أموات وأحياء
شيماء جودة
كنت أنا وأنت بالأمس نتحدث هاتفيًّا، مازلت أسمع وقع صوتك في أذني، كلمات غرامك مازالت تدغدغ مشاعري وتغرقني في عالم من الخيال، تواعدنا على اللقاء لوضع اللمسات الأخيرة لقصة حبنا وتتويجها بالنهاية التي يتمناها أي عاشقين، اليوم أمسكت بهاتفي ها هو رقم هاتفك أول رقم على لوحة الاتصالات بل هو الرقم الوحيد؛ فمنذ زمن طويل اكتفيت بك عن كل من أعرفهم ولم أعد أهاتف سواك، ها أنا أطلبك لأسمع صوتك مثل كل يوم تقول لي: حبيبتي، وحشتيني، لكنك لم تجب في المرة الأولى لربما كان نائمًا هكذا حدثتني نفسي، نومًا هنيئًا لك يا نبض قلبي، مر وقت انتظرت أن تكون قد أفقت من نومك ورأيت رقمي على هاتفك فاتصلت بي كعادتك، لكنك لم تفعل، فعادوت الاتصال بك مرات ومرات لكنك أيضا لم تجب، ترى هل مازلت نائمًا أم أنك انشغلت عني حتى إنك لم تستطع أن تهاتفني أو أن ترد حتى على رنات هاتفي لك؟، راودني القلق، وساورتني الشكوك والظنون المقيتة، لعله الآن معها وهي التي شغلته عني، تلك المرأة التي حكى لي يومًا عن علاقة الحب الكبيرة التي جمعت بينهما قبل أن ترضخ لحبها للمال وتتركه؛ لتبيع نفسها لأول نخاس طرق بابها، أو لعل أمرأة أخرى شغلته عني؛ فهو من تلك النوعية من الرجال الذين ينجذبون لأي امرأة تبتسم لهم وتهمس لهم بكلمة حب أو إعجاب، نعم بالتأكيد قد انشغل عني بامرأة أخرى، تبًا لك ولكل هؤلاء الرجال الذين لا يتورعون عن الخيانة، يا إلهي ما هذه الأفكار لقد أقسم لي مرارا أنني سأكون الأخيرة، منذ فترة طويلة لم يحادث أمرأة سواي، كاد عقلي يطير من طول التفكير والشك والتبرير، فكرت أن اهاتفه مرة أخيرة وأنا أتمنى أن أسمع صوته هذه المرة، لكنه أيضا لم يجب لا لن أنتظر أكثر من ذلك، بدلت ملابسي سريعًا وركبت سيارتي في اتجاه منزله وفي رأسي مئات التخيلات والأفكار، طرقت الباب لم يجب أيضا، استعنت بحارس العمارة لفتح باب شقته بالمفتاح الاحتياطي، فكانت المفاجأة التي لم تخطر لي على بال، يا إلهي الطف بي، ليته كان يخونني، ليتني وجدته في أحضان تلك المرأة، المهم عندي أن أجده في عالم الأحياء حتى لو كان مع أمرأة أخرى غيري.
ها هي قصة حبنا تتوج بالنهاية التي لم نكن نتمناها أنا ولا وهو، النهاية التي كتبها القدر، ليتني مت معك لنظل معا أحياء وأموات.
نهاية…
