التاريخ والآثار

نكبة نابليون في فلسطين

✍️عبدالعزيز مصطفى محمد

 

بعد عشرة سنوات من الثورة الفرنسية كان العالم يقاد رغماً عنه إلي حافة الهاوية مرة أخري مع بروز نجم ذلك الشاب الذي ولد في إيطاليا و صار رمزاً الحقبة الزمنية الأهم في التاريخ الإنساني الحديث ، حقبة الحروب النابليونية ، حرب خلف حرب و غزو يتلوه غزو و خريطة العالم تتغير في أوروبا و الأمريكيين حتي وصل طموح ذلك الشاب الذي حلم أن يفوق مجدة مجد الأسكندر الأكبر آفاق لم يبلغها أحد قبله ليصتدم بعدها بالشرق الأوسط و ما فية و يهزم الهزيمة البرية الأشهر في تاريخه في حصار عكا .. الذي افني من قدرة نابليون ما جعله يلعن فكرة السيطرة على فلسطين من الأصل ..

نكبة نابليون في فلسطين
نكبة نابليون في فلسطين

 

هزيمة نابليون في فلسطين 

كانت هزيمة القائد العام للجيش الفرنسي نابليون بونابرت في فلسطين واحدة من الأحداث الهامة في التاريخ الحديث منذ بداية العام 1799، حين قاد نابليون حملة عسكرية إلى الشرق الأوسط بهدف استعادة النفوذ الفرنسي في المنطقة وقطع طريق الإمدادات عن الجيش البريطاني إلى الهند ليسهل قتالهم فيما بعد و في هذه الحملة تمكن نابليون من الوصول إلى مصر و معظم فلسطين والاستيلاء على مدينة يافا ..

 

حصار نابليون لـ يافا”

في يافا ارتكبت القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت أفظع المجاز التي سطرت فوق صفحات التاريخ الإنساني و نكلت بكل من فيها حتي الحامية العثمانية التي ماطلت في الاستسلام و يقال إن القوات الفرنسية ابادت كل من حاول منعها من الذين لم يهربوا قبل وصولهم و بعد ذلك دخلت القوات الفرنسية في حالة من الجنون للقضاء على الجميع في طريقهم كما وصفهم الجبرتي في كتابة المخصص عن الحملة الفرنسية..

 

حصار نابليون لـ عكا “

و بعدها دخل عكا ليحاصرها هي الأخري و لكن ومع ذلك، في مايو 1799، تمكن الجيش العثماني، بالتعاون مع الجيش المملوكي الموجود بداخلها بقيادة الجزار باشا ، من كسر زحف نابليون المستعر وصد هجومه الشرس على عكا. وعلى الرغم من أن نابليون نجح في السيطرة على مدينة يافا، إلا أنه لم يتمكن من الالتفاف على القوات العثمانية والمملوكية المتماسكة .. بل و قد ذكر مؤرخ الثورة الفرنسية في مصر أن من شدة الإصابات بين الجنود انتشر الطاعون بين الجنود المصابين.

 

فكان علي نابليون بونابرت اختيار قرارات بالتخلص من المرضي و الحاملين لطاعون بشكل سريع دون إنهاك من بقي من القوات ، و من كانت تظهر عليه علامات التعب يلقي به في صحراء غزة و سيناء في طريقهم للعوده للقاهرة ..

 

كانت هذه الهزيمة لها بالغ التأثير على طموحات نابليون بونابرت في الشرق الأوسط. بل و منعت الهزيمة المزيد من احلام في التوسع الفرنسي في المنطقة وأسهمت في إحباط مخططاته للهيمنة الفرنسية. كما ثبتت الهزيمة أيضًا قوة وتماسك الجيش العثماني و أهل مصر في ثوراتهم كما أعطت دفعة لكرامة الشعب الفلسطيني. و العربي و كانت تغيراً في النظرة للإنسان العربي بعد قرون من النسيان عن ذاكرة العالم ..

 

و لكن على الرغم من هزيمة نابليون في فلسطين، لا يزال يُعتبر شخصية تاريخية مهمة. إن إرثه فيما يتعلق بالسياسة والقانون والثقافة الفرنسية لكنه له إرث مختلف في محيطنا العربي من مجازر ضد المصريين و هدم للأزهر مروراً بفلسطين و ما فعله بـ يافا و حاول أن يفعله بـ عكا في محاولاته الهجومية لاستعادة هيبة فرنسا وتصدير ثورتها و أفكارها المنتقصة و الاستعمارية إلى الشرق الأوسط بصورة ثقافة و علوم و لغه ..

 

هربت من ذلك الفخ مصر و فلسطين لكن وقعت به بعض دول أفريقية جابهت فكرة الاستعمار الفرنسي لكنها كانت علي مائدتة لأمد بعيد بلا ريب فإننا نري تبعات ذلك إلي الأن في محيطنا الجغرافي و العربي..

 

مصادر المقال التاريخية..

كتاب تاريخ الجبرتي.. فصل الحملة الفرنسية علي بلاد الشام..

اقرا ايضا:-

نابليون والأزهر التاريخ الدامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا