رؤية وابداع

بوح قبل منتصف الليل

عائشة عمي

 

جميلة العينين لقب أطلقته على صديقتي نسيبة ، هي أغلى الناس عندي بعد والدتي ، هي التي تشعر بي عندما يحصل معي طارئ أو عارض ما ، نبضاتها تتوافق مع نبضي ، صديقتي رغم فرق العمر البسيط بيننا (تكبرني بعام واحد فقط) ولكنني أذوب خجلاً منها ، كما أنني أعتبر أي نصيحة منها قانون بالنسبة لي أنفذ وأنا مغمضة العينين وكل من يعرفني يعرف أن عائشة صعبة الترويض فيحتارون عن سبب تقبل منها ، ببساطة أنا أعلم أنها لن تؤذيني ، وألتمس منها الصدق عند ارشادها لي ، والله لا عيب عندما استرشد بغيري ، فأمر الناس بينهم شورى وما هلك و وما ضاع الذي استشار ، سبب تلقيبي لها بجميلة العينين أنني أجيد فك شفرة لغة العيون ، لست منجمة وإنما للعيون لغة ونادرًا ما أقترب من أشخاص وأكون حرة في الحديث معهم ومرتاحة عندما أجد الصفاء في عينيهم ، أما من لهم نظرة الشر والحقد فأنا أنفر منهم ولو كانوا بمناصب عليا و أصحاب نفوذ ، صعب جدًا أن تغريني شخصية ولا أنجذب إلا من توافق مافي داخله على عينيه كأن أقول القلب هو القول والعين هي الفعل….

الشخصية الثانية، سفيان الذي لا غبار عليه يفهمني جيدًا ويقول بافتخار عائشة هي أختنا وشيء مهم لنا ، فأشعر بالاعتزاز والافتخار والاستحياء في نفس الوقت أن أكون مدللة عند أحدهم ولو بكلمة طيبة فأحبني كل من يعرفه وأقسموا لي أنني إنسانة عزيزة وكلما دار الحديث استذكروني بالخير والكلام الطيب فكنت أقول في نفسي لما يحبونني رغم عيوبي وأخطائي ، حتى أن جميلة العينين تسائلت تساؤل المحب هذا التساؤل فلم تكن لي إجابة أنا لست بجمال الجميلات ولا بأناقة المتأنقات ولست بذكاء الذكيات فقلت لا أعلم… صدقًا أنا لا أعلم .

كلما جمعتنا الصدفة كلما علمني حكمة ، لم أكن حكيمة ولكن بسببه أصبحت أحب التعمق والتحليل وقراءة مابين السطور ، عندما يتحدث يتغرغر الدمع في عيني بدون إرادة مني وكأنني طفلة صغيرة جدًا تريد أن تشكو ولكن بمجرد أن تمتلئ عيني يحدثني بطريقة غير مباشرة أن الإنسان مهما مر بظروف قاسية يستطيع أن يتجاوز ، يستطيع أن يحقق ويحكي لي عن أصعب ما مر به في صغره فليتيم يفهم اليتيم أكثر واعتبرته قدوتي الأولى ومدرستي التي بنيت بها قاعدة نفسي ، هو أول الواثقين بي وكان يستشيرني رغم صغر سني وخبرتي آنذاك وكان يقول لهم عائشة فريدة ومميزة وهذا الأمر خلق لي صعوبة في المكان الذي كنت فيه فأقتديت بما قاله لي ذات حديث صادق أن الإنسان الذي لا يستطيع أن يقدم من القلب وبنية خالصة من الأحسن له أن ينسحب بكرامة ويترك مكانه لمن هم أهل لها وأجدر ، فنفذت .

اقرا ايضا:-

فى ريف مصر خواطر فياضة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا