البلهان حين تحدث الشيطان
بقلم : عبدالعزيز مصطفى
حديثي اليوم هو عن أغرب الكتب التي يشح ذكرها في المصادر العربية و الأجنبية أيضاً و هو «كتاب البلهان» الذي يعد كتاب للعجائب الذي يتسع لعدد كبير من الدروس و الحكم الغريبة و كتاب البلهان يعد من أغرب الكتب التي قد تقرأها يوماً و «كتاب البلهان» يذكر بأن من جمعه هو عبد الحسن الأصفهاني في القرن الرابع عشر، وكتاب العجائب هذا مليء بالرسوم الطلسمية و هي التي شاعت مع علوم السحر والعلوم الغيبية في ذلك الزمان الغابر و الفترة الرمادية في التاريخ المروي في العراق ما بعد زوال حكم بني العباس و ظل ذلك و لزمن طويل ..
كتاب البلهان
ويعد كتاب البلهان إلى اليوم من أغرب أجزاء الكتاب تصوراته المدهشة والجميلة لملوك الجن بالألوان، وتنتشر في صوره الطلاسم والرموز التي يتطلب فهمها معرفة بتقاليد السحر والشعوذة والعوالم الخفية السائدة في ذاك الوقت. وترى مثلاً رسم إبليس سيد الشياطين ومشاهير الجن كالملك الأسود والملك الأحمر (حاكم المريخ) وصور تمثل الجن وهم يخطفون البشر أو يسببون لهم الكوابيس أثناء النوم، وليس أقل طرافة منها الجني “شمهورش” الشهير الذي يقضي ويحكم في عالم الجن و قد تم تألف الكتاب وأُعدده وتنقيحه في بغداد في نهايات القرن الرابع عشر ميلادي عندما كانت بغداد تحت حكم السلطان المغولي أحمد الجلائري (و السلطان احمد هو من عشيرة مغولية حكمت العراق وما حوله قرابة قرن من الزمان)..
و في داخل صفحات الكتاب تلاحظ بأن المؤلف يدعي أن مواد الكتاب هي للفلكي البلخى والرياضي الشهير أبو معشر البلخي و هو فلكي من بلخ أفغانستان حالياً أما الرسومات الملحقة بالكتاب و سبب شهرته فهي والتعليقات الموجودة عليها فهي من رسم وعمل عبد الحسن الأصفهاني نفسه جامع الكتاب علي حسب وصفه ويرى بعض المؤرخين بأن كتاب البلهان هو من أعمال السحر والشعوذة، مثله في ذلك مثل كتاب “شمس المعارف الكبرى” الأكثر شهرة بين الناس، وقد يكون هذا صحيحاً جزئياً. إلا أن قيمة الكتاب من الناحية التاريخية تكمن في تمثيله للجزء النادر من التفكير الشعبي والأدب المختص بالغيب والعوالم الموازية في ذلك الزمان. ورغم أن كثيراً من رسوماته خرافية تماماً إلا أنها تمتاز بالندرة والغرابة ولها جمال خاص عند بعض المؤرخين العرب والأجانب ..
جزر الواق واق و كتاب البلهان
ومما ذكر في الكتاب قصص ممتعة عن جزر الواق واق التي يوجد فيها شجر له ثمر يشبه النساء كما رسمه في الصورة ويرجع سبب تسميتها بجزر الواق واق هو وجود ثمار على هيئة رؤوس نساء تتدلى بشعور طويلة معلقة بأغصان أشجارها إذا نضجت سقطت ومر الهواء بتجاويف فيها فتسمعها تقول واق واق ..
وكانت تصف نوع غريب من الثمار يظهر في جزر ما لم يراها العرب إلا من خلال كتابات الرحالة العرب الذين نقلوا مشاهدتهم و بعضهم نقلها ببعض المبالغات الكثيرة و رغم ذلك يظل كتاب البلهان هو ما لا تحب إن تقرأه أبدا في حياتك كلها .. وتعد رسومات كتاب البلهان هي عامل الغرابة و الانجذاب في الموضوع لكونها ذات طراز فريد في وصف الشياطين و بعض الأشياء المتعلقة بالسحر و السفر و التنقل ما بين البلدان و عادات الشعوب حتى انه و بداخله ومع أنه كتاب السحر و الطلاسم فهو يحتوي على رسومات لمسجد وأشياء ذات مغزى ديني صريح وواضح .
مصادر المقال : كتاب البلهان ل عبد الحسن الأصفهاني .
المراجعة اللغوية : ناريمان حامد .