التاريخ والآثار

شهر رمضان في عصر النبوة والخلافة الراشدة

بقلم الباحث : محمد حمدي محمود 

 

قال الله عز وجل في كتابه العزيز ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .

 

يُعتبر شهر رمضان المعظم من أفضل شهور العام الهجري ؛ حيث له مكانه خاصة في نفوس المسلمين في كل أرجاء العالم فهو شهر الصوم الذي يُعد ركناً أساسياً من أركان الإسلام ؛ حيث فيه يمتنع المسلمين عن كل ما يغضب الله من المعاصي ، والذنوب ، والأثام ونظراً لقدسية هذا الشهر الكريم فقد كان الاحتفال به في شتي أرجاء العالم الإسلامي فرضاً واجباً علي كل مسلم ونبدأ في هذا المقال عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في عصر الخلافة الراشدة .

 

كانت البادية الأولي لاحتفال المسلمين بشهر رمضان المبارك بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم  في عصر الخلافة الراشدة عندما أستغل ” عمرو بن العاص ” فرصة تواجد الخليفة ” عمر بن الخطاب ” في بلاد الشام من أجل الاجتماع مع قادة الجيش الإسلامي ؛ حيث عرض عليه فكرة فتح مصر وقال له بأن فتح مصر تُعد قوة ، وعوناً للمسلمين وعلي أي حال فقد أقتنع بالفعل الخليفة عمر بن الخطاب بهذه الفكرة وأمد عمرو بن العاص بالجيش وسار عمرو بن العاص ونجح في فتح مصر .

 

فبعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم أستمر المسلمين في الإحتفال بشهر رمضان المعظم في عصر دولة الخلافة الراشدة ؛ حيث كان الإحتفال يقتصر علي إحياء ليالي رمضان بقراءة القرآن الكريم وأداء الفرائض والعبادات ، والإقبال علي المساجد من أجل الصلاة والتعبد .

 

وقد كان المسلمين في عصر الخلافة الراشدة يقومون باستضافة الفقراء والمحتاجين علي موائدهم الشخصية في البيوت سواء في وجبة الإفطار أو في السحور وذلك تنفيذاَ لوصية الرسول صلي الله عليه وسلم لهم لما في ذلك من ثواباً وأجراً عظيماً من الله عز وجل .

 

كما أقبل المسلمين علي إحياء العشر الأواخر من شهر رمضان بقراءة القرآن الكريم ، والصلاة ، والعبادة ، والإعتكاف داخل مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، كما أحتفلوا بليلية القدر أيضاً فكان المسلمين والعلماء يجتمعون في المسجد يدعون الله عز وجل ، ويتلون القرءان حتي مطلع الفجر راجين الله عز وجل أن يغفر لهم الذنوب والمعاصي .

 

أما عن صلاة القيام في شهر رمضان فكان المسلمين يصلونها في حياة النبي صلي الله عليه وسلم في المسجد فرادي ، وفي جماعة وأستمر هذا الوضع طوال فترة خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وأول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ حيث كان الخليفة عمر هو أول من جمع الناس خلف إمام واحد في رمضان وأستمر هذا الوضع حتي بعد عصر الخلافة الراشدة .

 

ولم يكن لصلاة القيام عدد محدد من الركعات في صلاة الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة ؛ حيث يُذكر أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فترة خلافته قد صلي القيام عشرين ركعة ، والوتر ثلاث ركعات ، وصلي الخليفة عثمان بن عفان في خلافته ست وثلاثين ركعة ، والوتر ثلاث ، والبعض كان يصلي أربعين ركعة ، والوتر سبع ركعات ثم بعد أستقرت الصلاة علي عشرين ركعة .

 

وكان الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة عندما يصلون القيام كانوا يقرأون في كل ركعة من عشرين إلي ثلاثين آية ثم كانوا يقرأون مائتين آية ثم أستمر الوضع حتي في عصر التابعين ثم قام فقهاء المذاهب الأربعة بتحديد عشر آيات في كل ركعة من ركعات القيام وبذلك يتم ختم القرآن في شهر رمضان .

اقرا ايضا:-

كيف يحتفل المسلمون بقدوم شهر رمضان فى أنحاء العالم؟ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا