رؤية وابداع

حسم

أمل المنشاوي

جلس ينظر إليها وفي عينيه نظرة هي تعرفها، نظرة المنتظر لحدث ما، نظرة منتبهة ترعبها، رغم اختيارها للتوقيت الذي لم تعرف أبدًاطيلة أعوام زواجهما متى يكون مناسبًا لطلباتها، ورغم لحظات السعادة والانسجام التي حرصت أن تغرقه فيها قبل ذلك، لكنها لا تعلم أبدًا هل سيقبل أم سيرفض، شيئ بداخلها يخبرها أنه سيرفض، دائمًا يرفض كل ما تريد، كل ما تحب، كل ما تنفق وقتًا ثمينًا من عمرها في انتظاره، أسندت ذراعيها على مسندي الكرسي الضخم الذي اعتادت أن تغوص في عمقه كأنه حضن، ثبتت عينيها على نقطة في الفراغ وراحت تلوك الكلام في فمها حتى يسهل عليه هضمه، تدور الكلمات في رأسها ولا تعرف من أين تبدأ، يضايقها أن أحلامها البسيطة تكون معه من المستحيلات،

_ماذا يضيره لو سمح لي بالذهاب؟

تساءلت في صمت مضطرم، انتفاضة في قلبها سرت إلى أطراف أصابعها، أخذت تنقر نقرات مضطربة على الخشب بدأت سريعة ثم ما لبثت أن هدأت حتى توقفت، كذلك هي توقفت عن مضغ الكلام وأطبقت شفتيها،ما زال ينتظر، أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته ببطء وقالت باستسلام: طلقني!

إقرأ أيضاً:

نداء

موطن العشق

عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا