رؤية وابداع

” أنا آسفة “

أسيل السعدني

لكوني سأتخلى عنك .

لا يمكنني، فقط لا يمكنني فعل ذلك.

آسفة لكل مرة شعرت أنك الأفضل وكل مرة وددت لو أخبرك بذلك، لكل المشاعر بحوزتي لك أنت خصيصًا، كل الطرق وكل الموسيقى التي شعرتُ وبطريقةٍ عبثيةٍ أنها تُشبهكْ، آمالي وكل لحظة شعرتُ بقلبي يخفق إثر محادثة معك، صوت ضحكتك التي توقفني للحظات أمام سوء العالم، كل تفاصيل وجهك وحتى أسنانك، تموجات شعرك التي لم تحبها، لحيتك الخفيفة التي وددت في أعماق قلبي أن تمسها يدي، يداك التي تأملتها خفية، وعيناك العادية كل الاعتياد لك ومُبهرة كل الانبهار لي، آسفة لكل تلك التفاصيل التي تبكيني كل ليلة، كلماتك التي خرجت من فمك وقد وجدت في قلبي بيتًادافئًا، كل أوقاتي معك وكل مرة عدت لمنزلي أدندن كلمات أغنية تسمعها أنت، ونبرة صوتك التي سحقت كل غضبي منك، كل مرة نظرت لعينيك طويلًا حتى ظننت أنها لي فقط، ربما كانت سبب غرقي بك ونجاتي من نفسي .

 

لو تدر كم لك بي ، لو تدر كل مرة أطلقت السباب على من يضايقك سراً ، لو تدر كم تأملت صورك وكررت سماعي لصوتك في رسائلي المفضلة ، كم بكيت فرحاً لأجلك بكل نجاح وكل خطوة تخطوها في مستقبلك ، دعوت لك الله كثيراً ، وصلت دعواتي حد السماء ، لو تدر كم حكيت عنك وكم لمعت عيناي لأجلك ، لو تدر كم أحببت كل ما تحب ، والدتك وأباك ، حيوانك الأليف وفريقك المفضل ، مغنيتك التي أغار منها والتي تكبرك بعقود ، قد جعلتُ كل اهتماماتك مصبّ عيني ، وأنا التي لا تكترث لشيء ، وددت لو تدر كم أُحب أن اكتب لك ، قدر شعوري الذي لا أستطع شرحه ، لو تدر كم شعرت بالغيرة من طالباتك ، لم أكن لأعقد مقارنة بيني وبينهن ، أدرك قدر نفسي جيداً ، ولكنها الغِصة بقلبي ، أرى احداهن تتودد إليك فألعنها وأكرر السباب لها ، لو تدر كم تمنيت لو أنني أجهض المسافات بيننا ، ليجمعك بي موقف ، ربما لساعة ، انظر لك تتحدث ولا أبالي لأي شيء آخر ، أخبرك أنك جميل بعيني وتخبرني كم كنت لطيفة ، وددت لو يباح لي أن المس وجهك ، ملامح وجهك التي لا يكفيها الغزل ، فقط تُقْبَل ، أن أقف أمام عيناك وأمضي مطمئنة أنني بقلبك ، وددت لو تبادلني فقط شعوري بك .

 

آسفة لأنني لا أستطيع .

 

تدرك جيدًا أنني لن أكون في ذلك المكان الرمادي أبدًا؛ أن أكون متاحة لك، وعلى النقيض تمامًا لم تكن متاحًا لي .

‏لن أتحمل أن اغرق وحدي، لست متوفرة لأي شخص ، ولم أعتد ذلك، ربما لم أنظّم كلماتي، لكن أنا أعاني؛ منك ومني، ومن قلبي، لا أتحمل رؤيتك تترك يدي شيئًا فشيئًا، لا أقبل أن اُترك .

‏أهددك أنني سأرحل، وماذا تفعل ؟، لا شيء، فقط لا شيء .

‏يحزنني أنك لم تحاول لأجلي ولو بشق تمرة، لم أجدك ، لذا لن انتظرك بعد الآن.

عزيزي والأعز عليّ :

وددت لو أن الفرص واتتني لأخبرك كم أحبك ، وكم خذلتني .

إقرأ أيضاً:

أقولك سر

” شاطئ الأحلام “

سجين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا