التاريخ والآثارمقالات

نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

بقلم : د/ على سرحان .

أ/ ندى غريب .

 

عايزين تعرفوا البرد هيخلص امته ؟؟ ‏القدماء المصريين اتكلموا عن البرد و سموا الفترة دى “أربعينية الشتاء” وهكتبهالكم بالتاريخ الميلادى عشان تعرفوها ٤٠ ليلة من ٢٥ ديسمبر وحتى ٢ فبراير ، متقسمين  ٢٠ ليلة بيض و ٢٠ ليلة سود . ‏ال ٢٠ ليلة البيض متقسمين ل ١٠ ليالى كوالح من ٢٥ ديسمبر ل ٣ يناير ، و ١٠ ليالى طوالح من ٤ يناير ل ١٣ يناير ، أما ال ٢٠ ليلة السود متقسمين ل ١٠ ليالى موالح من ١٤ يناير ل ٢٣ يناير ، و الصوالح من ٢٤ يناير ل ٢ فبراير .

‏”فى الليالى السود يفتح كل عود” جدودنا كانوا بيحبوا الليالى السود لأن الدولة زراعية و دى الفترة اللى بتثبت فيها جذور الزرع في الأرض و يبدأ ينبت . ‏بعدين بيجى ١٠ ليالى إسمهم ” العزازة ” من ٢ فبراير ل ١١ فبراير الجو بيتقلب ما بين البرد و الدفا ، و بعدين ٣ ليالى إسمهم ” قرة ” برد قارص و آخرهم ١٤ فبراير و بكدا ينتهى موسم البرد تماماً .

نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

 

وبكدا نعرف إن المصريين القدماء عاشوا نفس الطقس اللى بنعيشه دلوقتى ، ويبقى السؤال هنا ، هل ارتدوا ملابس شتوية تقيلة !! ولو دا حصل ، هل هل اتصوروا بيها !! لأن التماثيل اللى بنشوفها وكمان المناظر اللى على جدران المقابر والمعابد بتكون بملابس صيفية وكمان شفافة وحابكة !!

خلينا نقولكم آة المصريين القدماء ارتدوا فعلاً الملابس الشتوية واتصوروا بيها بس فى مناظر نادرة جدًا ، ودا لأنهم انتهجوا نظام المثالية بمعنى إنى أتصور أو اترسم أو حتى أتنحت تمثال بس فى أحسن صورة ، ودا اللى بتوضحه الملابس الصيفية الخفيفة اللى بتظهر جمال الجسد ورشاقته وقوته وتفاصيليه التشريحية على العكس الملابس الشتوية .. ودا بيفكرنا بإيه دلوقتى !! بالظبط نفس النظام اللى إحنا بننتهجة فى عصرنا الحديث لما بيكون عندنا مناسبة أو حابين نتصور بنختار ملابس خفيفة بألوان زاهية عشان صورتنا تطلع حلوة .

أربعينية الشتاء
نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

 

كما نعلم فقد اشتهرت مصر بصناعة الكتان ، وكما عرف المصريون الكتان الرقيق عرفوا أيضًا الكتان السميك واستخدموه فى نسج ملابسهم الشتوية ، كذلك استخدموا صوف الأغنام وشعر الماعز . وقد كشفت الحفائر عن عدة أمثلة لمنسوجات من شعر الماعز فى موقع قرية العمال بتل العمارنة والتى يرجع تاريخها لمنتصف القرن الرابع عشر ق.م ، واعتقد المصريون بعدم طهارة الصوف ونظافته فاستخدموه فى صناعة الملابس الخارجية التى كانت تُترك خارج المعبد ، ويُدلل على قدم استخدامه ماعُثر عليه فى إحدى مقابر حلوان من الأسرة الأولى من بقايا هيكل عظمى لإنسان ملفوف فى قماش من الصوف ، كما عُثر على نسيج لصوف ملون فى نقادة من عصر ماقبل الأسرات .

وبالنسبة للكتان فيُعتبر من أقدم النباتات التى زُرعت فى مصر واهتم به المصريون القدماء إهتمامًا كبيرًا وصل إلى حد التقديس حيث أشارت نصوصهم لنشيد دينى فى مدح نبات الكتان وزاعته فى حقول فردوس السماء ، كذلك إعتقادهم بأن المعبود أوزير بعد مماته كان قد كُفن بنسيج الكتان مما جعل هذا النبات وصناعته مستخدمة حتى العصور المتأخرة . وهنا نذكر نسيج الكتان الأحمر “insy” والذى استخدم كأكياس وفى عمل رباط الرأس الجنائزى وكلفائف للمومياوات وكرداء مقدس وكقربان للمعبودات . أما نسيج الكتان الأزرق “irtyw” فاستخدم كقرابين للأفراد وللمعبودات أيضًا فنستدل من معبد حتشبسوت بالدير البحرى وجوده من ضمن القرابين المقدمة للمعبود أمون رع .

أربعينية الشتاء
نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

 

أما الأزياء عند المصرى القديم فعادةً ماكانت تتكون من قطعة نسيج من الكتان ذات مقاسات مختلفة يرتديها الشخص حسب مقتضى الحال ، وعلى مايبدو أن السروال كان العنصر الغالب فى فى الملبس المصرى القديم ولكنه موزع على عدة طرز ، فهناك سراويل تتكون من قطعة واحدة بدون أكمام وياقتها بسيطة وتُحاك من الجانبين ، وهناك سراويل تتكون من قطعة نسيج مستطيلة الشكل وأكمام مفتوحة عند الياقة وهى ثياب شبيهه بثيابنا . أما المعاطف فتبدو أنها قد صُممت بنفس الطريقة ، وتدلنا مجموعة الملك توت عنخ أمون على اشتمالها على قفازات لليد .

نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

 

كذلك نرى فى زي الكهنة أنه صُنع من جلد الفهد ، أما المرأة -سواء كانت فقيرة أم غنية- اهتمت بأناقة ملابسها وكانت تُساير موضة عصرها ، فعادة ماكانت ترتدى الملابس البيضاء الخفيفة الشفافة المطرزة والمزركشة بالألوان الزاهية ، وعند ردائها للملابس الثقيلة تهتم بوضع رداء كتانى رقيق شفاف محبوك فوق الرداء العادى ليُضفى لمسة جمالية على مظهرها . كما ظهرت بعض الأزياء الغير المالوفة عبارة عن قميص طويل ذو أكمام ومعطف قصير يوضع فوق الأكتاف ومن الأمام ينسدل مسترخيًا .

أربعينية الشتاء
نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

 

بجانب تلك الوسائل التى استخدمها المصرى لتدفئته فكان منزله الدُنيوى مُشيّد من الطوب اللبن والذى يساعد على التدفئة ، كما استخدم المباخر والمشتعلة بالنيران ، كذلك وكان يقضى معظم الليل فى المنزل يوقدون الأفران يصنعون الخبز والطعام والتى عملت على تدفئة منازلهم أيضًا .

نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

 

المصدر :- د/عبدالحليم نورالدين ، الملابس والأزياء فى مصر القديمة ، مكتبة الأسكندرية ، الموسم الثقافى الأثرى الثالث .

 

إقرأ أيضًا :-

لعنة الفراعنة داخل كل بيت مصرى

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثامن والأخير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا