مقالات

ما بين كتمان الشعور وقلة الحيلة

كتبت: رويدا عبد الفتاح

لقد عاش الإنسان على مر العصور في قلب صراع داخلي مستمر، صراع يدور بين كتمان الشعور وقلة الحيلة. إنه صراع يعكس توتر الحياة الحديثة وتحدياتها المتنوعة. فكثيرًا ما نجد أنفسنا محاصرين بين الرغبة في التعبير عن أحاسيسنا وخوفنا من التعبير، وبين رغبتنا في التحرك وعجزنا عن العمل. إنها معضلة حقيقية تواجه المجتمعات اليوم.

ما بين كتمان الشعور وقلة الحيلة
ما بين كتمان الشعور وقلة الحيلة

• كتمان الشعور:

عندما نتحدث عن كتمان الشعور، فإننا نشير إلى القدرة على إخفاء مشاعرنا وأفكارنا الحقيقية. إنها طريقة للحماية الذاتية، حيث نختبئ وراء قناع من القوة والثبات. قد يكون السبب في ذلك خوفنا من الرفض أو الانتقاد، أو رغبتنا في الابتعاد عن الجدل والصراعات. نخشى أن يتعرض شعورنا للإهانة أو التجاهل، فنختار الصمت بدلاً من المواجهة.

ومع ذلك، ينبغي أن نفهم أن كتمان الشعور ليس بالضرورة شيئًا إيجابيًا. فعندما نخفي مشاعرنا وأفكارنا، فإننا نمنع الآخرين من فهمنا والتواصل الحقيقي معنا. نقوم بإغلاق أبواب التفاهم والتعاطف، مما يؤثر على علاقاتنا الشخصية والمهنية. إنها فقدان للفرص والتجارب الجديدة التي يمكن أن تثري حياتنا.

• قلة الحيلة:

من جانب آخر، تأتي قلة الحيلة كنتيجة لعدم القدرة على التصرف والتحرك بفاعلية في وجه التحديات. قد يكون السبب في ذلك هو عدم الثقة في القدرات الذاتية، أو الخوف من المخاطرة والفشل. نجد أنفسنا محاصرين في مأزق، حيث نعرف أن هناك خطوات يجب اتخاذها، ولكننا نجد صعوبة في بدء الحركة وتحقيق التغيير.

• ولكن هل يجب أن نستمر في هذا الصراع الداخلي المُرهق؟ هل يجب أن نُكمل حياتنا بين كتمان الشعور وقلة الحيلة؟ .. بالطبع لا.

إن القدرة على التعبير عن الشعور والأفكار بصراحة واضحة هي عامل أساسي للتواصل الصحيح والأمثل. عندما نقوم بمشاركة مشاعرنا وأفكارنا، نُتيح للآخرين فرصة فهمنا ودعمنا. يمكننا بناء علاقات أقوى وأكثر صدقًا عندما نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين.

• كيفية تجاوز قلة الحيلة؟

أما بالنسبة لقلة الحيلة، فإنه يمكن تجاوزها من خلال تطوير مهاراتنا وثقتنا في القدرة على التحرك. يجب أن نتعلم كيفية التغلب على المخاوف والمخاطرة بخطوات صغيرة. علينا أن نتذكر أن الفشل هو جزء طبيعي من العملية التعليمية وأنه يمكن أن يساعدنا على النمو والتطور.

لذا، لنستعد لتحرير أنفسنا من هذا الصراع الداخلي المُرهق. لنتجاوز كتمان الشعور وقلة الحيلة ونسعى للتواصل الصحيح والتحرك الفعّال. دعونا نفتح قلوبنا وعقولنا للفرص والتجارب الجديدة. لا تدع الخوف يحكم حياتك، بل اجعل الشجاعة والثقة تكونا الدليل الذي يقودك نحو النجاح والتحقيق الذاتي.

في النهاية، يجب علينا أن نتذكر أننا نحن من يصنع مصيرنا. إنها رحلة مستمرة لاكتشاف أنفسنا وتحقيق أحلامنا. لنتخلص من قيود الكتمان والقلة في الحيلة، ولنعيش حياة مليئة بالشجاعة والتعبير الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا