رؤية وابداع

حكمة العمر

سارة محمود

في الحقيقة، إن التعلق بالروح أمر صعب للغاية، حبك لروح يبقى حبًا يلازمك طيلة حياتك يختلف اختلافًا كبيرًا عن حب الشكل الذي يكون انبهارك فيه مجرد انبهار مؤقت يختفي بمجرد أنك تجد الأجمل منه والأفضل، ويختلف أيضًا عن حب التعود الذي قد تأتي عليك فترة تمل منه وتشعر بالسأم تجاهه، مع مرور الوقت عندما تقع في حب روح أحدهم ليس من السهل عليك أنك تجد هذه الروح لدى شخص آخر أو تجد لها شبيهًا؛

لأن الروح دائمًا ما تكون لدى شخص واحد وليس لها بديل، وهذا ما يجعلة حبًا خالدًا أبدايًّا، و ليس له مثيل حتى وإن قابلت أرواحًا، أو قلوبًا كثيرة، ولكنك تشعر بأن هناك شيء ما ناقص، ليس الشعور مكتمل إن اجتهدت في ذلك حتى وإن كان الطرف الآخر قدم الكثير والكثير من الحب والاهتمام ولكن لايزال إحساس النقصان هو سيد الموقف.

وتكتشف في النهاية بأن هناك مشاعر لا يمكن أن تظهر أو تشعر بها إلا مع شخص واحد فقط وليس مع سواه، فحينما تكون معه تجد بأن هناك شيئًا ما يتغلغل بأعماقك وكأنك تطير في الفضاء بلا أجنحة، أو كأنك بكوكب آخر، شعور يفصلك عن الكون بأكمله.

تتساءل للحظة أين تجده، أو كيف تميزه من بين البشر؟

يأتيك من دون أن تبحث عنه يظهر فجأة، ويخطفك عمَّن حولك كالمغناطيس حينما يجتذب قطباه، فإن جاءك هذا الإحساس حافظ عليه؛ لأنك لم ولن تجده مرة ثانية

أما إن لم يأتِك فانتظر فسوف تجده حتى وإن انتظرت دهرًا بأكمله لا، لن تجد ذاتك إلا معه.

تلك هي حكمة العمر.

مراجعة لغوية: رويدا أحمد.

إقرأ أيضاً:

الحياة رفقة

قد خان

حواء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا