التاريخ والآثارمقالات

نماذج من الحياة اليومية للمصرى القديم

بقلم : هايدى محمد جعفر

 

 الزراعة في مصر القديمة

وهب الله مصر نيلاً عظيمًا من أنهار الجنة فى الأرض ، وهذا النيل وهب مصر التربة الخصبة التى كان يحملها الفيضان عاما بعد عام مما أدى إلى ظهور الوادي وتكون الدلتا ، وتلك التربة الخصبة هي صاحبة الفضل في قيام الحضارة على ضفاف وادي النيل خاصة في مصر ..

فبسبب الزراعة استقر الإنسان وانتقل من حياة الترحال إلى عالم الاستقرار وأصبح بعد أن كان مستهلاكاً سار منتجاً ، وبطبيعة الحال جني الثروة من الفائض له من المزروعات عن طريق التبادل والتصدير لممالك العالم القديم ، فمصر كانت تعتبر سلة غلال العالم القديم ، وذلك بسبب توفر الغلال بصورة كبيرة كانت تكفى العالم القديم أجمع أذا ما وزعت عليه ، وهذا ما جعل ممالك العالم القديم تطمع في مصر وتحتلها ..

 الزراعة في مصر القديمة
نماذج من الحياة اليومية للمصرى القديم

 

فى ١١ سبتمبر من كل عام تبدأ السنة المصرية ، ذلك التقويم الذي ارتبط بالفيضان وبظهور نجم الشعرى اليمانية، الذي يسمى بالمصرية القديمة “سبدت”، كمعيار لقياس الوقت، بينما تبدأ في 12 سبتمبر من كل سنة كبيسة. قسم المصريون القدماء السنة المصرية في حضارة مصر القديمة إلى ثلاثة فصول هي (الفيضان، التحضير، الحصاد) ( آخت، برت، شمو) باللغة المصرية القديمة ؛ وكان كل فصل يحتوي على أربعة شهور . أن ينتهي فصل الصيف (الفيضان) تنحسر مياه النيل وتنكشف الأراضي الصالحة للزراعة والرطبة بالماء، حينها يبدأ موسم أو فصل الزراعة فيستعد الفلاح للزراعة ويأخذ أبقاره وآلاته ويبدأ بعزق الأرض بالفأس وحرث الأرض بمحاريث تجرها الثيران ثم زراعة البذور حيث يقوم الفلاح ببذرها فى الأرض وإطلاق الأغنام لتغرسها فى التربة بأرجلها حيث تبذر الحبوب في الخط خلف المحراث ..

وينتظرون نمو زرعهم حتى مجيء فصل الحصاد ثم جمع المحصول الحصاد بعد نضج المحصول كان يقوم الفلاح بجمع المحصول ووضعه فى شكل حزم وبعدها يقوم بتنقية الحبوب وتسجيل مقدار المحصول وتخزينه فى الصوامع .

 الزراعة في مصر القديمة
نماذج من الحياة اليومية للمصرى القديم

المحصولات الزراعية : أوائل من مارسوا الزراعة على نطاق واسع هم المصريون القدماء ومكنهم من ذلك الفيضان السنوى للنيل وبراعتهم في تطوير طرق الري، وأتاحت لهم الزراعة إنبات المحاصيل الغذائية الأساسية للحياة خاصة الحبوب القابلة للتخزين مثل القمح والشعير، والمحاصيل الصناعية مثل البردى والكتان .

اعتمدت مصر في اقتصادها بالدرجة الأولى، على ما تنتجه من محصولات زراعية يمكن تقسيمها كما يلي :-

المحصولات الدائمة : الشعير، السمسم، العدس، الكتان، القمح، الذرة، الذرة البيضاء، البصل، البرسيم، القطن، القرطم، القصب .

المحصولات الموسمية المعروفة : النعناع، الشبت، أنس النفس، اليانسون، الفلفل الأسود الأشجار الخشبية: البلوط، اللبخ، شجرة المونت، جوز الصنوبر، خشب الحياة، النخل، شجرة عخ، شجرة العرعر .

الفواكه : البلح بأنواعه، البرقوق، البطيخ، جوز الهند، التوت، النبق، التين، الرمان، الكمثرى، التفاح، الكريز، الليمون. الخضروات: الخس، الباذنجان، القرع، الرجلة، الملوخية، السلق، الخيار، الكرنب،الكراث، الفجل، الحمص، الفول .

الزهور : حصا اللبان، الورد بأنواعه، الريحان، غصن البان، النرجس، عباد الشمس، التمر حنا، الآس .

النباتات البرية التي كانت تنمو على ضفاف النيل وفي الصحراء مثل أعشاب الكرفس والريزومات التي تستعمل في الطبخ أو في العطور، ومثل البردي الذي يستخدم في الكتابة، ونباتات الزينة مثل اللبلاب والسوسن، ونباتات الصباغة، والنباتات الطبية مثل شجرة التربنتين ..

 

الأدوات الزراعية : الفأس المحراث الزحافه او الجرافه المنجل الشادوف .

آلهة الزراعة : هناك بعض الآلهة التي ظهرت في المناظر الزراعة في الحياة اليومية و البعض منهم لم يظهر. الآلهة المرتبطة بالزراعة و لم تظهر في المناظر: الإله حابي : إله الفيضان الإله أوزير: هو الإله أوزوريس إله الخصب وعالم الموتى وسيد الأبدية، وكان مرتبطاً بالماء و بالنيل .

الإله مين : هو إله الخصب الآلهة المرتبطة بالزراعة وظهرت في المناظر .

الإله نبري : إله الحبوب والغلال .

الإلهة رنونت : إلهة الحصاد وتصور على شكل أفعى متحفزة لكي تأكل الفئران التي تهدد الحقول .

 الزراعة في مصر القديمة
نماذج من الحياة اليومية للمصرى القديم

 

الأعياد الزراعية : الأعياد الزراعية فكانت تقام عند شق الترع وعند جمع المحصول وإيداعه في المخازن وغيرها . وكانت هذه الأعياد مرتبطة بمراحل الزرع، ويحمل فيها تمثال الإله على مقصورة خشبية ويتم الطواف به على أكتاف الكهنة في أنحاء القرى وأهم هذه الأعياد هي :-

عيد رأس السنة : وهو عيد بزوغ نجم ( سوبدت) أو الشعرى اليمانية الذي هو إشارة لبدء مجيء الفيضان الذي يبدأ مع (نزول دموع إيزيس) .

عيد فيضان النيل : حين ترتفع مياه فيضان النيل دون أضرار يخرج الناس للإحتفال بالنهر .

عيد البذر : ويكون مع بداية البذار والزرع .

عيد الحصاد : حيث يقوم الملك ببدء أعياد الحصاد بقطع السنابل بمنجل من الذهب .

عيد أوزيريس : وهو عيد خاص به كإله للزراعة وهو يعود للحياة في الحصاد .

 

 

إقرأ أيضًا :-

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثامن والأخير)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا