رؤية وابداع

موتي يرحلون

نجوين سماحه محمد

‏وكتب المدون على موقعه الإلكتروني: اقتسم الورثة الإرث و رموا كتب آباهم ، وبعض كلمات يرثي بها الثقافة التي لامكان لها في الإرث، وانهالت التعليقات، قالت فلانة التى تدون دائما بأن قهوتها بردت بسبب غرقها وسط سطور الرواية الرومانسية التي ابتلت أوراقها بدموعها، كاد أن يغشى عليها ‏بسبب تلك الصورة البشعة، وآخر متهكمًا ويصف المجتمع أنه يقدس الراقصات وينعت الممثلات بالعاهرات بأنهن أكثر تقديرًا من تلك الكتب، وهذه، وتلك، وهذا، وذلك، وذاك تداولوا الصورة التى انتشرت كالنار فى الهشيم، لابد من محاكمة هؤلاء الورثة العاقين .

هنا وقفت الوريثة تنتظر القصاص من هذا ‏المجتمع المثالى .

فكتبت على حسابها:

” اتركوا الموتى في سلام يرحلون، ليس لدينا إرث لنقتسمه ،نحن فقط رحلنا من الذكريات”.

ولكن المجتمع المثالي صنع ترندًا أو هشتاجًا كما يصنفه الموقع الإلكترونى

فكتبت:

” تلك الكتب كانت نقمة علينا، غطس أبانا فى بحور سطورها دون بوصلة تحدد شطئان ‏النهايات، قرأ لفلاسفة الزمان السابقين و طبقها علينا ناسيا أنهم عصر و نحن عصر آخر، كنا نتحدث همسا حيث أنه في حضرة مكتبته، فكان مهاجرًا معها، اعتقل ضحكتنا وجعلنا فى وجوده هامسين، كان يدلل مكتبته بالكتب أما نحن فلسنا بأهميتها، المئات من الكتب لم تغير تفكيره، لم تجعله على ‏درجة كبيرة من الذكاء بأن يكون ناجحًا، أوغنيًّا،

حتى حرمنا من أن يتهكم الناس علينا بأننا قسمنا الإرث و رمينا كتبه، حتى هذا الشعر الذى يحفظ دواوينه و يفقه بحوره لم يحرك مشاعره نحونا.

لا أنسى يوما تلك التي طلبت منه أن يدير ندوة عن كتابها الجديد، لم يمتدح أمى يوما ‏بحرف من الألف سطر الذى مدحها فيهم.

فلا يوجد إرث نقتسمه، كل ما فى الأمر تخلصنا من ذكريات أرقت حياتنا، حتى ثمنها لبائع الأوراق نحن فيه من الزاهدين،

ألم أخبركم مسبقا اتركوا الموتى فى سلام يرحلون ؟! ”

إقرأ  أيضاً: 

للعابرين

سجين

رسام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا