رؤية وابداع

“العائلة”

دينا توفيق

مراجعة لغوية : رويدا أحمد.

قد تشتد بك الحياة وتذهب هنا وهناك وتُخذل للحد الذي لا حد له، ولكن لن تخذلك عائلتك، هذا الحب الأبوي والأموي تأكد أنه الوحيد الخالي من النفاق والذي لا يزول مهما مرت الحياة وتغيرت الظروف، أنت لعائلتك فقط.

_ أما أنا فقدت أبي منذ سنوات عِدة، منذ ما يقرب من ثلاثة عشر عامًا وروحي تتمزق لفراقه، بَدت الحياة وكأنها مربع كانت تكتمل به الأركان وفقدَ هذا المربع أحد أضلعه، صفعتني الحياة كثيرًا حتى فاض بروحي، وكأن قلبي الضرير يقول لمن نعيش! يأخذ الموت ما تحترق الروح لأجله وتكتوي ألمًا، لم يعد عناق أيٍّ من الناس يُغني عن عناق أبي، مهما كانت قوتي كبيرة أمام الصعاب ولكن البكاء لا يقف عندما أتذكر أبي، مات أبي فمات العالم.

 

_ قد تكون الدنيا كشرت عن أنيابها بفقدان أبي، وابتسمت مرة أخرى بوجود والدتي قرة عيني وملاذي، فكفى أنها حملت على عاتقها هم سعادتي وشقائي ومرضي ومزاجي المتقلب أحيانًا، هي دائمًا تردد: دع الأمور تسير كما كتبها الله، تغضب أحيانًا لكوني لست منفتحًا على الحياة وأغضب للكثير وأقل الكلمات تثير غضبي وتشعل بقلبي الحرائق، إن والدتي لها الفضل في كوني حيًّا حتى الآن، فلولا كلماتها التي تشع حكمة ونضارة لأهلكتني الحياة حتى صرت عبثًا، الواقع أنني أحب والدتي كثيرًا، وأريد أن أقدم لها مفاتيح السعادة كلها التي بالعالم تدخل منها حيثما شاءت، باختصار إن الصفات بوالدتي لا توجد بامرأة في هذا العالم الذي يضج بالجحود وعدم الأمان وقلة الراحة.

 

_قد تكسوك الدنيا حظًا على هيئة جبر، وهذا الجبر وجدته بأخي، أخي ابتسامة العالم وزهرة روحي النامية، نتشاجر كثيرًا عن من سيحظى بجهاز تحكم التلفاز، فيفوز هو وأضحك كثيرًا من لهوه ولعبه، حتي إذا أضحيت حزينًا عانقت أخي فنسيت همي بالتأكيد، هو نور الدنيا، والنور البهيج في دنيا يملؤها الزيف والكل أضحى مخيف..

ربما عائلتي صغيرة ولكنها تمنح قلبي حب الدنيا وتنسيني آهاتي، باختصار حب عائلتي لا يضاهيه أي حب مهما سِرت في الحياة.

إقرأ أيضاً:

أمل وحنين

سجين

وقف الرسول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا