الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة ؟
✍️سليمان عوض
يعتبر الذكاء الاصطناعي من التقنيات الحديثة التي تتطور بشكل سريع، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل العالم. ومن المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرات إيجابية وسلبية على البشرية في المستقبل القريب.

فمن الجانب الإيجابي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على حل العديد من المشاكل العالمية الحالية، مثل تغير المناخ والحروب والأمراض.
ومن الممكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية، وتطوير البحوث العلمية، وتحسين نظم النقل والطاقة، وتحسين الأمن والسلامة.
من الجانب السلبي، يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى كارثة بشرية ما لم نعد العدة لها فقد يحل الذكاء الاصطناعي محل كثير من الأيدي العاملة مما سيؤثر حتمًا على فقدان الكثير لوظائفهم، وتزيد الفوارق الاجتماعية و الاقتصادية ، وتؤثر على الخصوصية الفردية.
ومن الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تهديد الأمن السيبراني، حيث يمكن استخدامه في هجمات إلكترونية وتجسس.
ويبدو أن لهذه التقنية التي بدأت تطل على العالم بقوة الأثر الكبير في تغيير خارطة العالم وأن ميزان القوة العالمي سوف تنال منه تلك التقنية وتعبث به كما تعبث الأطفال بألعاب الأعياد.
تخيل معي ياعزيزي أنك تدخل غرفة العمليات ولا تجد طبيبًا أو ممرضًا ؟! وماذا لو تعلّم أبناؤنا علي يد آلة لا قيم لها ولا مبادئ ولا قدوة فيها؟! وماذا لو سرت في الطريق فرأيت بشرًا وتحدثت إليهم و حاورتهم و ناقشتهم و جادلتهم ثم اكتشفت في النهاية أنهم أناس آليين؟!
كل شيء سيتغير؛ الملامح والصفات، الشكل والمضمون، يبدو أن القادم مخيف…
ولا مجال أمام تلك التحديات أن نسير بمبدأ “انتظر لترى” ذلك المبدأ العقيم الذي اعتاد عليه ضعاف الهمم لأن القادم لن يكون تطورًا وتأخرًا بل هي مسألة وجودية علينا أن نعي خطرها ويجب أن ننتبه لتطوير التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وفعال، وتطوير إطار قانوني وأخلاقي يحمي المستخدمين ويضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، ويجب أن ننتبه جيدًا لأبنائنا من النوابع وضرورة توفير المناخ الإبداعي لهم وألا نغض الطرف عنهم وأن نعي أن تلك الطيور النادرة هي الأمل في أن نكون أو لا نكون.