رؤية وابداع

ميس الريم

عزة سعد السيد

مراجعة لغوية:دعاء الزغبي

” فاتت ايام الصيفية والصبية شوية شوية

فاتت عااساحة ميس الريم وانتقطعت بيها العربية”..

 

بهذه الكلمات من إحدى أغانى “فيروز”

كانت ريهام ذات الثلاثين عاماً تدندن وهى تشرب قهوة الصباح بمكتبها بأحد البنوك..

ريهام شابة ذات وجه صبوح كثمرة فاكهة طيبة تمتلك خفة روح وذكاء فطري تحب عملها وتجتهد فيه وتحظى بحب وتقدير زملاءها ورئيسها فى العمل.

 

” أثناء فترة دراستها بالجامعة أحبت زميل لها وأحبها وتعاهدا على الزواج بعد التخرج لكن قصتها انتهت بعدما اكتشفت صدفة علاقاته بفتيات أخريات وواجهته أنكر بالبداية ثم اعترف واعتذر وتعهد بالتغير والإخلاص لها وحدها لكنها أصرت على الابتعاد وتركته رغم أنها لازالت تحبه.لكنها فقدت الثقة به وبحبه لها . عاشت أياماً حزينة مؤلمة تتحسر على حبها الذى منحته لخائن ذبحتها خيانته وخذلانه وعدم تقديره لهذا الحب.

ظلت على تلك الحالة

فترة طويلة لم يخرجها منها إلا تعينيها في بنك عن طريق وساطة أحد أصدقاء والدها..

صرفت وقتها واهتمامها لعملها أصبحت لا تفكر إلا به فقد أفقدتها تجربتها المرة الثقة في الجنس الآخر..”

 

الى أن دخل عليها رئيسها بالعمل يرافقه شاب فى منتصف الثلاثينات أسمر، هاديء الملامح باسم رغم الحزن الذى يسكن عينيه قام بتقديمه إليها أنه تم نقله من أحد فروع البنك لفرعهم هذا ليصبح شريكاً لها فى المكتب والعمل.

 

رحبت به وانصرف الرئيس وتركها تعرض عليه أسلوب وملفات العمل لكى يتشاركا فى إنجازها…

أثار فضولها الحزن الساكن عينيه وتمنت أن تعرف سبب حزنه ..

فى اليوم التالى وصلت لتجده سبقها بالحضور وقد نظم مكتبه وأوراقه ونظم أدواته الخاصة فتبسمت إعجاباً بجديته واهتمامه بعمله وشعرت بالراحة والتقارب بينهم رويداً رويداً انسجما فى العمل والتعامل وأصبح وقت العمل يمر سريعاً مليئاً بالإنجاز..

فقد وجد كلاً منهما فى الآخر راحته وسعادته، وضالته التى كان يبحث عنها.

وأثناء تناولهما الإفطار سوياً تطرقا إلى الكلام عن الحب وأهميته فى حياة الناس .وبدأ كلاً منهما يتحدث عن تجربته فى الحب… حكت قصتها وحكى هو أيضاً أنه كان متزوجاً من زميلته فى العمل بعد قصة حب جميلة جمعتهم زمالة العمل وقررا الارتباط ووفقا لقوانين البنوك كان لابد أن ينقل أحدهم إلى فرع آخر فأرادت هى النقل وبعد حوالى عام لقيت مصرعها أثر حادث اليم وهى تقود سيارتها متوجهة للعمل فتبدل حاله ومرت أيامه ثقيلة، كره فيها العمل والحياة وشقة الزوجية بعد أن تركت له فى كل ركن ذكرى تشعره بالألم والوجع والحسرة على فراقها.

وبات يتردد على عيادة الطبيب النفسى الذى أشار عليه بترك العيش وحيداً بشقة الزوجية مؤقتاً وتغيير مكان العمل الذى يذكره بحبيبته…

بينما هو يحكى كانت دموعها تنسال على وجنتيها تأثراً بحكايته وحزناً على قصة الحب التى انتهت لكن ليست بسبب الخيانة كحالتها مسحت دموعها، و هي تزداد إعجاباً به وبوفائه لزوجته…. فوجئت به يمد يده بمنديل ليمسح عنها دموعها …………

إقرأ أيضاً:

رؤى و واقع

هي والماضي

أرض الشعراء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا