أبيدوس وسر قيام الناس بالحج إليها !؟
بقلم الباحثة الأثرية : كنده أشرف الحناوى
أبيدوس هى أكثر مدينة مقدسة فى مصر كلها تقع على الضفة الغربية للنيل بالقرب من “سوهاج”، حالياً أبيدوس مركزاً للأنشطة الدينية لقرون من عصر ماقبل الأسرات وحتى العصر المسيحى ..
أبيدوس كانت أول وأهم مركز لعبادة أوزير عندما بدأت تزداد شعبيته ف نهاية عصر الدولة القديمة وتبعاً للميثولوچيا المصرية تم تقطيع جسد أوزير لأجزاء ووزع على جميع أنحاء مصر ، وأن رأس أوزير تم دفنها فى أبيدوس ..
أول المبانى فى أبيدوس كانت مقابر حكام ما قبل الأسرات والعصر المبكر ، فأول الفراعنة أتوا من مدينة قريبة (غير معروف موقعها الحالى) وتم دفنهم فى أبيدوس واليوم أقدم بقايا فى أبيدوس هى “معابد أوزوريس خنتى أمنتيو” المكرس لمعبود قديم يأخذ شكل “آبن آوى” وارتبط بعد ذلك بأوزوريس حيث أن خنتى أمنتيو تعنى “أول الغربيين” لأن الغرب كان مخصص للموتى وتؤكد على دور أوزوريس كإله جنائزى يحمى ..
أكثر أثر مثير للإعجاب فى أبيدوس هو “الأوزيريون” وهو معبد بُنى من كتل من الجرانيت ويعتقد أنه كان مقبرته الوهمية .. وفى عصر الدولة الوسطى “٢٠٥٥-١٦٥٠ق.م بدأ الناس بالحج إلى أبيدوس وتركوا العديد من اللوحات التذكارية أو لوحات القرابين لأوزوريس نقشوا عليها أسماءهم ودعواتهم ..
أبيدوس كانت مركزاً للغموض حيث كان يقام بها مسرحيات تدور حول حياة أوزوريس ، وأصبحت مكاناً للحج سواء كان “حقيقى” او “رمزى” فيقوم مجموعة من المتشددين بتلاوة الصلاة ويقوم الحضور بإضاءة مصابيح للتذكير فى رحلة البحث إيزيس عن أجزاء جسد زوجها ..
كان أوزير أول مومياء ويعتقد أنه أول من بُعث وأصبح إله العالم الآخر فأي شخص يسعى لدخول العالم الآخر يحتاج لإذن أوزير وبجانب كونه إله موتى كان يمثل أوزوريس “خصوبة التربة” فغالباً نقوش المقابر تظهر ببشرة جلد خضراء مع عقد الذراعين على الصدر على هيئة المومياء ، حيث أن ملوك الأسرة الثانية “برايب سن- خع سخموى” شيدوا مقابرهم فى أبيدوس بالقرب من مكان دفن أوزير اليوم أعظم أثر فى أبيدوس هو معبد “الملك سيتى الأول” والد رمسيس الثانى ولا يوجد فى مصر معبد يماثل النقوش والألوان تماثل ذلك المعبد ، وهو فى حالة حفظ جيدة حيث يمكن للزوار دراسة المناظر الإحتفالية الدينية على المقاصير السبعة كل هذا وأكثر أدى إلى قيام الناس بالحج إلى هناك فأصبحت من أهم الأماكن والمناطق المقدسة .
