جامع عمرو بن العاص بالفسطاط
بقلم : بسمة باسم
يعد جامع عمرو بن العاص من أفضل الجوامع التي بنيت في مصر، وهو أول جامع بني في إفريقيا .
منشئ الجامع :-
هو الخليفة عمرو بن العاص بن هشام بن سعد ، والذى أسلم عام 8هجرية وهو نفس العام الذي فتح فيه مكة المكرمة ، وعرف عمرو بالدهاء والذكاء سواء في السلم أو الحرب .. فتح بصري عام 12 ه و ذلك في عهد أبي بكر الصديق بينما إتجه إلي مصر وقام بفتحها عام 20 ه، وكان ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب .. ظل والياً علي مصر لمدة 4 سنوات تقريبا، وتم بناء الجامع بعد أول عام لتوليه الخلافة .
الموقع :-
يقع جامع عمرو بالفسطاط بحي مصر القديمة و كانت الأرض التي بنيت عليها الجامع ترجع ملكيتها إلي قيسبة بن كلثوم .
تخطيط الجامع :-
مساحة الجامع عبارة عن 50×30 ذراع و كانت جدرانه من الطوب اللبن و غير مطلية، كما كان السقف من الجريد و الطين ومحمول علي جذوع النخل، ولم يكن بكل بالجامع محراب أو منبر أو صحن أو مئذنة ، ويوجد للجامع ستة أبواب وهم:-
بابين بمقابل دار عمرو بن العاص من الجهة الشرقية ، و بابين من جهة الشمال ، وبابين من جهة الغرب ، كان يوجد بالجامع بئر و ذلك لكي يستخدمه المصلون للوضوء .. وظل الجامع علي هذا التخطيط حتي عام 53 ه وبعدها حدثت عدة توسعات ..
التوسعات التي حدثت الجامع :-
أولا في عام 53ه في عهد مسلمة بن مخلد الأنصاري قام ببناء صحن و فناء مكشوف للجامع من ناحية الشمال الغربي ، و قام أيضا بزخرفة الجامع، وقام مسلمة بفرش الجامع بالحصير وهذا كان لأول مرة ، كما قام بتوسعة الجامع حيث ضم الطريق الفاصل بين بيوت عمرو بن العاص والزبير بن العوام وضمه لمساحة الجامع ، كما أضاف أربع مآذن للجامع .. في عام 93 ه قام قرة بن شريك بضم مساحة منزل عمرو والزبير إلي مساحة الجامع و قام بإضافة محراب ومقصورة للجامع ..
في عام 1211ه قام الأمير المملوكي مراد بيك بتجديد الجامع وقام ببناء الجامع وبناء أعمدته وعمل على زخرفته وقام بأضافة مئذنتين علي الطراز العثماني و أيضاً قام بتجديد رواق القبلة .. وفي عام 1261ه ، قام الأمير محمد علي باستكمال بناء أروقة الجامع و أصبحت مساحة الجامع مستطيلة الشكل وغير منتظم الأضلاع ، وحديثاً قامت لجنة حفظ الآثار العربية بتجديد الجامع فأصبح الجامع مجدداً بأكمله ما عدا رواق القبلة الذي قد قام بتجديده مراد بيك ..
وصف الجامع من الداخل :-
يتكون الجامع من ثلاثة مداخل في الواجهة الشمالية الغربية أهمهم المدخل الأوسط و هو يعتبر المدخل الرئيسي ..
المدخل الأوسط يؤدي إلي داخل الجامع و الذي يتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع ظلات أهمهم ظلة القبلة و هي في الجهة الجنوبية الشرقية، وتتكون من ٧ بلاطات ، كما تتكون الظلة المقابلة لظلة القبلة أيضا من ٧ بلاطات تسير عقود بوائكها موازية لجدار القبلة ، ويوجد في الجانبان ظلتان تتكون كلا منهما من ٥ بلاطات تسير عقود بوائكها موازية لجدارالقبلة ما عدا البائكة الخارجية التي تطل علي الصحن و التي تسير عقودها عمودية علي جدار القبلة و ذلك لتحمي طرف السقف ..
يوجد في ظلة القبلة محرابان مجوفان من الداخل ، ويوجد بجوار كلا منهما منبر خشبي ، و يوجد بجدار القبلة لوحتان يعودان إلي عصر المماليك .. كذلك توجد المئذنة في الواجهة الشمالية الغربية ، كما يوجد ضريح الجامع في الزاوية الجنوبية للجامع برواق القبلة و هو مغطي بقبة تسمى بضريح عبدالله بن عمرو بن العاص .