التاريخ والآثار

حلم صاعد الى السماء ما بين الفناء والتجسد من جديد.

✍️نورهان المحمدي

 

هل في وسعي أن أختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق ؟!!. هكذا اخترق قلوبنا محمود درويش بكلماته . لنعود جميعا للوراء متذكرين ذاك الحلم الفاني الذي لم يكتب لنا تحقيقه .

حلم صاعد الى السماء ما بين الفناء والتجسد من جديد.
حلم صاعد الى السماء ما بين الفناء والتجسد من جديد.

 

تفجع قلوبنا عندما نفقد حلماً تمنيناه بشدة ,وفلتت خيوطه من بين أيدينا أثناء غفوة عابرة لم نحسب لعواقبها شيئاً. فلا تعد الحياة حياة بلا أحلام وكذلك لا أحلاماً بلا وجهة ,فإما السماء او الأرض,إما الحياة فى الواقع بجوار صاحبها او الفناء والهروب للسماء حيث مالا يمكننا لمسه أبد. فللأحلام أجنحة وتقيدها قربنا ليس بخياراً متاحناً.

 

انتشينا جميعاً من تحقيق حلماً,فتلك الخيوط التى غزلها الخيال والتوقعات العالية التى حفزت هرمون الدوبامين لتغمرالسعادة قلوبنا من نشوة ملامستنا لاحد احلامنا,وايضا ردمنا التراب دافنين حلماً أخر,لينهدم ما بنيناه لأعوام في رفة عين واحدة ,هو ذاك الحلم الذى أبى ان يتحقق او يختفي , ظل متشبثاً بعالمنا رافضاً للواقع وعالقاً بإحدى خيوط الخيال ‏,محتلاً لقلبنا, مستوطناً بعقلنا ومرافقاً لدربنا ,ليغدوا كالشبح المخيف الذي يتتبعنا الى حيث ذهبنا. اخذاً نصف روحنا معه ,تاركاً لنا رماده ‏داخل ‏إحدى غرف القلب , ليوصم الحزن داخلنا للأبد ,نتذكره طيلة العمر ,يهاجمنا شبحه في كل صباح وتخيم ‏ظلاله ‏داخلنا اخر كل ليلة. ومتربعةً ندوبه على جدان القلب إلى الأبد .لنسير في كل دربا باحثين عن فرصة اخرى للوصول لأرضه او رائحة حلما اخر تشبه في شيء ما….

تقول احلام مستغانمي ‘الأحلام التي تبقى أحلامًا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيءٍ تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرةً واحدة وما كنّا ندري أنه لن يتكرّر ‘.

 

تهادينا الحياة يومياً قطعة حلوى, لكن يظل طعم ما لم نحصل عليه أشهى دائماً ,الى ان نصادف نكهةً مشابهة لما تمنيناه سابقا . متأملين ان يغطي حلاها على ذاك الألم الراكد داخلنا , متجاهلين تلك الندبة التى غيرت وجهة حياتنا رأساً على عقب.ونتساءل هل سنتمكن من غزل خيوط الحلم من جديد,ام سيظل رماده الفاني يتطاير فى جميع أنحاء قلوبنا إلى الأبد؟!.. فلربما يولد داخلنا حلماً جديداً يتجسد فى عالمنا ,وربما نصادفه في نفس الطريق الذي رجعنا منه باكين على ذاك الفاني ليحرك داخلنا شغفا اخر يتحول مع مرور الوقت لحلماً تنتشي له قلوبنا ,ونجازف بالمسافات والطرق فقط للمس ارضه ,لنرى بصيص النور المتخفي وراء ذاك الألم فا في الحقيقة هناك حلماً جديداً سيداعب قلوبنا, فقط ينتظر استيقاظنا من غفوتنا الطويلة ليتجسد على أرض الواقع ,لربما سيحلم بنا ايضا ! وربما سيحلق فى سماء غيرنا !!, لكن لا مفر من تتبع آثار خطاه الى النهاية ,لا نملك خياراً فلا يمكننا التنبؤ بقدرتنا على تحقيقه اوإفلاته بغتة عنا لكن بالتأكيد تستحق أحلامنا خوض مجازفة شاقة جديدة اياً كانت النهاية.

 

‘اذا سقط حلما واحدا وانكسر إلى ألف قطعة فلا تخف فقط ابدأ في التقاط واحدة من هذه القطع والبدء من جديد ….’ فلافيا ويدين ‘.
فلربما محاولة اخرى جديدة اخيرة بعد تلك الأخيرة تحمل لنا ما لهثنا باحثين عنه لضهرا مضى…..

اقرا ايضا:-

الزواج والطلاق فى مصر القديمة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا