التاريخ والآثارمقالات

الملكة نفرتارى

بقلم : أسماء أحمد أبوقرن

 

الملكة نفرتارى هى جميلة الجميلات والملكة الأجمل والأكثر سحرًا وجاذبية وفتنة والزوجة الملكية الكبرى ، والأجمل والأحب فى قلب زوجها نجم الأرض ، فرعون مصر الأشهر ، الملك رمسيس الثانى الذى عاش فى الأسرة التاسعة عشرة فى عصر الدولة الحديثة ..

واسمها الكامل هو “نفرتارى ميريت موت” ويعنى “نفرتارى محبوبة الربة موت” واسمها المختصر الأشهر “نفرتارى ” ويذكر المؤرخون بإن كلمة نفر تعنى أيضا طيب أو حسن ، وهو ما جعلهم يترجمون إسمها بأحسنهم أو أفضلهم أو أطيبهم ..

ولم تكن نفرتارى أول من حمل هذا التفضيل ، فلقد سبقتها الملكة أحمس نفرتارى ، عميدة الأسرة الثامنة عشرة والتى ألهها المصريون القدماء ـ حسب معتقداتهم ـ بعد وفاتها، سُميت نفرتارى تيمنًا بها ، ويرجح مؤرخون إلى أنها ربما تكون من العائلة نفسها ..

وعلى غرار زوجها رمسيس الثانى الذى كان مولعًا بإنشاء تماثيل له فى كل مكان، اتخذت نفرتارى لنفسها ألقابًا عديدة من أهمها الأميرة الوراثية ، الزوجة الملكية الكبرى ، سيدة الأرضيين ، ربة مصر العليا والسفلى ، وشغلت أيضا منصب زوجة الإله ..

وحسب الكثير من علماء المصريات فإن هذا اللقب ذكر مرتين أمام صورتها فى مقبرتها فى وادي الملكات ، وهو اللقب نفسه الذى حملته أحمس نفرتارى من قبل ، لكن نظرًا لروعة جمالها فقد لقبت أيضا بمليحة الوجه والوسيمة ذات الريشتين ..

الملكة نفرتارى
الملكة نفرتارى

زواجها من رمسيس الثانى

وكان من فرط وعظم حب وإعزاز وتقدير رمسيس الثانى لزوجته المحبوبة نفرتارى تصوريرها معه فى معظم آثاره ، وبناء الآثار الكبيرة والجميلة لها مثل مقبرتها فى وادى الملكات رقم 66 ومعبدها فى أبو سمبل ونظرًا لمكانة نفرتارى الكبيرة فى طيبة يعتقد أن زواج رمسيس الثانى بها كان لتعضيد مركزه فى جنوب الوادى، وفى طيبة خاصة ، حيث أن منبته يرجع إلى شرق الدلتا ..

وفى وادى الملكات فى منطقة البر الغربى بمدينة الأقصر ، جنوب مصر تقع مقبرة الملكة المصرية الشهيرة والتى تم إكتشافها فى عام 1904 على يد بعثة إيطالية برئاسة الأثرى الشهير سكياباريللى ..

تبوأت نفرتارى المكانة المفضلة بين زوجات الملك رمسيس الثانى الخمس ، وعلى الرغم من قلة الوثائق التاريخية ، فإننا نستطيع أن نستكشف المزيد من أخبارها من خلال آثار ذلك العصر ، ولعل من أهمها معبد «أبو سمبل» الصغير فى النوبة ، وقد بناها رمسيس الثانى إحتفاءً بزوجته الجميلة وتخليدًا لإسمها الفريد ..

ويرجح الأثريون أن «نفرتارى» تزوجت برمسيس الثانى قبل إعتلائه العرش حيث وجدت صورتها على لوحات جبل السلسلة التى ترجع إلى عام 1290 ق.م حيث تقوم مع زوجها بأحد الطقوس الدينية وهو العام الذى سبق حكمه ..

لم تُفتح مقبرة نفرتارى للجمهور منذ إكتشافها إلا فى أوائل عقد التسعينات من القرن الماضى ، وذلك لحدوث بعض التلف فى النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح ، حيث استُخدم فى نحتها نوعية رديئة من الحجر الجيرى .

اكتشفت مقبرتها فى بعثة حفريات شيابرالى الثانية فى السفح الشمالى من الوادى الرئيسى حيث عثر عل المدرج وفى أعلى الباب الذي يقابل العتبة صورة للأفق مع عيني حورس ودجات والإلهتين نفتيس وإيزيس فى حالة تعبد ، ومن حولهم خرطوشان يحملان إسم نفرتارى ..

المقبرة وجدت مفتوحة كما اكتشفوا إنها سُرقت ، وهى لم تكن فى حالة جيدة ، فالبناء سقط على المدرج وفى الغرفة الأولى وصل إلى السقف . أما باقى الغرف فقد سقطت بالكامل أو كادت ، وقد غمر الوحل الأرضية جراء تسرب مياه الأمطار ..

من الغرفة الأولى هناك ممر ينتهى بغرفة مستطيلة الشكل ، فى آخر الغرفة الأولى هناك درج يؤدى إلى غرفة التابوت المتكونة من أربعة دعائم وثلاثة غرف صغيرة ، وفى وسط القاعة وجد شيبارالى قطع من الجرانيت الوردى تابعة للتابوت الأول وقطع من الخشب مطلية بالذهب تابعة للتابوت الخشبى ..

الملكة نفرتارى
الملكة نفرتارى

كما وجد أيضًا 34 قطعة من الأشبيت تحمل إسم نفرتارى ، و 3 أوانى كبيرة مكسورة وقطع من المومياء وبعض من اللفائف وقطع ممن آنية صنعت من الألباستر وبعض الحُلي وقطع من بعض الأثاث الجنائزى . وعثر أيضاً على زهرة اللوتس مطلية باللون الازرق استعملت كقبضة لصندوق يحمل إسم آي (وهو فرعون من العائلة 18). كذلك عثر على تعويذة فى تجويف حفرة فى الحائط فى غرفة التابوت ومُموه بقطعة من الجبس رغم أن ما عثر عليه داخل القبر ليس بالشئ الكثير فإنه يبقى من أجمل المقابر فى الوادى (بسبب ألوانها الزاهية ونمطها المتميز) رغم تآكل الجدران من جراء تسرب المياه مما إستوجب ترميم الجدران ..

أبنائها

دُوّن على معبد نفرتارى فى أبى سمبلأسماء أبنائها كما عثر لهم على تماثيل صغيرة بالمعبد والذى على أساسه يمكن تعريفهم أنهم أبناء نفرتارى .

الأمير Amun-her-khepeshef، ولي العهد وقائد القوات .

الأمير Pareherwenemef.

الأمير Meryatum الكاهن الأعلى فى هليوبولس Prince Meryre.

الأميرة مريت-أمون وتعنى معنية آمون وكاهنة حتحور .

الأميرة Henuttawy.

الأميرة بكت-معت .

الأميرة نفرتارى .

الأميرة نبت-تاوى.

سر وشم عين حورس على ذراع الملكة نفرتارى

كان لإعتقادهم أنها كانت تعانى من الحسد بسبب موت أطفالها وهم صغارا ، فكانت  نفرتارى (جميلة الجميلات) تحمل وتلد ويعطى للمولد إسم ولكنه لا يلبث أن يموت وتكرر هذا عدة مرات . وكل ذلك وكان رمسيس الثانى لا يزال ولياً للعهد قبل أن يصبح ملكًا ، ثم تولى الحكم رسمياً وعمره 23 عاماً، وتكررت الولادات ووفاة المواليد فاعتقد رمسيس أن عين شريرة أصابت أولاده وكانت مصر تعرف التعاويذ من السحر والعين ولديها عدة أشكال للتعاويذ والتمائم وخاصة عين حورس ، فهى رمز وشعار مصرى قديم ذى خصائص تميمية تستخدم للحماية من الحسد ومن الأرواح الشريرة ومن الحيوانات الضارة ومن المرض .

 

إقرأ أيضًا :-

الفراعنة لصوص حضارة !!

النار الإغريقية “أفتك سلاح قبل البارود”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا