التاريخ والآثارمقالات

ملك مصر و إبراهيم الخليل

بقلم : عبدالعزيز مصطفى

 

من المعروف لنا نحن أتباع الديانات السماوية بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام، واحد من الأنبياء أُولى العزم وهو الإبن العاشر من أحفاد سيدنا نوح ، و نبي الله إبراهيم عليه السلام مشهور بكونه أبا الأنبياء، وقد ورد طرف من قصته فى القرآن الكريم، لكن هناك جزء آخر عرفه المسلمون من الإسرائيليات ومن غيرها؛ ملك مصر و إبراهيم الخليل.

ملك مصر و إبراهيم الخليل
ملك مصر و إبراهيم الخليل

 

لكن ماذا عن ذهاب الخليل إلى مصر !! وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك ؟؟

يقول إبن كثير فى كتابه “البداية والنهاية” تحت عنوان “هجرة الخليل إلى بلاد الشام”: فلما هاجر “إبراهيم” قومه فى الله، وهاجر من بين أظهرهم، وكانت امرأته عاقرًا لا يولد لها، ولم يكن له من الولد أحد، بل معه ابن أخيه لوط بن هاران بن آزر، وهبه الله تعالى بعد ذلك الأولاد الصالحين، وجعل في ذريته النبوة والكتاب فكل نبى بُعث من بعده من المذكورين فى القرآن و منهم أولي العزم من الرسل فهم من ذريته، وكل كتاب أنزل العلياء على نبي من الأنبياء من بعده فعلى أحد نسله وعقبه، خلعة من الله وكرامة له، حين ترك بلاده، وأهله، وأقرباءه، وهاجر إلى بلد يتمكن فيها من عبادة ربه عز وجل، ودعوة الخلق إليه والأرض التي قصدها سيدنا ابراهيم بالهجرة أرض الشام، وهى التى قال الله عز وجل: “إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين”.

قاله أبى بن كعب، وأبو العالية، وقتادة، وغيرهم ، وروى العوفى عن ابن عباس قوله: “إِلَى الْأَرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” مكة، ألم تسمع إلى قوله: “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ”. وزعم كعب الأحبار أنها حران ؛ وقد قدمنا عن نقل أهل الكتاب أنه خرج من أرض بابل هو وابن أخيه لوط، وأخوه ناحور، وامرأة إبراهيم سارة، وامرأة أخيه ملكًا، فنزلوا حران، فمات تارح أبو إبراهيم بها’ وقال السدي: انطلق إبراهيم ولوط قِبَلَ الشام، فلقي إبراهيم سارة، وهى ابنة ملك حران، وقد طعنت على قومها فى دينهم، فتزوجها على أن لا يغيرها، رواه ابن جرير وهو غريب ..

والمشهور أنها ابنت عمه هاران، الذى تنسب إليه حران، ومن زعم أنها ابنة أخيه هاران أخت لوط، كما حكاه السهيلى عن القتيبى، والنقاش، فقد أبعد النجعة، وقال بلا علم، وادعى أن تزويج بنت الأخ كان إذ ذاك مشروعًا، فليس له على ذلك دليل، ولو فرض أن هذا كان مشروعًا فى وقت كما هو منقول عن الربانيين من اليهود، فإن الأنبياء لا تتعاطاه، والله أعلم ..

ثم المشهور أن إبراهيم عليه السلام لما هاجر من بابل، خرج بسارة مهاجرًا من بلاده كما تقدم، والله بأمرهم أعلى وأعلم. وذكر أهل الكتاب أنه لما قدِم الشام، أوحى الله إليه إنى جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك، فابتنى إبراهيم مذبحًا لله شكرًا على هذه النعمة، وضرب قبته شرقى بيت المقدس. ثم انطلق مرتحلًا إلى التيمن، وأنه كان جوع، أى قحط، وشدة، وغلاء، فارتحلوا إلى مصر، وذكروا قصة سارة مع ملكها، وأن إبراهيم قال لها: قولى أنا أخته، وذكروا خدام الملك إياها هاجر، ثم أخرجهم منها، فرجعوا إلى بلاد كنعان و يعنى بها أرض بيت المقدس وما جاورها، ومعه دواب، وعبيد، وأموال كثيرة و لقد قال الامام البخاري بهذا الشأن : حدثنا محمد بن محبوب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبى هريرة، قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: ثنتين منهن في ذات الله، قوله: “إِنِّى سَقِيمٌ” وقوله: “بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا”. وقال: بينا هو ذات يوم وسارة، إذ أتى على جبّار من الجبابرة، فقيل له: ههنا رجل معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه، وسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختى ..

فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإنَّ هذا سألني فأخبرته أنك أختي، فلا تكذبينى، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده، فأخذ فقال: ادعى الله لى ولا أضرك، فدعت الله فأطلق، ثم تناولها الثانية، فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعى الله لى ولا أضرك. فدعا بعض حجبته فقال: إنك لم تأتني بإنسان، إنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو قائم يصلى، فأومأ بيده مهيم فقالت: رد الله كيد الكافر أو الفاجر فى نحره، وأخدم هاجر ..

 

وعن أبو هريرة قال : فتلك أمكم يا بنى ماء السماء . تفرد به من هذا الوجه موقوفًا وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار، عن عمرو بن على الفلاس، عن عبد الوهاب الثقفى، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ قال: “إن إبراهيم لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات، كل ذلك فى ذات الله: قوله: “إِنِّى سَقِيمٌ”. وقوله: “بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا”. وبينما هو يسير فى أرض جبار من الجبابرة، إذ نزل منزلًا، فأتى الجبار فقيل له: إنه قد نزل ههنا رجل، معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه، فسأله عنها، فقال: إنها أختى ..

فلما رجع إليها قال: إن هذا سألنى عنك، فقلت إنك أختي، وإنه ليس اليوم مسلم غيرى وغيرك، وأنك أختي فلا تكذبينى عنده، فانطلق بها، فلما ذهب يتناولها أخذ فقال: ادعى الله لى ولا أضرك، فدعت له فأرسل، فذهب يتناولها فأخذ مثلها أو أشد منها، فقال: ادعى الله لى ولا أضرك، فدعت فأرسل ثلاث مرات، فدعا أدنى حشمه فقال: إنك لم تأتنى بإنسان ولكن أتيتنى بشيطان، أخرجها وأعطها هاجر، فجاءت وإبراهيم قائم يصلى، فلما أحس بها انصرف، فقال: مهيم .

فقالت: كفى الله كيد الظالم، وأخدم هاجر . وأخرجه من حديث هشام . ثم قال البزار: لا نعلم أسنده عن محمد، عن أبى هريرة، إلا هشام. ورواه غيره موقوفًا. وقال الإمام أحمد: حدثنا على بن حفص، عن ورقاء هو ابن عمر اليشكرى، عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: “لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، قوله حين دعى إلى آلهتهم. فقال: “إِنِّى سَقِيمٌ”. وقوله: “بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا”. وقوله لسارة إنها أختى، قال ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس، قال: فأرسل إليه الملك أو الجبار من هذه معك؟ قال: أختى . قال فأرسل بها ..

قال فأرسل بها إليه وقال: لا تكذبى قولى، فإني قد أخبرته أنك أختى، إنه ليس على الأرض مؤمن غيرى وغيرك، فلما دخلت عليه قام إليها، فأقبلت توضأ وتصلى وتقول: اللهم إن كنت تعلم أنى آمنت بك، وبرسولك، وأحصنت فرجى إلا على زوجى، فلا تسلط علي الكافر . قال فغط حتى ركض برجله . قال أبو الزناد، قال أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، أنها قالت: اللهم أن يمت يقال هى قتلته، قال فأرسل، قال ثم قام إليها، قال فقامت توضأ وتصلى وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجى إلاّ على زوجى، فلا تسلط علي الكافر، قال فغط حتى ركض برجله. قال أبو الزناد، وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، أنها قالت: اللهم إن يمت يقال هى قتلته، قال فأرسل، قال ثم قام إليها، قال: فقامت توضأ وتصلى وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجى إلا على زوجي، فلا تسلط علي الكافر، قال فغط حتى ركظ برجله . قال أبو الزناد، وقال أبو سلمة، عن أبى هريرة أنها قالت: اللهم إن يمت يقال هى قتلته، قال فأرسل، قال فقال فى الثالثة، أو الرابعة، ما أرسلتم إلي إلا شيطانًا، ارجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر، قال فرجعت فقالت لإبراهيم: أشعرت أن الله ردَّ كيد الكافرين، وأخدم وليدة . تفرد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط الصحيح. وقد رواه البخاري، عن أبى اليمان، عن شعيب بن أبى حمزة، عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة عن النبي ﷺ به مختصرًا ..

وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبى، حدثنا سفيان، عن على بن زيد بن جدعان عن أبى نضرة، عن أبى سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: “فى كلمات إبراهيم الثلاث التى قال، ما منها كلمة إلا ما حل بها عن دين الله، فقال إنى سقيم، وقال بل فعله كبيرهم هذا، وقال للملك حين أراد امرأته هى أختى . فقوله فى الحديث هى أختى، أي فى دين الله . وقوله لها إنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى وغيرك، يعني زوجين مؤمنين غيرى وغيرك، يتعين حمله على هذا، لأن لوطًا كان معهم، وهو نبى عليه السلام. وقوله لها لما رجعت إليه مهيم، معناه ما الخبر، فقالت: إن الله رد كيد الكافرين”. وفى رواية الفاجر وهو الملك، وأخدم جارية ..

وكان إبراهيم عليه السلام من وقت ذهب بها إلى الملك، قام يصلى لله عز وجل، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذى أراد أهله بسوء، وهكذا فعلت هى أيضًا، فلما أراد عدو الله أن ينال منها أمرًا قامت إلى وضوئها، وصلاتها، ودعت الله عز وجل بما تقدم من الدعاء العظيم، ولهذا قال تعالى: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ” (البقرة: 45) فعصمها الله، وصانها لعصمة عبده، ورسوله، وحبيبه، وخليله، إبراهيم عليه السلام ..

ولكن يتكرر السؤال أن كان نبي الله إبراهيم عليه السلام قد أتى مصر و قابل ملكها فمن هو ذلك الملك ؟؟ بالمقارنة السريعة عما ورد عن ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام بأنه قد عاصر قيام بابل و يرجح بعض العلماء تواجده في الفترة من القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد فقد ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام لأب كان إسمه تارح و ذلك حسب إعتقاده العهد القديم و المدون في سفر التكوين، ويؤكد بعض النسّابة العرب ذلك ومنهم على السبيل لا الحصر عبد الله بن عباس المعروف بحبر الأمة فى الإسلام، وإبراهيم هو العاشر فى شجرة النسب من نوح، ولد لتارح ثلاثة أبناء وهم إبراهيم وناحور وهران والد النبي لوط، يخطئ الكثيرون فى تفسير القرآن حين ينسبون إبراهيم إلى “آزر” على أنّه والده، مستندين إلى آية فى القرآن، فى سورة الأنعام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} ويقع الخطأ فى فهم معنى الأب فى اللغة العربية، وهى لا تعنى الوالد قطعًا، بل تطلق على الأعمام والأجداد ذكرت بعض الروايات أن إبراهيم ولد فى حران ولكن معظم الروايات التاريخية تشير إلى أنه ولد فى أور القريبة من مدينة بابل العتيقة وذلك فى عهد نمرود بن كنعان و كان بينهم صلة قرابة ، وهناك تضارب كبير فى الروايات حول تاريخ ولادته وجميعها ينحصر فى الفترة بين 2324-1850 ق.م حيث يرى الباحثون أن الحسابات القديمة تصل بين 50-60 سنة، وحسب رواية التوراة فإن إبراهيم ولد سنة 1900 ق.م وهى أقدم المصادر التاريخية فى ذلك حتى الآن و باعادة النظر إلى التاريخ المذكور أعلاه ..

 

وبنظرة عابرة على تاريخ مصر بتلك الفترة نجد أنها هى نفس فترة عصر الإضمحلال الأول لمصر والدولة الوسطى و فترة شياع تغير الحكام وغياب الهيمنة الكاملة و بالتحديد فترة الاسرة الحادية عشر والثانية عشر وهذا أن رجحنا مجيئه بتلك الفترة المحددة من تاريخ مصر القديمة فيصل و للأسف لحائط مسدود فى ملوك الأسر العتيقة غير معلوم تاريخهم بالكامل و لا مسجل ما قد وصلهم من أخبار أو معارك بشكل كامل مثل أسر العصر الحديث و التى دونت كل شاردة وواردة من أحداث و ممالك مازلنا تكتشفها حتى الآن إذا المؤكد الآن زيارة نبي الله إبراهيم لمصر في فترة حكم منتوحتب التي أرست بعض الإستقرار بمصر في ذلك الوقت و بالعودة بقصة سيدنا إبراهيم المذكورة بالمعهد القديم ذكر بأن الملك الذى قابله كان من جبابرة الأرض فلعله كان باطش بكل من يراه أو ملك غازى من الذين حاولوا توحيد مصر بالقوة الضاربة فبعد إنهيار المملكة القديمة ، دخلت مصر فترة من ضعف السلطة الملكية واللامركزية تسمى الفترة الإنتقالية الأولى فى نهاية هذه الفترة، قاتلت أسرتان متنافستان، عرفا فى علم المصريات بإسم الأسرة العاشرة والحادية عشر، للسيطرة على البلاد بأكملها فحكمت الأسرة الطيبية الحادية عشرة جنوب مصر فقط من الشلال الأول إلى المقاطعة العاشرة من صعيد مصر ..

بينما فى الشمال، حُكِمت مصر السفلى من قبل الأسرة العاشرة المنافسة من إهناسيا إلى ما بعدها و قد تمكن منتوحتب الثانى من إنهاء الحرب، بعد أن اعتلى عرش طيبة عام 2055 قبل الميلاد . خلال السنة الرابعة عشرة من حكمه، استغل حدوث ثورة فى أحد المقاطعات الشمالية لشن هجوم على إهناسيا، ولم يواجه سوى مقاومة قليلة . بعد إسقاط آخر حكام الأسرة العاشرة، بدأ منتوحتب في تعزيز سلطته على كل مصر، وهى العملية التي لم تنته سوى في العام التاسع والثلاثين من حكمه . لهذا السبب، يعتبر منتوحتب الثانى مؤسس الدولة الوسطى قاد الملك منتوحتب الثانى حملات صغيرة جنوبًا بشكل جزئى حتى الشلال الثانى فى النوبة، والتى كانت قد نالت إستقلالها خلال الفترة الإنتقالية الأولى ..

كما أعاد الهيمنة المصرية على منطقة سيناء، التى فقدتها مصر منذ نهاية المملكة القديمة لتعزيز سلطته، أعاد ممارسة عبادة الحاكم، مصورًا نفسه كإله أثناء حكمه، مرتديًا أغطية رأس آمون ومين . توفى بعد حكم دام 51 عامًا، وسلم العرش لإبنه الوريث منتوحتب الثالث ، وقد حكم الملك منتوحتب الثالث لمدة إثني عشر عامًا فقط، واصل خلالها تعزيز الحكم الطيبى فى جميع أنحاء مصر، وبناء سلسلة من الحصون فى منطقة شرق الدلتا للتأمين مصر ضد التهديدات من آسيا . كما أرسل أول بعثة إلى بلاد بونت فى عهد الدولة الوسطى، عن طريق السفن التى شيدت فى وادى الحمامات، على البحر الأحمر ..

خلف منتوحتب الثالث منتوحتب الرابع، الذى تم حذف إسمه بشكل ملحوظ من جميع قوائم الملوك المصريين القدماء . تدعى برديات تورينو أنه بعد منتوحتب الثالث كان هناك “سبع سنوات بدون ملوك” على الرغم من هذا الغياب، فإن هناك أدلة على حكمه فى عدد قليل من النقوش فى وادى الحمامات والتى تسجل حملات على ساحل البحر الأحمر ومحاجر الحجر لعمل الآثار الملكية . كان قائد هذه البعثة وزيرة أمنمحات، الذى يُعتقد على نطاق واسع أنه الملك المستقبلى أمنمحات الأول، أول ملوك الأسرة الثانية عشرة . و قد دفع غياب الملك منتوحتب الرابع من قوائم الملوك فى أبيدوس و غيرها إلى نشوء نظرية مفادها أن أمنمحات الأول اغتصب عرشه فى حين أنه لا توجد روايات معاصرة عن هذا الصراع، قد تشير بعض الأدلة الظرفية إلى وجود حرب أهلية فى نهاية الأسرة الحادية عشرة ..

تشير النقوش التى تركها نهرى، وهو حاتى عا” هيرموبوليس، إلى أنه تعرض للهجوم فى مكان يسمى Sheet-sha من قبل قوات الملك الحاكم، لكن قواته انتصرت . يدعى خنوم حتب الأول، وهو مسؤول فى عهد الملك أمنمحات الأول، أنه شارك فى قافلة من عشرين سفينة تم إرسالها لتهدئة صعيد مصر . اقترح دونالد ريدفورد أن هذه الأحداث يجب أن تفسر كدليل على حرب بين اثنين من المتصارعين على العرش . ما هو مؤكد أنه، على الرغم من وصوله إلى السلطة، لم يكن أمنمحات الأول من أصل ملكى . و منذ بداية الأسرة الثانية عشرة فصاعدًا، احتفظ الفراعنة غالبًا بجيوش دائمة مدربة جيدًا، والتى شملت وحدات نوبية ، وشكلت هذه الجيوش الأساس لقوى أكبر تم تكوينها للدفاع ضد الغزوات، أو للبعثات فى أعالى النيل أو عبر سيناء ، ومع ذلك كانت المملكة الوسطى دفاعية بشكل أساسى فى إستراتيجيات تحصينات فى الشلال الأول للنيل، وفى الدلتا وسيناء و غيرهما و فى وقت مبكر من عهد الملك أمنمحات الأول ، اضطر إلى شن بعض حملات فى منطقة الدلتا، التى لم تحظ باهتمام كبير مثل الذى حظيت مصر العليا خلال الأسرة الحادية عشرة ..

بالإضافة إلى ذلك، عزز الدفاعات بين مصر وآسيا، وأمر ببناء جدران فى منطقة شرق الدلتا ، ربما إستجابة لهذا الاضطراب الدائم، بنى أمنمحات عاصمة جديدة لمصر فى الشمال، تعرف ب”إثبت توى” أي القابضة على الأرضين . موقع هذه العاصمة غير معروف، ولكن يعتقد أنه بالقرب من مقبرة المدينة، والتى توجد فى اللشت .

مثل الملك منتوحتب الثانى، عزز أمنمحات سلطته البروباجاندا . تعود نبوءة نفرتى إلى هذا الوقت تقريبًا، والتى تدعي أنها نبوءة لكاهن من عصر المملكة القديمة، يتنبأ بملك، وهو أمنمحات الأول، نشأ من جنوب مصر لإستعادة المملكة بعد قرون من الفوضى ، على الرغم من تلك الدعاية، لم يمتلك أمنمحات أبدًا السلطة المطلقة التي تمتع بها فراعنة المملكة القديمة . خلال الفترة الإنتقالية الأولى، اكتسب حكام مقاطعات مصر قوة لا يستهان بها و أصبحت مناصبهم وراثية، ودخل بعضهم في تحالفات زواج مع آخرين من المقاطعات المجاورة لتعزيز موقفه، طلب الملك أمنمحات تسجيل الأراضى، وتعديل حدود المقاطعات، وتعيين الحكام المحليين مباشرة كلما أصبحت الوظائف شاغرة، ولكنه وافق على نظام الحكم المحلى، ربما من أجل تهدئة الحكام المحليين الذين دعموا حكمه أعطى هذا النظام المملكة الوسطى تنظيمًا إقطاعيًا أكثر مما كانت عليه مصر من قبل أو مما ستصبح عليه بعد ذلك ..

و قد تلاحق عدد من الملوك الأقوياء في الأسرة الثانية عشر حتى موعد زوالها و دخول مصر في عصر جديد و لكن أن المعلومة المؤكده الآن بما لا يدع مجالاً للشك أن نبي الله إبراهيم عليه السلام قد زار مصر بتلك الفترة لا ريب ..

 

إقرأ أيضًا :-

الفراعنة لصوص حضارة !!

سيدة مصر الأولى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا