النحت و البناء في العصور القديمه

✍كتب: الأثري إبراهيم ماجد

مقدمه
كثيراً منا يتساءل الناس حول العالم كيف استطاع المصريين القدماء تحويل أصلب أنواع الصخور إلي قطعه فنيه بهذه الدقه و هذا الجمال بأقل الإمكانيات و بالأدوات البدائية؟؟

كيف تم نحت قطعه ترجع لعصر الأسره الأولي تخص الملك( نعر مر) و المصنوعه من أصلب أنواع الأحجار علي المعمورة. و التي تعود لأكثر من 50 قرن أي ((أكثر من 5000 عام)) ؟؟

كيف استطاع القدماء المصريين نحت تمثال مثل تمثال الملك خفرع و الذي صنع من حجر الديوريت الأخضر بهذه الدقه و الذي يعتبر من أصلب أنواع الصخور بعد الألماس ؟

كيف استطاعوا تقديم هيكل معماري بهذا الشكل الهندسي المعقد و يصمد الاف السنين برغم الأوزان الثقيلة و التي تصل الي وزن بعض المسلات الواحده منها لأكثر من 1000 طن و منها ما صنعت من قطعه واحده و مثل المعابد و التماثيل الضخمه؟؟

كيف تم تحويل قطعه من أخشاب الأشجار لتابوت أو تمثال بهذا الشكل الرائع.

كيف تم صنع التوابيت من الذهب و الفضه بهذه الدقه اللامتناهية و التي تعجز عن تفسيرها العقول و من المنحوتات التي لا تري الا تحت جهاز مكبر عشرات المرات للحجم.
للرد علي كل هذه الاسئله تابعوا معنا سلسلة المقالات عن النحت في العصور القديمه.

و تنقسم كالآتي

لماذا تم عمل المنحوتات ؟
إختيار النحات في العصور القديمه
المعدات و الأدوات المستخدمة في النحت
أنواع النحت
النحت البارز
النحت الغائر
النحت ثلاثي الأبعاد
نحت التجليس
التجسيد
نحت التفريغ
التركيب و التطعيم
النقش و الرسم و التلوين
قطع الصخور من الجبال و
حملها و رفعها و السفر بها لمئات الكيلو مترات
نحت المقابر . و اختيار الأماكن
البناء مثل بناء المعابد و المسلات و التماثيل الضخمه و غيرها.
ثانيا .
يأمرنا المولي عز و جل للنظر في الأثار و اتخاذ العبره منها و ممن سبقنا من الأقوام
(( قل سيروا في الأرض أنظروا كيف كان عاقبة اللذين من قبل كان أكثرهم مشركين ))42 الروم .
و في موضع أخر تعجب لمن لا يري في هذه المنحوتات و الأثار العبره
(( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة اللذين من قبلهم كانوا أكثر منهم و أشد قوه و أثاراً في الأرض فما أغني عنهم ما كانوا يكسبون)) 82 سورة غافر.

 

النحت

النحت هو رساله من الماضي إلي الحاضر لنعلم ما تم في العصور القديمه و معرفة الحياه اليوميه و الدنيوية و الدينيه القديمه و استطاعت البشريه القديمه تقديم الرساله لنا من الماضي إلي الحاضر علي أكمل وجه عن طريق النحت و لولا النحت لجهلنا الكثير من الماضي و لفقدنا الكثير جدا من العلوم في العصر الحالي الذي استمدناه من العصور القديمه فالنحت هو بمثابة اتصال الماضي بالحاضر و الحاضر بالمستقبل إلي أن يرث الله الأرض و من عليها . أو إلي أن يشاء الله.
فلولا الكثير من المنحوتات كنا و مازلنا نعيش في عصر الإنسان البدائي .
ف سبحان من علم الانسان ما لم يعلم لتصل لنا الرساله بهذا الشكل .

 

اختيار الفنان القديم
يتم اختيار النحات صغير السن في العصور القديمه لموهبته في النحت و الرسم و يتم تدريبه داخل ورش للنحت تحت أيدي فنانين و نحاتين كبار و تنمية الموهبه الموجوده عنده حتي يصبح نحات علي أعلي مستوي .

صفات النحات في العصور القديمه كما ظهر لنا علي الكثير من الجداريات التي تصور الفنانين القدماء
أن يكون يحمل الدقه العاليه جدا في النحت
ان يكون علي درايه باللغه في عصره قراءه و كتابة.
ان يكون علي درايه كبيره جدا بالرسم
ان يكون علي درايه كبيره جدا بعلم الهندسه و المقاسات و الأبعاد.
ان يكون صبور جدا
ان يكون قوي يتحمل النحت ع الصخور في حرارة الشمس العاليه و البرد القارس
ان يكون علي مستوي عالي جدا من الذكاء و الحكمه .
فهو ليس مجرد فنان بل هو من يصور الألهه و الملك حاكم الدولة عن طريق نحت التماثيل و للأسره المالكه و الكهنه و كبار مسؤلي الدوله.. و هو من يحكي لنا قصص التاريخ و إنجازات الملوك من انتصارات في المعارك و تقديم القرابين للألهه و تنصيب الملوك للحكم و كل ما يدور في حياتهم اليوميه و الدينيه و حياة العالم الأخر .

 

و بل عرفنا اسماء جميع الملوك من الفنانين القدماء .فهو بكل بساطه من أرسل لنا رسالة الماضي إلي الحاضر وإلي المستقبل و إلي الآن كثيراً ما يتم اكتشاف رؤوس تماثيل فقط دون أية كتابات او نقوش عليها تحكي لنا من الملك و من ملامح الوجه يعرف العلماء من يكون هذا الملك. نعم دقة النحات القديم وصلت لأكثر من ذلك … لذلك لابد أن يكون من أكفأ أبناء الشعب في عصره.

في هذا النقش المبين في الصوره يتفاخر الفنانين بما يقومون به من فن عظيم كما موضح من النقوش علي الجداريه و هم يتحدثون مع بعض و يقول أحدهم انا انحت تمثالا و الأخر يقول انا أزين المزهريه.

اقرا ايضا:-

انواع الفن المصري القديم