التاريخ والآثار

لعنة أوتزي السر المجهول

 

بقلم: عبدالعزيز مصطفى.

لعلك مثل الكثيرين مازلت تظن بأن المومياوات المصرية هي النسخة الأقدم لحفظ الموتى من تلك العصور الغابرة و لكن ماذا أن قلت لك بأن هناك مومياء تخطت فترة حضارة الأسرات المصرية القديمة بل وهي من العصر الحجري الحديث نعم العصر الحجري الحديث وهي مومياء
أوتزي أو رجل الثلج أو رجل الجليد (Ötzi) هي أسماء أعطيت لمومياء رجل حُفظت بشكل طبيعي في الجليد منذ العصر النحاسي أو نهاية العصر الحجري الحديث حسب تصنيف علماء الآثار في أوروبا (حوالي 3400 ق.م)، عثر الزوجان الألمانيان أيريكا وهلموت سيمون عليها سنة 1991 بالصدفة في موقع يسمى هاوس للبيع في منطقة ألب آوتزتال و تنطق بالألمانية ( Ötztaler Alpen) ولذلك نسب إليها مومياء رجل الثلج المكتشفة بالأسم، وتقع المنطقة في أعالي جبال الألب وعلى الحدود بين النمسا وإيطاليا.
كان طول الرجل المحنط بالثلج 160 سنتمتراً، ووزنه 50 كيلوغراماً وتوفي عن عمر يُقدر بحوالي 45 عام. بقي محفوظاً لمدة 5300 عام، وبفضل الجو القاسي- وباستثناء الانكماش والتصلب الذي حصل للجثة بمرور الزمن – فقد احتفظت بأعجوبة بالكثير من ملامحها الأصلية. أتضح من الفحص الذي تم في عام 2016 أن أوتزي قد قتل بإصابة رمح اخترق صدره من الخلف، أسباب القتل غير معروفة وربما كان انتقاما ولم يكن بغرض السرقة، إذ أن القاتل لم يأخذ بلطته أوتزي النحاسية، وهي أداة ثمينة في ذلك العصر المتوغل في القدم ..

لعنة أوتزي السر المجهول

(حكاية المومياء أوتزي)

 

أما جثته فقد درست على نطاق واسع، قيست، فحصت بالأشعة السينية، وقدّر تاريخ وجودها – وهي في مكانها هذا فوق مرتفعات جبال الألب منذ نحو 5300 سنة. كما تم فحص الأنسجة مجهريا ومحتويات الأمعاء، حيث لديها أصناف تم العثور عليها مع الجسم.
في أغسطس 2004، ثلاثة جثث مجمدة لجنود نمساويون-مجريون قتلوا خلال معركة سان ماتيو عام 1918 وجدت على جبل بونتا سان ماتيو في ترينتينو. تم إرسال جثة واحدة إلى المتحف على أمل أن البحث عن الكيفية التي تؤثر على بيئة الحفاظ عليها من شأنه أن يساعد كشف ماضي أوتزي، وتطور ومستقبل البشر و قد وجد الباحثون نصل أو رأس سهم استقر بالقرب من الرئة اليسرى؛ عند اختراق السهم لوح الكتف الأيسر وقطع أحد الشرايين، وأدّى ذلك إلى نزيف داخلي حاد قاتل، توصّل العلماء إلى التأكيد بأن هذه الجريمة قد حدثت منذ خمسين قرناً، وقعت أحداثها في فصل الربيع، في حبيبات البوغ التي وُجدت على المومياء، كانت سليمة وكاملة الأمر الذي يدلّ على أن أوتزي قد التقطها مباشرة بعد الإزهار قبيل فصل الصيف ويبدو من الفحص أن أوتزي لم يكن يتوقع هذا الهجوم القاتل، حيث كانت معدته مملوءة بوجبة غذائية كبيرة ..
قد تبيّن من تحليل بقايا الدماء الموجودة على السهام التي حملها أوتزي، أنها تعود إلى شخصين مختلفين، بينما يعود الدم الذي يلطّخ سكينة، إلى شخص ثالث، والدم الموجود على معطفه إلى شخص رابع.
وخلاصة القول أن أوتزي ربما دخل في نزاع مسلّح عنيف، اشترك فيه عدّة فرقاء، أدّى به في النهاية إلى الإصابة بسهم أودى بحياته، أوتزي يبدو في عمر 45 سنة، وبني العينين، له لحية، وهو مجعد الوجه، وخديه غارقة. فهو يبدو في حالة إجهاد وتعب ..

 

(البحث في أمعاء أوتزي)

 

أظهر أن آخر وجبتين تناولهما قبل أن يموت موادٍ مغذّية كالحبوب ولحم الغزال البرّي. أوتزي على ما يبدو كان لديه الدودة السوطية(ترايكيورس ذيل الشعرية)، وهو طفيلي معوي ظهر خلال الأشعة المقطعية، فقد لوحظ أن ثلاثة أو أربعة من أضلاعه اليمنى قد تصدعت عندما كان مستلقيا بعد الموت، أو حيث مات بين طبقات الجليد التي قد سحقت جسده. ويبين أحد أظافره (من اثنين موجودة) ثلاثة خطوط مما يدل على أنه كان مريضا ثلاث مرات في الأشهر الستة قبل وفاته ووصولة للحادث الأخير، و ذلك قد كان قبل شهرين من الموت، استمر نحو أسبوعين أيضا، وقد تبين أن بشرته داكنة، وطبقة الجلد الخارجي ما تزال سليمة وقد كانت معظم أدواته إلى جانب صديقه في عداد المفقودين،
و قد كان أوتزي يرتدي قبعة من فراء الدب و سروال وسترة من جلود الأغنام والأبقار وحذاء من جلد الدب وفراء الوعل مبطناً بالعشب ورداء محاكا من العشب، كما عثر على قوس وسهام وفأس نحاسية النصل على مقربة من الجثة. ومنذ ذلك الحين تم استنساخ حذائه من قبل الأكاديمية التشيكية، والتي قالت إن “لأن الأحذية هي في الواقع معقدة جدا، ونحن على قناعة بأن حتى قبل 5,300 سنة، كان يحتاج الناس للإسكافي الذي يصنع الأحذية للأشخاص الآخرين”. تم العثور على نسخ لتشكل مثل هذه الأحذية الممتازة التي أفيد أن شركة التشيكية عرضت شراء حقوق بيعها. ومع ذلك، فإن فرضية أكثر حداثة من قبل عالم الآثار البريطاني جاكي وود يقول إن “حذاء” أوتزي كان في الواقع جزء من أحذية التزلج. وفقا لهذه النظرية، وهذا البند يفسر حاليا جزءا من “حقيبة الظهر” وفي الواقع إطار الخشب والمعاوضة من حذاء الثلوج وجلود الحيوانات لتغطية وجهه من صقيع جبال الألب ..

(لعنة أوتزي)

“لعنة الفراعنة” كانت و مازالت و لعلها ستظل هي عامل الجذب الأكبر الغموض الحضارة المصرية القديمة، وموضع تساؤل وسائل الإعلام العالمية التي قد لايكون لها حديث إلا عن لعنة المومياوات ولكن الحديث هنا يختلف وقد بذلت المطالبات التي أشار بها الكثيرة بين بعض العلماء التي قد اشارت أن أوتزي المومياء ملعون لعدد من الادعاءات تتحدث عن وفاة العديد من الناس على صلة بالاكتشاف والإنعاش وفحص أوتزي واللاحق. فمنهم من زعم أنهم لقوا حتفهم في ظروف غامضة.ويشمل هؤلاء الأشخاص الذي شاركوا في الاكتشاف هلموت سيمون، وكونراد سبيندلر، الفاحص الأول للمومياء في النمسا في مشرحة محلية في عام 1991 وأنه من بين سبعة أشخاص منهم هناك أربع وفيات نسبت لبعض أعمال العنف في شكل حوادث، نسبت إلى اللعنة المزعومة. وفي الواقع مئات الناس كانوا متورطين في استرداد أوتزي وما زالت تشارك في دراسة الجسم والقطع الأثرية التي وجدت مع ذلك. ولم يتبين حقيقة أن نسبة صغيرة منهم توفوا على مر السنين لتكون ذات دلالة علي أرض الواقع ولكن العامل الأكثر دلالة على اللعنة هي تلك الوشوم المتفرقة في أنحاء جسد أوتزي الذي ستظل حكايته وسرها مجهولين إلى أن ياتي عالم آخر بدليل قاطع عن حكاية أوتزي.

لعنة أوتزي السر المجهول

المراجعة اللغوية: ناريمان حامد. 

إقرأ أيضًا:-

شدة بني أيوب

اكتشاف مصدر الحبر في الكتابات المصرية القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا