رؤية وابداع

دبابيس

أمل المنشاوي

ما زلت ألعب لعبتي القديمة، أصنع شجرة وأكتب على أوراقها أسماء الأصدقاء، كل ورقة تحمل اسمًا، ومع كل فعل يحزنني لصاحب الاسم أنكت في الورقة دبوسا فيثقلها ، مع الوقت تسقط الورقة لثقل حملها فأسقط صاحبها من عالمي. كبرتُ وكبرتْ شجرتي وشملت كل من حولي، لا ألتمس أعذارا وإنما أنكت دبابيسي بلا رحمة، تناثرت الأوراق المثقّبة من حولي بعدما تشوهت ملامحها وما عدت أفرّق بينها وبين مثيلاتها اختلفت الأسماء وتشابهت الأفعال، ضاق عالمي ولم يتبق به سوى صغيرتي، أرى صورتها في مرآتي وترى صورتي في مرآتها، قالت لي ذات يوم وهي تشكو وخز شعيرة نبتت مع شامة واضحة نوعا ما على خدها الأيسر

_هل شامتك تؤلمك مثلما تؤلمني

ابتسمتُ لها كما ابتسمت لي أمي منذ ثلاثين عاما وقلت كما قالت:

_ستعتادين الأمر.

دائرة ابنتي بدأت تتسع لشخص آخر غيري، لم أحتمل وجوده، قالت متحدية: أنا أحبه!

انحنيت لموجتها الهادرة حتى تمر ووضعت له في شجرتي ورقة، عاش بيننا تحت سقف واحد كما يعيش فأر مع قط.

اليوم ..سألتني ابنتي عن ورقة جدتها في شجرتي، لم أجب ولم تلح هي في السؤال، ثم أخبرتني أنها صنعت شجرة، في المساء، تسللت إلى حجرتها، فرأيت شجرتها ذات الورقة الوحيدة وقد نكتت فيها دبوسها الأول …

إقرأ  أيضاً: 

سجين

نداء

الجمل الباكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا