مقالات

القولبة الاجتماعية.. دور الصور النمطية في توجيه سلوك الفرد

كتبت: إيمان قاسم

تتحدد طريقة تعامل البشر وفقًا لكم معلومات وتوجهات مكتسبة من البيئة المحيطة حول مجموعة من الأشخاص ، تسمى ب الصور النمطية والتي تعد اختصارًا للعقل لتحديد الطريقة المثلى للتعامل مع كل ما هو مختلف عنه.

مفهوم القولبة الاجتماعية

تعرف القولبة أو التنميط بأنها الحكم الصادر على فئة معينة من خلال تواجد فكرة مسبقة، بمعنى أوضح يقوم الفرد بالتعميم على جميع الأفراد الذين ينتمون لمجموعة ما بناءً على فكرة أو تجربة سابقة وتعرف ب القوالب النمطية، وتشمل تلك القوالب الجنس أو العرق أو المهنة أو اللون أو الدين

وهذا المفهوم يقودنا إلى توضيح الفارق بين القولبة والتعميم، إن التعميم يعد خطأ فكري ناتج عن قصور العقل البشري ونقص المعرفة والمعلومات، وهو ما يختلف عما يرمي ٱليه مفهوم القولبة والتي تعني الميل إلى استنساخ نسخ مكررة أو اختزال المعلومات وإصدار أحكام مسبقة وغير مدروسة يتم من خلالها وضع الناس في قوالب عامة جامدة غير قابلة للتغير.

القولبة الاجتماعية.. دور الصور النمطية في توجيه سلوك الفرد
القولبة الاجتماعية.. دور الصور النمطية في توجيه سلوك الفرد

تأثير القولبة على الأفراد

تشكل القولبة معضلة في المجتمعات حيث يميل الأفراد إلى استغلال الحد الأدنى من الجهد العقلي، فيلجأ العقل إلى تصنيف الأشخاص ووضع تسميات معينة حول سلوك شخص ما وفقا لجنسه أو عرقه أو دينه.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد ترسخت في الأذهان صورة ذهنية حول الطبيب أنه يتسم بالأمانة والذكاء والعقلانية، أو شخص ملتحي فتسقط الأحكام عليه أنه رجل متدين، أو بصورة أخرى متشدد؛ وعلى هذا الأساس فإن القولبة مضرة بالمجتمع والأفراد على حد سواء لأنها تؤدي إلى التمييز بين الأفراد، والتحفيز المتمثل في عدم المساواة الاجتماعية، واتخاذ مواقف سلبية تجاه مجموعة ما.

عوامل القولبة الاجتماعية

يعد الإكراه أحد عوامل القولبة في مرحلة الطفولة وطريقة التنشئة الاجتماعية والتي تساهم في إعداد وتشكيل شخصية الطفل في إطار محدد، ومن الأخطاء التي يقع فيها الآباء في أسلوب تربية الأبناء هي فرض قيود عليهم ورفض لغة الحوار. النقاش، ووضع شخصية الطفل في قالب لايناسبه، مما يترتب عليه خلق نسخ مكررة مطابقة للأجيال السابقة.

والعامل الثاني هو التأطير ويتمثل في إصدار أحكام على عجالة، لأنه كما ذكرنا سابقًا إن الإنسان يميل إلى استغلال الحد الأدنى من الجهد العقلي، دون إعطاء العقل الفرصة التفكير والبحث والتروي، مما يترتب عليه عد التعرف بصورة صحيحة. حقيقية على الطرف الآخر والوقوع في شرك الظنون الخاطئة حول الشخص.

في النهاية، لا بأس من الحكم بالظاهر، ولكن يجب أن ندرك أن القول الذي لا يتبعه فعل يفتقد إلى المصداقية، وأن التناغم بين القول والفعل هو ما يضفي على الأفكار قوة وقيمة حقيقية، وأن الحقيقة تظل نسبية، وليس من العدل أن نضع البشر في إطار محدد يتسم بالجمود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا