رؤية وابداع

أين المفر؟ 

دينا توفيق

 

“يوما بعد يوم يزداد سيري خلف الأسوار السوداء التي لا أعلم أين المفر منها!، حقًا ضللت الطريق في هذا العالم الذي اقتحم سعادتي وأبدلها بحزن فادح، تتلاشى أحلامي التي رسمتها فِي مخيلتي منذ زمن بعيد، يتساءل فؤادي أين أنا؟، أين سعادتي وأحلامي من هذه الممرات الضيقة؟، أيعقل أن كل الاختيارات حقًّا خاطئة!، كل الذي آمنته يومًا علي حياتي وروحي كان خطأ؟، روحي وعقلي يرددان أين المفر من كل هذا وكل أبواب الخلاص مكبلة بقيود الحزن؟، بتُّ ضحية لأفكاري وعقلي المنهك، تلك الغصة التي بقلبي تؤلمني كثيرًا، آهٍ وألف آهٍ من هذا الوضع البالي الذي يودي بروحي إلى النهايات الأليمة المبرحة، أريد عناقًا ولو لسويعات قليلة يشعرني بالراحة، هذه الأرض كلها لا تتسع لحزني، ضيقة لدرجة أنني كلما ذهبت إلى مكان أُصبت في قلبي من الجميع، هذا أنا حلمي صغير؛ أن أعيش في مكان مع شخص يسع حزني وآهاتي، لعلك لمست ألمي في شحوبي وخوفي المستمر من الظلام والوحدة التي لم أجد منها مفر، ولكنك بالتأكيد لن تستطيع أن تنتشلني من هذا الوضع القاتم المهلك، غريق أنا في بحار لا أعلم من أخذ بي إليها، أين المفر منها؟!، لا أعلم، يعتريني الانطفاء بعد البريق الذي كان يملؤني، ربما كنت على وشك السقوط إلى الهاوية ولكن قُدر لي العيش عليل بحزني، هذا الذي جعل مني شخص بلا روح، كم أتمنى أن أكون مثل تلك الطيور المغردة التي تفر وتذهب أينما كانت، ليت هذا الحزن يفنى، هي أمنية بغيضة حقًّا ولكن على أمل أن تتحقق، أن يفني العالم وأفني معه، تلك الحجرة التي أجلس بها أسميتها بـ “الحجرة السوداء”؛ لأنني لم أرَ بها إلا تلك القيود القاتمة التي لا أجد منها مفر، ليتني أستطيع الخلاص أو الفرار من ذبولي وروحي المتعبة وكل البقاع التي ما استطعت يومًا أن أفر منها…. ”

إقرأ أيضاً:

” ما عُدتَ موجودًا “

هي والماضي

ثوب الخذلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا