت الذهاب لتحضير الطعام، أو الذهاب للحمام ،أو أي شيء آخر المهم انك تتعمدي أن تجعليه يكمل صفحة واجبه وحده تماماً.
و بعد الانتهاء من واجباته يجب أن تراجعي معه كل ما فعله وحاولي أن توضحي له أخطاؤه بشكل بسيط جداً ، وبمنتهى الهدوء وأثني على قدرته على فعلها بمفرده مرة أخرى، وعلى خطه مرة أخرى، و على سرعته مرة أخرى وهكذا بالتدريج وبكل حب وتفاهم.
ويجب أن تساعديه إن طلب منك المساعدة ،وامنحيه الفرصة ليفكر ويسأل وأجيبي بشكل صبور جدا دون أن تمِلي من أسئلته الكثيرة.
كيف تجعلين طفلك يحب المذاكرة ؟
خطوات بسيطة جدا ولكنها تفرق جدا مع الأطفال في المذاكرة وهي :
١- البحث معه عن المواهب
يمثل التعليم جزءاً كبيراً و مهماً في حياة الإنسان و لذلك اجعليه منذ الصغر يفضله ويحبه ووفري له فرص لتعلم المزيد عن نفسه، واكتشاف مواهبه المختلفة ويجب أن تساعديه على مواجهة المخاوف والشعور بالأمان عند تجربة أشياء جديدة عليه، وامنحي الفرصة لطفلك لطرح الأسئلة حول العالم ،واجعليه فضولياً يبحث عن التعلم ويحبه ويستفاد منه .
٢- المذاكرة الجماعية
هناك دراسة علمية أفادت بأن الدراسة الجماعية تساعد على جعل الطفل يحب المذاكرة، و لذلك اجعليه يدعو أصدقاؤه ليقوموا بالمذاكرة معاً ، وساعديهم أيضاً على وضع خطة دراسية واضحة لتنفيذها سوياً لأن تلك المجموعات الدراسية سلوك اجتماعي يساعد على توضيح المفاهيم ، وإزالة الملل وكثرة الاستفادة والفهم الكثير.
٣- ترتيب مكان المذاكرة والدراسة
حيث أن نظافة الغرفة والمكان الذي يقضي فيه الطفل أغلب وقته أمر مهم جداً، وأيضاً صحي فهو يجلس ويذاكر ويحاول استرجاع كل المعلومات التي قام بحفظها من قبل.
فمن المؤكد أنه كلما كان المكان منظماً ومرتباً ورائحته طيبة زادت قدرة الطفل حينها على الاستيعاب والتذكر ، وهنا يجب أن تجعليه يساعدك مثلا في اختيار المكان المناسب للمكتب الذي يجلس عليه ، ووضع الكتب بشكل مريح يجعله أكثر رغبة وحب في المذاكرة، و أغلقي كافة الأجهزة الكهربائية المنزلية من كمبيوتر أو تلفاز وهاتف جوال لأن كل هذه الأجهزة تشتت تركيزه، وتجعل قدرته على الاستيعاب أقل بكثير.
٤- فترات راحة
من الصحي أن يكون هناك فترة راحة أثناء المذاكرة لأن الإجهاد بالطبع يؤثر على الطفل، ويجعله يفقد تركيزه و لذلك يجب أن تمنحيه وقتاً بعد الانتهاء من واجبات بعينها ليأخذ حماماً دافئاً، أو ممارسة رياضة محددة ،أو اللعب بألعاب مفيدة، وعند العودة من المدرسة امنحيه بعض الوقت لينام قليلاً ليسترخي ويستيقظ بنشاط لعمل واجباته.
٥- تنظيم الوقت
تنظيم الوقت أمر مهم عليكي تعليمه لطفلك منذ صغره، ويجب أن يفهم أن هناك وقت للمذاكرة ، ووقت آخر للعب لذلك لابد أن تشاركيه في وضع جدوله بنفسه لنفسه فهذا يزيد من ثقته بنفسه ،والاعتماد على ذاته في تحقيق ما يرغب به كما أنه سيكون أكثر رغبة في الانتهاء من واجباته لممارسة الرياضة المفضلة لديه، أو الذهاب للجلوس أمام التلفاز أو اللعب أو أي شيء يفضله.
٦-الثواب والعقاب
يساعد مبدأ الثواب والعقاب على جعل طفلك أكثر رغبة وحب في المذاكرة ،ولكن يجب أن تحرصي أن يكون ذلك بحدود كافية حتى لا يكون الحافز الوحيد له هو تلك الهدية أو المكافأة أو يكون العقاب.
أخطاء تقع بها الأمهات
وهناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي تقع بها الأمهات بشكل مستمر،ويجب أن تتجنبها لأنها تجعل الأمهات غير قادرات على متابعة أبنائهم وترغيبهم في الدراسة و حبهم في المذاكرة وأهمها:
جلوس الأم بجوار الطفل
١- جلوس الأم بجوار الطفل طوال الوقت أثناء حل واجباته المدرسية وكأنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه فيظل هكذا حتى يكبر ، ويدخل الجامعة وتعتقد بعض الأمهات أن هذا السلوك الأمثل حتى تتأكد من أنه على الطريق الصحيح من ناحية، وأحياناً تشعر الأم بالمتعة لقيامها بتلك المهمة خاصة في السن الصغيرة أو أن كانت أم حديثة ،ولا تعلم أنها بذلك تربط وجودها لديه بحل واجباته.
الرهبة والخوف
٢- الرهبة والخوف التي تبعثها الأم في الطفل والتي تمنحه الإيحاء بأن المذاكرة أمر إجباري فلا تشعريه أن الأمر حياة أو موت ، وأن المذاكرة وحل الواجبات هو الطريق الصعب للوصول لمكانة مرموقة ،ولكن بسطي له الأمر واجعليه يشعر بالمتعة أثناء التعلم.
ممنوع التهديد
٣- تجنبي استخدام أساليب التهديد بأن عدم المذاكرة سيؤدي به للعقاب القاسي؛ فإن ذاكر اليوم خوفاً من العقاب لن يذاكر بمفرده مطلقاً؛ بل ضعي المحفزات والمكافآت له في حال إنجازه واجباته ،وفي بعض الأحيان ستضطرين لاستخدام العقاب ولكن مع بعض اللطف خاصة إذا كان طفلك مشاغباً فمثلاً إذا وعدك بإنجاز المطلوب، وخالف وعده يمكنك إلغاء نزهته في الإجازة القادمة مع وضع مخرج له أنه حال إنجازه لدروسه القادمة ستعوضين له تلك النزهة.
لا تكتبين واجب ابنك
٤- قد تملين من كثرة الشجار والأوامر والمناهدة مع طفلك فتكتبين الواجبات في نهاية اليوم بنفسك ، أو تكمليها له وهذا عين الخطأ، لأنك بذلك تعودينه على عدم المسؤولية ويعلم أنه بقليل من الحيلة ستفعلينها بدلاً عنه كل مرة؛ لكن الصحيح انك تشجعيه باستمرار مع تهيئة المناخ المناسب له.
وأخيرا
طفلك ومستقبله هو نتاج معاملتك له ومدى تدريبه على تحمل المسئولية منذ الصغر هو أساس تشكيل شخصيته ونجاحه مستقبلاً.
مراجعة حنان مرسي
إقرأ أيضا:
