الذكاء الاصطناعي وتحولاته في عالم الأعمال

كتبت: إيمان قاسم

انعكس تأثير التطور التكنولوجي على جميع المناحي، وتعرض كل حجر في زواياها للاستبدال ما دام ظهر البديل الأسهل والأسرع في الاستعمال والأداء، ومع انتشار الذكاء الاصطناعي خاصة في العمل، أثار مخاوف حول سيطرة الآلة على العقل البشري، وحل محل الإنسان الطبيعي في العمل وإحداثه تحولات في المسار الوظيفي.

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في عملية التوظيف والتخفيف من الجهد والوقت الذي يتكبده المسئولين في المراجعة وانتقاء المرشح المناسب، فبواسطة نظام تتبع المتقدمين الآلي، تم رفض حوالي ٧٥٪ من السير الذاتية بدون تدخل بشري، وعلى الرغم من ذلك توجه الانتقادات لبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي بأن استخدامها يساهم في خلق التحيز في عملية التوظيف.

ويعد الذكاء الاصطناعي عاملًا مكملًا للأداء البشري داخل بيئة العمل، فقد أصبحت الوظائف تتطلب في هذا العصر مزيج من الكفاءة التقنية والسمات البشرية والإبداع والذكاء العاطفي والتفكير النقدي، فبإمكان الدول الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي ودمجه للقيام بالأعمال الروتينية، والتي تتطلب مهارات عالية، ويترتب على ذلك زيادة الإنتاجية، ومن المتوقع أن يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل طبيعة العمل وأن يحل محل حوالي ٦٠٪ من الوظائف واندثار بعضها.

الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي
من الجلي أن الذكاء الاصطناعي يؤثر بصورة إيجابية على العمل منها:

الإبداع
تساعد تقنية chat gpt في إمداد الموظف بأفكار مختلفة واعطائه فرصة للابداع وتقليل الوقت والجهد الذي يستغرقه في التفكير وإنشاء مسودة أولية عندما يبدأ مشروع جديد والتي تعتبر عملية مرهقة بالنسبة له.

زيادة الإنتاجية
إن الوقت والجهد من العوامل التي تؤثر على معدل الإنتاجية بداية من تجميع وفرز المعلومات عند بداية أي بحث، فبإمكان الذكاء الاصطناعي أن يقوم بعملية الفرز وتحليل البيانات والمعلومات توفيرًا للوقت والجهد وزيادة التركيز.

تطوير المهارات
تساعد برامج الذكاء الاصطناعي الموظف في القيام بالمهام الصعبة، كما تتيح له إمكانية تطوير مهاراته عن طريق التدريب والتعلم الآلي، والاستفادة من تلك البرامج وما تقدمه من أفكار ونماذج للعمل فتتوسع مداركه وتزداد خبرته.

الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي

بحسب الدراسات التي أجريت فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى الإضرار بالأداء الوظيفي في حال استخدامه خارج نطاق قدراته، وقد أوضحت نتائج الدراسة أن المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي داخل نطاق قدراته ازاد معدل انتاجيتهم وقدموا نتائج ذات جودة عالية، وعند استخدامه خارج نطاق قدراته فكانت النتائج غير دقيقة، إضافة إلى تأثيره السلبي على الإنتاجية والأداء الوظيفي، لذلك يحذر العلماء عند استخدام الذكاء الاصطناعي خارج نطاق قدراته لتفادي الوقوع في الأخطاء.

بالإضافة إلى ذلك، إن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحل محل العديد من الوظائف بحلول عام ٢٠٢٥.

وفي السطور التالية نعرض الوظائف المؤهلة للأتمتة وهي:

خدمة العملاء
من الملاحظ أن أغلب الاسئلة تتكرر على موظفي خدمة العملاء، ويعتبر ذلك يسيرًا على الآلة أن تجيب على تساؤلات العملاء بالردود الآلية المحفوظة، دون الحاجة لوجود عنصر بشري.

موظفي الاستقبال
عن طريق تجميع وتخزين البيانات يمكن استبدال العنصر البشري بالإنسان الآلي للرد على العملاء والترحيب بهم، بالاعتماد على المدخلات والبيانات المحفوظة.

الرعاية الصحية
بإمكان الذكاء الاصطناعي تحسين التشخيص الطبي عن طريق تحليل البيانات الطبية، ويترتب على ذلك تشخيص أكثر دقة، ويشمل الطب الشخصي عن طريق تحليل البيانات الجينية وبيانات المرضى، والكفاءة الإدارية فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمام المهام الإدارية، مما يسمح للعنصر البشري بالتركيز أكثر برعاية المرضى.

في النهاية، مهما بلغ الذكاء الاصطناعي من تطور فإنه لا يمكن لأصحاب المؤسسات الاستغناء بصورة كاملة عن العنصر البشري في العمل، يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم أفكار مختلفة تساعد الإنسان في العمل، لكنه لا يمكنه توليد أو خلق فكرة أو محتوى كالعقل البشري، فضلاً عن عدم استطاعته إدراك الجانب الاجتماعي للبشر.