التاريخ والآثار

إكذوبة اللعنة التى شاعت عند الكشف عن مقبرة توت عنخ أمون

✍️بقلم الباحثة : مى نعمان

كانت بداية الإكتشاف الأعظم والأغنى فى تاريخ علم الآثار على الإطلاق مساء يوم السادس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1922م عندما عثُر على المقبرة الملكية للفرعون الصغير” توت عنخ أمون” فى وادى الملوك والتى اُستغرق لنقل ما بها من كنوز أثرية لتُعرض فى المتحف المصرى بالقاهرة إلى ما يقرب من عشر سنوات !!

إكذوبة اللعنة التى شاعت عند الكشف عن مقبرة توت عنخ أمون
إكذوبة اللعنة التى شاعت عند الكشف عن مقبرة توت عنخ أمون

 

كان هذا الإكتشاف نتيجة للعمل الدئوب لفريق هائل من الباحثين على رأسهم رجل الآثار المصرية البريطانى الأصل اللورد”هوارد كارتر ” ومموله البريطانى اللورد “كارنارفون” ، والذى سرعان ما أصبح خبر أكتشاف المقبرة هو الحدث الأهم على الساحة والتفتت أنظار العالم كله تجاه المقبرة وتوافد عليها الصحافة والإعلام وأيضاَ الأثرياء والمهتمين من كل أنحاء العالم بشكل سبب إعاقة العمل فى المقبرة والذى تسبب أيضاً فى مضايقات شديدة لرجال الآثار .

 

وحدث فى أوائل شهر مارس عام 1923م أثناء العمل فى المقبرة ، غادر اللورد كارنارفون طيبة إلى القاهرة ، وهناك مرض اللورد مرض شديداً أثر ذلك على صحته بل على حالته العقلية أيضاً وشخص الأطباء المرض على أنه ” بعوضه من وادى الملوك حامله للمرض كانت السبب فى رفع درجة حرارته ، وتورم رقبته وأستمرت صحته فى التدهور إلى أن مات فى السادس من أبريل 1923م .

 

ولكن ما حدث بعد ذلك هو الأهم حيث تناولت الصحف موت اللورد بصورة درامية وذلك عندما أضاف أحد المراسلين ” أن كل أضواء القاهرة أظلمت فى نفس الليلة التى مات فيها اللورد ” ولم يجد سبباً لذلك ، وأيضاً عندما أضاف ابن اللورد المُقيم بإنجلترا ” أن كلب اللورد نبح نباحاً شديداً فى اللحظة التى مات فيها صاحبه فى مصر ” وبدأت الصحافة تردد كلمة ” اللعنه” .

 

وتناولت الصحف موت اللورد وأرجعت سببه إلى لعنه من مقبرة الملك” توت عنخ أمون” ، هنالك أعلن للعالم مؤلف الروايات البوليسة وصاحب شخصية ” شيرلوك هولمز” البوليس السرى المدعو ” كونال دويل” أن موت اللورد قد يكون سببه” لعنه الفراعنة” ، ومن هنا بدأت الحملة المسعورة وتسابق المحررون إلى أختلاق نصوص فرعونية مكتوبة على المقصورة الثانية أو على قطع من الأحجار وأدعوا أنها تشير إلى تلك اللعنه المزعومة .وتصاعد الأمر حتى أن الأغنياء الذين اقتنوا بعض القطع الأثار سارعوا للتخلص منها خوفاً من اللعنه.

 

والواقع انه لا توجد أى نوع من أنواع اللعنة فى المقبرة سوى أن القاعدة الطينية للشمعة الموضوعة أمام مقصورة المعبود أنوبيس والتى تؤدى إلى الكنز عليها نوع من أنواع التحذير والحماية حيث تقول ” إنه أنا الذى أمنع الرمال من الوصول إلى الغرفة المقدسة وأنا موجود لحماية المتوفى ” وهو قول عام لا يحتوي على أى لعنات وهى صفات قديمة للمعبود أنوبيس.

 

و أمثال هذه اللعنات طوال فترات التاريخ الفرعونى لم تكن شائعه ، وكانت موجهه إلى كل من يقتحم القبر نجساً أو يتسبب فى إصابة محتوياته بأى أذى ونادراً ما كانت اللعنه توجهه للصوص ،وهناك مثال من الدولة القديمة يقول ” أما فيما يتعلق بمن يقتحم هذا القبر ليستولى على أثاثه الجنائزى لنفسه ،أو يحاول ان يمسه بأذى ، فسوف يُحاسب على فعلته الإله الكبر ” .

 

وتنافست الصحافة فى أفتعال أحداث للإثارة ، بزعم أنها وقعت للورد فى المقبرة الملكية وتسببت فى وفاته فقالوا أنها بكتريا كانت محبوسه طوال ألالاف السنين داخل الحجرات ، وغيرها أن اللورد أصيب بجرح من إحدى الالات التى عثر عليها فى المقبرة وتعدى الأمر إلى إرجاع أى حادثة تحدث أثناء العمل إلى اللعنة .

 

ولكن كل هذه الإدعاءات لا أساس لها من الصحة ويكفى أن اللورد كارتر مُكتشف المقبرة نفسة قد عاش بعد أكتشاف المقبرة 17 عام ، كما ان ألفريد لوكاس الذى قام بعمليات الترميم لأثار المقبرة عاش بعدها ثلاثين عام ، وجيستاف لوففر الذى قام بتنسيق المجموعة فى المتحف المصرى عاش حتى 1957م ، وهكذا نتأكد أن مقبرة توت عنخ أمون بريئة من هذه التهمه التى ألفها خيال مؤلف بوليسى وتناولتها الصحافة بالتضخيم ….

اقرا ايضا:-

الملك توت عنخ امون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا