التاريخ والآثار

جامع بني أمية الكبير

✍️بقلم الأثرية/ أسماء أحمد أبو قرن

 

جامع بني أمية الكبير في دمشق، ويعرف اختصارًا بالجامع الأموي، يُعد واحدًا من أفخم المساجد الإسلامية، ومن اجمل ما انتجه الفن المعماري حتى الآن، فيه اجتمعت الأصالة، وفيه اجتمعت الجمالية، وفيه اجتمع التاريخ مع الحضارة مع الجمال، كل ذلك تحت عباءة دينية.

 

لقد مر المسجد الأموي بالعديد من المراحل والتَّطورات التَّاريخيَّة، فقد كان موضعه منذ القدم وقبل أن يكون مسجدًا كان معبدًا لعبادة الكواكب، وبعد ذلك تحوَّل ليبنى عوضًا عنه كنيسة، واستمرَّ هذا الوضع إلى أن دخل المسلمون أمر الوليد بن عبد الملك بهدم الكاتدرائية وبناء المسجد، واستغرقت عملية البناء عشر سنوات، شارك في العمل 12 ألف عامل. ومختص وفني.

 

وسط دمشق القديمة وبحجارته الصماء التي أسست لحضارات سادت، ثم بادت، فمن المعابد الآرامية الى الكنائس واخيرا بني جامع بني أمية الكبير اكبر مسجد في الاسلام، ويعد جامع بني أمية الكبير كما يتعارف عليه أهل الشام من اجمل ما انتجه الفن المعماري حتى الآن، ونقل عن الوليد بن عبد الملك باني هذا الجامع قوله: (إني اريد ان أبني مسجداً لم يبنِ من مضى قبلي، ولن يبني من يأتي بعدي مثله).

 

لقد أراد بنو أمية ان يصنعوا مجدا لدولتهم فاختار الوليد اجمل مناطق دمشق لبناء مسجد توقعوا ان يخلد دولتهم، وفعلا تحقق ذلك لهم  واصبح الجامع الأموي مركز الدولة الاسلامية التي انطلقت إلى كل أصقاع العالم..

 

السوق الذي جمع الناس في مسجد

كان موقع الجامع الأموي سوقا تجاريا واصبح معبدا في القرن الميلادي الاول (معبد الإله حدد الآرامي) وبعد انتشار الديانة المسيحية وفي عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول 379 م – 395 م تحول المعبد إلى كنيسة باسم كنيسة القديس يوحنا المعمدان الموجود ضريحه داخل الجامع والمعروف أيضا باسم (النبي يحيى)، وأهم الآثار المسيحية المتبقية رأس القديس يوحنا المعمدان وجرن المعمودية، وهو جرن رخامي عظيم القدم تظهر على جوانبه آثار المستحاثات. ‏‏ولم يبق من آثار هذا المعبد الذي بلغت مساحته 300× 380م، إلاّ لوح من الحجر البازلتي الأسود نحتت عليه صورة لأسد مجنح وقد عثر على هذا اللوح الحجري في الجدار الشمالي عند القيام بإعادة ترميم الجامع وإصلاحه، وهو محفوظ في المتحف الوطني بدمشق حتى الآن.

 

بعد فتح بلاد الشام من قبل المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وابو عبيدة بن الجراح دخل كل منهما دمشق من جهة، لكن خالد بن الوليد دخل بالقوة (عنوة)، اما عبيدة بن الجراح دخل دمشق صلحا بالاتفاق مع اهالي دمشق، وكتب أبو عبيدة رضي الله عنه كتاب أمان وأقرّ بأيدي النصارى أربع عشرة كنيسة وأخذ منهم نصف هذه الكنيسة (كنيسة يوحنا المعمدان) بحكم أن البلد فتحه خالد بن الوليد رضي الله عنه من الباب الشرقي بالسيف وأخذت النصارى الأمان من أبي عبيدة وهو على باب الجابية، فاختلفوا، ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحاً ونصفه عنوة، فأخذ المسلمون نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة رضي الله عنه مسجداً وكانت قد صارت إليه إمارة الشام فكان أول من صلى فيه أبو عبيدة رضي الله عنه، ثم الصحابة بعده في البقعة التي يقال لها محراب الصحابة رضي الله عنهم.

 

سُمي المسجد بهذا الاسم لأنه المكان الوحيد المقدس الذي يسجد فيه مجموعة من الناس لربهم، وكلما زادت مساحة المسجد أطلق عليه اسم «جامع» لأنه يجمع الناس للصلاة فيه، لذلك يقول الفقهاء بأن يعتبر كل «جامع» مسجد، وليس كل مسجد «جامع».

 

وخلال شهر رمضان المبارك ، سنقدم أبرز الجوامع التاريخية المتواجدة في العالم أجمع، وفي هذا الإطار نقدم قصة بناء « الجامع الأموي» في دمشق.

 

بني « الجامع الأموي» أو جامع « بني أمية الكبير» كما يطلق علية في عهد « الوليد بن عبد الملك» ، حيث أمر ببنائه في عام ٨٦ ه‍ أي ٧٠٥ ميلاديا.

 

و« الجامع الأموي» لقصة بناءة تاريخ كبير ، حيث أن الجامع في الأصل سوقا ، ثم تحول لمعبد في العهد الروماني، ومع مرور الوقت تحول إلى كنيسة.

 

وبعد الفتح الإسلامي ودخول خالد بن الوليد بدمشق عنوة ، ودخل عبيد بن الجراح صلحا ، صار المقر نصفه مسجد ونصفه كنيسه حتى أمر الخليفة الأموي الوليد بن الملك ، بتحويل الكنيسة إلى مسجد بالكامل ، وهذا ما حدث ، وتم الانتهاء من بناء الجامع الأموي نهائيا في عام ٩٦ ه‍ أي عام ٧١٥ ميلاديا.

 

ويعد « الجامع الأموي» من أقدم وأجمل الجوامع الموجوده في العاصمة دمشق حتى الآن ، حيث أن الخليفة الوليد بن الملك أمر بأن يقوم بتصميمة وزخرفته اكبر المهندسين في بلاد الشام ، وخصص له الكثير من الأموال لبنائه و تشيده ، ليكون من افخم المساجد الموجوده في الدولة الإسلامية .

 

والذي يميز « الجامع الأموي » بأن المحراب الذي بني فيه ، يعد أول محراب في الاسلام ، حيث صلى فيه الصحابة مثل خالد بن الوليد ، وأبي عبيدة بن الجراح ، كثير من علماء الإسلام ، ولا زال المحراب موجود حتى الآن ، وأول خليفة صلى في الجامع هو معاوية بن أبي سفيان.

 

ومن شده حب معاوية بن أبي سفيان للجامع قام بإنشاء قصر لنفسة بجانب الجامع ، وامر بإنشاء مقصورة خاصة به بجانب جدار الجامع ، لتكون أول مقصورة في تاريخ الدولة الإسلامية.

 

والجامع الأموي يحتوي على ٣ مآذن ، وتكلف لبناءه حوالي ٥٦٠ ألف دينار ذهبي ، وطولة حوالي ١٥٦ مترا ، وعرضه ٩٧ مترا ، وارتفاعه قبته ٤٥ مترا تقريبا ، ويوجد به مزار متبقي من الكنيسة يسمي مزار يوحنا المعمدان ولا زال متواجد في الجامع حتى الآن.

 

رأس النبي يحي عليه السلام تحت أرض المسجد

عندما تولى الوليد بن عبد الملك الخلافة عزم على أخذ بقية هذه الكنيسة وأضافها إلى المسجد، وذلك لتأذَي المسلمين من سماع قراءة النصارى في الإنجيل ورفع أصواتهم في الصلاة، فأحبَّ أن يبعدهم عن المسلمين فطلب النصارى وسألهم أن يخرجوا عن بقية الكنيسة ويعوّضهم إقطاعات كثيرة عرضها عليهم وأن يقرّ لهم أربع كنائس لم تدخل في العهد، ثم أمر الوليد بالهدم، ووقف على أعلى مكان منها فوق المذبح الأكبر الذي يسمونه الشاهد وأخذ فأساً وضرب أعلى حجر فألقاه، فتبادر الأمراء والأجناد فتبادر الأمراء والأجناد إلى الهدم بالتكبير والتهليل.

 

بدأ الوليد بناء وتوسيع المسجد في العام 586 هـ واستغرقت عملية البناء عشر سنوات، شارك في العمل 12 ألف عامل ومختص وفني، وبلغت كلفة البناء ستة ملايين دينار، أي ما يعادل خراج الدولة سبع سنوات، لينتهي العمل في عام 596 هـ ويخرج بصورته البهيّة التي تليق بعظمة الدولة الإسلامية وعاصمتها دمشق، فجاء فريداً في هندسته لم يُبن على نسقه في العهود السابقة أي بناء آخر.

 

وعن يزيد بن واقد قال: وجدنا مغارة عندما كنا نبني المسجد فأخبرنا الوليد بها وفي المساء دخلها الوليد فوجد فيها صندوقا صغيرا وعندما فتحه وجد فيه رأس يحي بن زكريا فرده إلى مكانه وقال اجعلوا العمود الذي فوقه معينا (عمودا مسفط الرأس).

 

يشكل الحرم أحد أهم اقسام الجامع وتبلغ ابعاده 137×136 م وهو يتكون من اعمدة حجرية توازي القبة الرئيسية (قبة النسر) ويتألف الحرم من /24/ قنطرة موازية لجدار الجامع الجنوبي وقد نفذت هذه القناطر وفق اجمل الطرز المعمارية. ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف في وسطه تنهض قبة النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، وترتفع القبة عن أرض الجامع (45)م، وهي بقطر (16) متراً.

 

في حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده نوافذ ذات زجاج ملون، عددها (44) نافذة مع ست نوافذ في الوسط، ويقوم إلى جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع.

 

إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية. ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام.

 

وفي القسم الخلفي من الحرم، توجد مقصورة للنساء بنقوشها الخشبية البديعة، فيها كانت تجلس “حفصة” بنت عمر، و”خولة” بنت الأزور لتُعلّما النساء أمور الدين. وأمامه توجد المقصورة التّي كان يجلس فيها السّلطان.

الصحن والرواق

يشكل صحن الجامع الفناء الفضائي الذي يطل عليه الحرم والمشاهد والاروقة الثلاثة، ومساحة الصحن هي 22.5×60م وتحيط به من جوانبه الثلاثة أروقة وأعمدة شامخة، ارتفاع الواحد منها 15.35م، ويتضمن الصحن ثلاث قباب هي:‏‏

 

القبة الغربية (قبة المال)، أنشأها الفضل بن صالح بن علي العباسي أيام المهدي سنة 171هـ ويظهر أنها كانت مغلقة والناس يتوهمون أن فيها مالاً، وعندما فتحت في زمن «سيباي» سنة 922هـ لم يجدوا فيها إلا أوراقاً ومصاحف بالخط الكوفي، وتدعى أيضاً (قبة الخزنة)، وهي محمولة على ثمانية أعمدة مغروسة في البلاط دون قواعد ومازالت تحتفظ بتيجانها الكورانثية الجميلة.

 

القبة الشرقية وتعرف بقبة (زين العابدين)، كانت تسمى قبة يزيد، وتسمى الآن قبة الساعات، إذ كانت فيها ساعات المسجد.‏‏
القبة الثالثة قبة (البحرة الفوارة) وهي وسط صحن الجامع، وأنشئت على بحيرة ماء واسعة كانت من الرخام وأقيمت سنة 369هـ. أما الجدران فهي مكسوة بالفسيفساء.

 

وتوجد خلف الأروقة مشاهد وزوايا وغرف، والمشاهد عبارة عن قاعات مستطيلة كبيرة استخدمت كمساجد صغيرة ملحقة بالجامع، وكان لكل منها إمام خاص، وتتوزع أربعة مشاهد على محيط المسجد، وهي مشهد أبي بكر أو مشهد عروة، ومشهد عمر، ومشهد عثمان أو المشهد الكمالي، ومشهد علي أو مشهد زين العابدين المعروف بمشهد الحسين.

 

المآذن

تطلّ من أعلى المسجد مآذن الأموي الثلاث الباقيات، وهي ثلاثة أبراج شاهقات، تتوسط الأولى الجدار الشمالي وهي مئذنة العروس والاثنتان الأخريان بُنيتا في زاويتي المُصلى الشرقية والغربية، فوق اثنين من أبراج المعبد القديمة، وقد عُرِفَت باسم مئذنة عيسى.

 

والجدير ذكره أنّ المآذن الثلاث بُنيت في عهد الوليد وتمّ تجديدها في العصور اللاحقة. وهذه المآذن أوّلها وأجملها مئذنة “قايتباي” نسبةً للسلطان المملوكي الذي أعاد بناءها. وللجامع قبة كبيرة «قبة النسر» وثلاث قباب في صحنه وللجامع أربعة أبواب، باب البريد من الغرب وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال وباب الزيادة من الجنوب، وينفتح من داخل الحرم.

 

خصوصيات الجامع

في المسجد الأموي كلّ شيءٍ يقبل القسمة على أربعة: جدار القبلة عرضه 136م، وعدد النوافذ من الشرق والغرب 40 نافذة، وأبوابه أربعة، ومحاريبه أربعة، وعدد أعمدته 52 عمودًا، ارتفاع كل واحدٍ فيها 8م، ووزنه 8 أطنان. أمّا الثريات المتدلّية من السقف فهي تشكيلة من كل عصور التاريخ، بعضها مملوكي وبعضها عثماني ولكن أكثرها من النّحاس الشامي المطروق. السّجاجيد أيضًا مُتنوعة المصدر، وهي جميعها أصلية المنشأ، وتحمل تواقيع مَن قاموا بإنتاجها.

 

يتميز الجامع الأموي عن غيره من المساجد أن الآذان فيه جماعي؛ إذ يُرفع من عدة مؤذنين وليس من مؤذن واحد؛ فالآذان جماعي متوارث من عهد بني أمية، حيث يُقام فيه أذان جماعي بأصوات عدد من المؤذنين المشهورين بعذوبة الصوت، وإتقان فن الأذان، الذين تنساب أصواتهم في اليوم خمس مرات.

 

الجامع الأموي كان ولايزال مدرسة كبيرة يلقي فيه العلماء والمشايخ والفقهاء دروسهم. كما علّم فيه صحابيون وصحابيات أجلاء، مثل خولة بنت الأزور، ورفيدة الأسلمية. ودرّس فيه من العلماء والفلاسفة الكبار العلاّمة أبو بكر الرازي، والخوارزمي والفيلسوف الشهير أبو نصر الفارابي.

 

وروعي في بناء المسجد الأموي مسألة الضغط الجوي والحرارة؛ إذ أن المسجد لا توجد فيه الحشرات، ولا مكان في سقفه وجدرانه للعنكبوت أو الصراصير أو ما سواها من الحشرات، ويرجع ذلك إلى الإبداع الهندسي، الذي يجعل الضغط الجوي داخل المسجد منخفضاً بنسبة نصف درجة، عن الضغط خارجه، وهو ما يجعل تلك الحشرات لا تجد مكاناً مناسباً لها للمقام في الجامع الأموي.

 

وهو أول جامع يدخله أحد باباوات روما عندما زار مدينة دمشق، وكان ذلك عام 2001 م عندما قام بزيارته البابا يوحنا بولس الثاني.

 

لم يحافظ الجامع على الشكل الذي بني عليه، فقد تعرض لكثير من الكوارث والحرائق والزلازل التي غيرت معالمه كثيرا، وأهم هذه الكوارث حريق عام 461هـ/ 1069م وحريق عام 1311هـ / 1893م اللذان ذهبا بكثير من تزيينات الجامع وآثاره الهامة. أتى حريق عام 1069م على جميع محاسن الجامع وما فيه من الزخارف والنقوش البديعة الموجودة منذ أيام الوليد وظل على حاله حتى تم تجديده عام 1072م، ثم تتالت عليه الزلازل والحرائق، وانتابه الإهمال مرة حتى جاء الملك الظاهر فكان من بداية إصلاحاته أن قام بتنظيف الجامع وغسل رخامه وفرشه وأعاده مسجدا للعبادة والعلم وزينه بالذهب ولوحات الفسيفساء والنقوش والزخارف. في عام 1311 هـ/ 1893م شب حريق أتى على سقف الجامع وجدرانه وأبوابه وسدته، ولم يسلم إلا المشهد الغربي. وأدى هذا الحريق الهائل إلى تلف المصحف العثماني الذي كان قد أرسله الخليفة عثمان بن عفان إلى بلاد الشام عندما قام بتدوين القرآن، وفي عام 1314 هـ / 1896م بدأت عمليات ترميم المسجد بأمر من الوالي ناظم باشا والي دمشق ودام العمل تسع سنوات وقدرت النفقات بسبعين ألف ليرة ذهبية.

 

في عام 1414 هـ / 1994م أمر الرئيس الراحل حافظ الأسد بحملة ترميم كبيرة للجامع وملحقاته وأعمدته الكثيرة وأبنيته مع الحفاظ على طرازه الأصيل ولوحات الفسيفساء الرائعة والنقوش والزخارف وتم الكشف من إحدى الجهات خارج جدران الجامع عن آثار رومانية غاية في الأهمية للمعابد قبل قيام الجامع وتم ترميمها والعناية بها وتم إعادة افتتاح المسجد من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد بعدما تم مسح جديد وتسجيل جميع الآثار الإسلامية والتاريخية القديمة وتوثيقها، ليزداد جامع بني أمية هيبة وفخامة.

اقرا ايضا:-

مسجد”الحاكم بأمر الله”  الخليفة الفاطمي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا