النار الإغريقية “أفتك سلاح قبل البارود”
بقلم : مريم محمد
تعتبر “النار الإغريقية” من الأسلحة البحرية الفتاكة والتى كان أول من استخدمها الدولة البيزنطية واحتفظت بسريتها ولم يُسمح لأحد بمعرفة سر صناعتها لتكون حكرًا لهم منذ 674 م ..
وكانت بعض الكتابات المرتبطة بالكنيسة تروج بأن من يكشف سر النار الإغريقية سوف تحل به اللعنة والسبب يرجع فى واقع الأمر إلى التخويف من أن يقوم أحد بنقل تركيبتها السرية إلى الأعداء ..
كانت تركيبتها أشد فتكًا وأكثر حرقًا عندما اخترعها مهندس يسمى “كالينكوس” الذى هرب إلى القسطنطينية فى عهد “قسطنطين الرابع” عندما غار الخليفة “معاوية بن أبى سفيان” على شواطئ الإمبراطورية البيزنطية بآسيا الصغرى عندها فكر العلماء فى صناعة سلاح بحرى يدرءون بهذا الخطر وقتها طور “كالينكوس” هذه النار لتكون أشد فتكًا فجعلها مزيجًا من النفط والزيت والكبريت يُصب فى أنابيب من النحاس وتوضع فى أنابيب أسطوانية داخل المدفع ثم تُقذف على سفن الأعداء تشعل النيران فيه حتى لو كان ذلك فى الماء ..
فى معركة سيلايوم البحرية سنة 677م أطلقت على سفن الأسطول الأموى الذى اشتعلت به الحرائق مما أدى إلى فشله فى تحقيق هدفه فى الإستيلاء على القسطنطينية وانتهاء ذلك بعقد هدنة بين معاوية بن أبى سفيان و قسطنطين الرابع لمدة 30 عام ..
أطلق عليها الروم عدة أسماء منها (النار البحرية – النار السائلة – النار الرومانية) أما الفرنج الاتين هم مأ اطلقو عليها “النار الإغريقية”، وفى نهاية القرن الحادى عشر عندما إحتكت سفنهم بسفن الحامية البيزنطية وفوجئوا بموجود رأس سبع على مقدمة كل سفينة يطلق منها النار السائلة ولم يستطيعوا الصمود ..
ومن الجدير بالذكر أن المسلمين عرفوا إستخدام السفن التى تقذف النار فى ٩م بأمر من الخليفة العباسى “محمد الأمين” وأنفق فى صناعتها مالاً عظيمًا ويبدو أن هذا كان جديدًا فى الدولة الإسلامية وأصبحت منتشره بعد ذلك تستخدم فى الحروب والنزهة والتنقل ..
كما استُعملت فى حرب إسترجاع القدس سنة 1187م التى كان جيش المسلمين فيها بقيادة صلاح الدين الأيوبى ، وهناك إعتقاد بأن الصينيين توصلوا لمادة مشابهة إستخدمتها البحرية الصينية فى الحروب وقد كانت تستخدم فى قذائف المنجنيق أو فى القنابل اليدوية وذلك منذ نهاية القرن العاشر الميلادي تصوّر بعض الرسومات القديمة هذه الطريقة التي تعمل بها النار الإغريقية في البحر وسط المعارك الحربية حيث تحوى العديد من المخطوطات من القرن الحادى عشر مثل هذه الرسومات ، واختفى إستخدام تلك النار شيئًا فشيئًا بعد أن تم إستخدام البارود فى 14 م.
المصدر : كتاب التاريخ الحربي عبر العصور .
