مقالات

الكتابة “بحر العطاء والحب”

✍️ نورهان حماده

 

الكتابة هي ذلك العناق الدافئ الذي لم يخبرك به أحد، هذا العناق هو الذي يخرجك من أحزانك وآلامك ، وفي الوقت نفسه ، هذا العناق هو الذي يشاركك أفراحك ونعيمك، قد لا يكون هناك أشخاص في هذه الحياة يعانقونك عندما تحتاجهم من أجل جعلك تشعر أنهم بجانبك ، ليجعلك تشعر بمعنى الحب تجاهك ويعبر من خلاله عن شوقهم لك.

الكتابة "بحر العطاء والحب"
الكتابة “بحر العطاء والحب”

 

لكن هذا العناق الذي أتحدث عنه هو احتضان دائم تجده في معظم الأوقات في حاجة إلى وحي عاجل لا يمكنك التعبير عنه وصعب على قلبك هو التعبير عن كل المشاعر التي يحملها بداخله والتي تبدد السكينة، ويقوض ملجأه الوحيد.

 

الكتابة ليست مجرد حبر على ورق ، وليست حروف مكتوبة بغير سبب أو سبب ، بل هي روحك على شكل كلمات مطوية بين ثنايا الورق ، الصديق الذي تخبره عن كل ما يدور في ذهنك، وتحكي له كل المشاعر الثائره بداخلك.

 

مع تطور حياة الإنسان الأول وتكوين المجتمعات البشرية ، وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين ، فاهتدى إلى اللغة وعاش مع المجتمعات الأخرى ، لذلك اخترع الكتابة حفاظًا على إنتاجه الفكري والتراث الثقافي والعلمي من الانقراض ونقله إلى الأجيال اللاحقة.

الكتابة "بحر العطاء والحب"
الكتابة “بحر العطاء والحب”

 

في عام 5000 قبل الميلاد ، اخترع الإنسان الكتابة في بلاد الرافدين ، مع توسع الزراعة ، وبداية ظهور المدن والمجتمعات العمرانية ، وازدهار التجارة ، وظهور العربات ذات العجلات والسفن الشراعية ، لذلك كانت اللغة أداة التواصل والتفاهم.

 

ظهرت الكتابة على الألواح الطينية باللغة المسمارية عام 3600 قبل الميلاد ، ونُقِشَت على الصلصال أثناء تنعيمها بقلم ذي أسنان رفيعة ، ثم جُفِّف الصلصال بالنار أو الشمس.

 

وابتكر قدماء المصريين الكتابة الهيروغليفية عام 3400 قبل الميلاد ، ثم اخترعوا الورق ، وانتشرت الكتابة.

 

الكتابة تشارك في جميع جوانب حياتنا، بدلاً من ذلك ، لا يمكن الحصول على فرصة أكاديمية أو عمل إذا لم تكن لديك المهارات الكافية لإعداد سيرة ذاتية مناسبة أو إنشاء خطاب تحفيزي مميز.

 

لا يتطلب الأمر منك سوى قلم وورقة تتخيلها كمرآة حتى ترى نفسك من خلالها، ترى الكلمات التي يصعب على لسانك نطقها، ترى الحروف المفقودة والمشاعر المتراكمة التي تحتاج إلى الكشف عنها بشكل عاجل، عندما تكون حزينًا وتتألم ، اجعل من الورق صديقًا لك، الذي لن تجده في هذا الكون ، صديق يعطيك حلولاً لجميع أسئلتك ويشرح لك كل العجائب التي تدور في ذهنك ، صديق يدعمك بترتيب خطواتك ، صديق يمسك بيدك ويناهضك ويرسم أحلامك وتطلعاتك معك.

 

فالكتابة بحر كبير من العطاء والحب، حضن يسع كل مشاعرك ، حضن يحميك من قبح هذا العالم ويأخذك إلى عالم لك وحدك لتعيش فيه، كل لحظاتك ، عالم يحتويك ، يحتوي ذاتك، ونقاط ضعفك ، وأحلامك ، وأحبائك ، وذكرياتك، حضن يريدك فقط أن تخفف ألمك، فالكتابة هي تلك الحضن الدائم الذي يحتضن كلماتي الآن.

 

اقرا ايضا:-

الفشل وأسرار النجاح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا