مقالات

الترند وخطورته على المجتمع

✍️ نورهان حماده

 

إن ظاهرة ركوب موجة الترند الآن، لم تعد تخص فئة ما أو جهة ما، ولكنها أصبحت الوسيلة الأشهر والأسلوب الأمثل لكل البشر، كما أصبحت ظاهرة الترند، متداخلة في تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة، وتحول الاهتمام بها وملاحقتها إلى جنون، لا يمكن مقاومته.

الترند وخطورته على المجتمع
الترند وخطورته على المجتمع

 

لقد أصبحت أكلاتنا وملابسنا وفرقنا ورحلاتنا ونجومنا، بل وقناعتنا واختياراتنا صدى مباشر لتلك الترندات التي تروجها شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد، تريندات تقودنا إلى أفكار وسلع، قد لا تكون مناسبة لنا، ولكنها عملية متشابكة ومعقدة لها تأثيراتها التي قد تسلب وعي المهووسين بهذه الترندات والموضات التي أصبحت العناوين الظاهرة في حياتنا.

 

في مصر الوضع مختلف، وعلى هامش مؤتمر المناخ الذي شارك فيه كل قادة العالم ورسم شكلاً حضاريًا لمصر، فنحن أمام كوارث أكبر بكثير من المناخ، كوارث إنسانية تضعنا خارج نطاق المجرة بشكل يدعو للضحك!.

 

نحن نواجه ظاهرة الشاب الذي طرد من محل الكشري وتصور إنه براد بيت الشارع المصري لذلك أصبح نجم الكاميرات والبرامج كل يوم حسب مبدأ “هي جت عليا يعني”.

الترند وخطورته على المجتمع
الترند وخطورته على المجتمع

 

ومن محل الكشري إلي القضية التي جعلت كل بيت في مصر يتابع و يتأثر بالأحداث وكأنه مسلسل أكثر إثارة من المسلسل الرمضاني قضية حسام وشيرين!.

 

إنها قضية امرأة ضيعت حياتها وحلمها من أجل رجل أهانها ،فتشتمه أحيانًا وتبكي أحيانًا وبين هذا وذاك تترنح، من “حبته عقربة” إلى “سونسن حب حياتي” وطبعًا برامج تبنت القضية ومواقع لم يعد أمامها شغل شاغل إلا اخبارهما المفبركة.

 

وكالعادة ركبت الترند الأختين رضوى وياسمين! قصص وحكايات لا تتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة تصدر الترند أو لجذب أكبر كم من المعجبين، ياسمين عز تدافع وتتغنى بالرجل و رضوى الشربيني حامي حمى المرأة المصرية، ولكن بعد تحليل مضمون ما يخرج منهما في برامجهما، فهل ما تقوله رضوى عن المرأة ينطبق على المرأة الساكنة في نفس مقر سكنها، ولا المرأة التي تسكن بشبرا وبولاق والسيدة عائشة ولا المرأة التي تسكن في الكمبوند، ولا المرأة التي تقيم في الصعيد أو الأرياف.

 

نفس الكلام على ياسمين عز وكلامها عن المرأة، فهي أمام الناس بتدافع عن الرجل الفرعون الصغير ولكن بشكل غير مباشر هي بتكيد في المرأة.

 

هذا النموذج من البرامج يستخدم لصنع الترندات، فهما وجهان لعملة واحدة، واحدة ترى الرجال ملائكة والنساء شياطين، والأخرى ترى النساء ملائكة والرجال شياطين، رغم أن في مجتمعنا الرجال والنساء مش محتاجين هذه الآراء فنحن في مجتمع إسلامي شرقي له عاداته وتقاليده، والعلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على المحبة والود والمعاملة الحسنة.

 

الحقيقة أن ما يشغل البشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمت بصلة لما يشغل الرأي العام والقنوات الإخبارية المهنية وكأننا في غيبوبة إعلامية وفكرية، إلى متى ستظل التفاهة هي عنوان المجتمع المصري الحديث؟ إلى متى؟

 

اقرا ايضا:-

هوس الترند.. مهزلة العصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا