التاريخ والآثار

المصريين القدماء ‏أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها

كتبت: أماني حمام زغلول

 

أصبح الآن فى عصرنا الحالي طرق علاج الأسنان مشهوره ومعروفة لدينا الذهاب الى دكتور متخصص فى علاج الأسنان وبإمكانه علاج ما يؤلمنا بأحدث الآلات والأجهزة وباستخدام طرق تخدير أيضا حتى لا نشعر بالألم.

 ‏المصريين القدماء أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها
المصريين القدماء ‏أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها

فماذا كان يفعل أجدادنا قبل أربعة أو خمسة آلاف عام من عصرنا؟.

 

تؤكد نصوص ومناظر من مقابر وتماثيل ولوحات جنائزية عديدة وجود مهنة طبيب الأسنان (إِبِح سونو ) في مصر القديمة، ووصل إلى عصرنا أسماء نحو 10 من معالجي الأسنان ومساعديهم، آخر ثلاثة منهم اكتشفوا فقط عام 2006 من مقبرة في سقارة اكتشفها لصوص حاولوا سرقتها. وأقدم طبيب أسنان معروف لنا هو «حسي رع –الممدوح من الإله رع» الذي عاش في القرن 27 قبل الميلاد، وهو وزير الملك زوسر باني أول هرم في مصر؛ الهرم المدرج في سقارة.

 

1 -(لوحة من الخشب في المتحف المصري بالقاهرة، مصور عليها «حسي رع» –العلامة الهيروغليفية الأولى (أعلى اليمين) تعني «كبير» والثانية (سن الفيل) تعني «الأسنان»، والثالثة (أداة طبية) تعني طبيب، والثلاثة معا يشكلون عبارة تعني «كبير أطباء الأسنان –وِر إبح سونو»).

المصريين القدماء ‏أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها
المصريين القدماء ‏أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها

يشير برونوا أليو في كتابه (الطب في زمن الفراعنة)، إلى أن المصريين القدماء عرفوا تخصص طب الأسنان، وكان طبيب الأسنان يسمى (أبحي أو ايري أبح) وهو وصف مشتق من كلمة (أبح) والتي تعني السّنة، ومعنى المصطلح: “الذي يعالج الأسنان”، فيما كان يشار إلى كبير أطباء الأسنان بلقب “أورا ابحي”، منوها بأن اثنين من أطباء الدولة القديمة (2780 – 2263 ق.م)، هما منقرع عنخ ونيفريت.

 

أول عملية تثبيت.
يلفت الدكتور حسن كمال مدير آثار مكتبة الإسكندرية إلى أن طبيب الأسنان المصري القديم أجرى أول عملية تثبيت أسنان في التاريخ، ترجع إلى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، والتي أثبتها يونكر في أبحاثه في مصاطب الأسرة الرابعة، إذ وجد آثار خيط ذهبي يربط بين سنتين أماميتين، كانت إحداهما مخلخلة.

 

ويؤكد الرحالة اليوناني هيرودوت من القرن الخامس ق م في كتابه الشهير عن رحلته لمصر أن الأطباء كانوا في كل مكان ، وأنه كان بينهم متخصصون يعالجون الأسنان فقط أوالعين أو المعدة.

 

وتؤكد النصوص القديمة أن الأطباء المصريين بشكل عام كانوا يستدعون إلى بلاط الملوك الأجانب لتقديم خدماتهم، كما أن الأجانب كانوا يأتون إلى مصر لتعلم الطب.

المصريين القدماء ‏أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها
المصريين القدماء ‏أول من قامو بعلاج تسوس الأسنان وكيفية حشوها

 

وتضم بعض البرديات الطبية التي لم تفقد ووصلت إلى عصرنا، وعددها نحو 15 بردية، نصوصا تتعلق بعلاج الأسنان، أشهرها نص ببردية «إدوين سميث» يصف كيفية إعادة مفصلي الفك السفلي إلى مكانهما في حالة لا يستطيع المريض فيها إغلاق فمه بسبب خروج المفصل من مكانه لأسباب عديدة من بينها التثاؤب بقوة.

وتوجه البردية للطبيب تعليمات بكيفية التعامل مع هذه الحالة تكاد تطابق ماهو مكتوب في أي مرجع طبي حديث عن علاج هذه الحالة.

 

جزء مكتوب بالعلامات الهيروغليفية من وصفة إعادة مفصل الفك إلى مكانه من بردية إدوين سميث المكتوبة أصلا بالخط الهيراطيقي.

جزء آخر من بردية إدوين سميث، تضم البرديات الطبية أيضا وصفات لتحضير غسول للفم وغرغرة، وعلاج لخراج الأسنان واللثة، وكذلك وصفات حشو «مؤقت».

 

اعتمد المصريون القدماء لملء التجويف الذي يحدثه التسوس على عجينة تتكون من مسحوق مواد معدنية أو أحجار لها أثر يؤدي لوقف التسوس مثل حجر الملاخيت والتركواز والكوارتزايت وأكاسيد الحديد (مثل المغرة الصفراء)، يخلط مع مستخرجات نباتية لها صفات الصمغ ومفعول مهدئ وملطف للألم وكذلك عسل النحل.

 

وصفة من بردية «إيبرز» لحشو الأسنان..هناك علامة في الصف السفلي لرجل يحمل عصا وطائر، وهي كلمة تعني أيضا «تزغيط البط» وتسبق علامة الأسنان (سن الفيل)، والكلمة تعني الحشو باستخدام درجة من القوة للتأكد من أن عجينة الحشو تملأ تماما الفجوة في السن المصاب.

 

وتظهر المومياوات والهياكل العظمية للمصريين القدماء أن هناك أسنانا كان يتم خلعها بالقوة، بخلاف التي تسقط من تلقاء نفسها بسبب أمراض اللثة وتآكلها، وهناك نقش من معبد كوم أمبو الذي بدأ بناؤه في القرن الثاني ق م ويبين أدوات طبية، من بينها أدوات تشبه تماما الأدوات التي نستخدمها حتى الآن لخلع الأسنان التي لا يمكن علاجها.

 

نقش لأدوات طبية من معبد كوم أمبو، في الصف الأوسط إلى اليسار أداتان تشبهان «كلابات» خلع الأسنان.

 

ووجدت كذلك نماذج قليلة لتركيبات استعاضية (جسور) بسيطة تتكون من أسنان طبيعية تعوض السنة المفقودة وتثبت إلى أسنان الفك عن طريق أسلاك من الذهب أو الفضة للأسنان.

 

تركيبة أسنان وجدت في صيدا بلبنان لكن الدفنة لشخص مصري-القرن الرابع ق م -متحف اللوفر, وبخلاف المواد المذكورة لعلاج الأسنان في البرديات الطبية، فإن مواد أخرى وجدت في البيئة المصرية واستخدمها الطب في العصرين القبطي والإسلامي، ربما شاع استخدامها أيضا لدى قدماء المصريين الذين على الأرجح كانوا يستخدمون ألياف البردي القوية مثلما نستخدم الآن خيوط تنظيف الأسنان، وكانوا يستخدمون رماد البردي المحروق ونبات قصب الذريرة وبذور الخيار المجففة المطحونة لتبييض الأسنان، وربما استخدموا الثوم والخل والماء كنوع من غسول الفم (المضمضة). وكذلك ينبت في مصر والسودان نوع الأشجار الذي يصنع منه المسواك الذي يستخدمه المسلمون، لكن لا يوجد دليل على شيوع استخدامه في عصر الفراعنة.

 

ولاحظت الدراسات الأنثروبولوجية لأسنان المصريين القدماء والأمراض التى اعتراها اختلاف تطور هذه الأمراض فى علاقته بالعوامل الجغرافية كاختلاف المناخ بين الشمال والجنوب وفى علاقته بالتطور الزمنى وأنماط التغذية.

 

وعانى معظم المصريين القدماء بدرجة أقل من التسوس، ولكن بدرجة أكبر من أمراض اللثة ومن تآكل سطح الأسنان، الذي أدى إليه خلط القمح بالرمل المقصود به الإسراع من عملية طحن الحبوب، ما أدى لاحتواء الخبز دائما على كمية من الرمل أضرت بالأسنان.

 

وتساعد دراسة الأسنان وأمراضها فى علم الآثار والمصريات أيضا على التعرف على طبيعة الغذاء فى المجتمعات القديمة، وتحديد عمر صاحب الدفنة الأثرية عند الوفاة، ودراسة الهجرات وأثرها، ودرجة الثبات الجينى وعلاقات القرابة.

اقرا ايضا:-

مجالات الطب عند المصريين القدماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا