رؤية وابداع

مزيفون

بقلم : دعاء الزغبى

 

كعادتي كل يوم فى سكون الليل حيث الهدوء وانتهائي من جميع أعمالي اليومية يأتى ميعادي للقاء نفسي حيث الفرار من عالم الواقع إلى عالمي الخاص بي ذاك الذى صنعته بنفسي وأصبح جزءا لا يتجزأ مني فهو المفضل لى ورغم أن وقته بسيط أقضيه بين هوايتي المفضلة وهى القراءة والتى لابد أن تنتهي بأن أمسك بقلمي وأكتب مايخطر ببالي من كلمات قد تعبر عني وقد تعبر عن احداث بالواقع.

مايهمني أنني عندما أكتب أشعر أنني لازلت على قيد الحياة وأنني نجحت فى هزيمة أى واقع يهدف تدمير كياني النفسي ..الكتابة هى السبيل الوحيد لسعادتي فهى الوحيدة التي تحيلني من أى حزن إلى سعادة وعندئذ أجهز أوراقي وأمسك بقلمي بعد أن أكون أعددت فنجان القهوة الذي أعتبره صديقي المخلص لي دائما بكل وقت.

أثناء كل ذلك وجدت لدىً رغبة قوية فى الاعتراف بحقيقة غاية في الأهمية وهى أننا ..مزيفون..نعم مزيفون ولكي نكون دقيقين فى التعبير ليس جميعنا وإنما أغلبنا مزيف.

بالتأكيد من يسمع هذه الكلمة يتجه ذهنه فورا بأن المزيف هو إنسان كاذب بل وبارع فى الخداع لكني أختلف مع هذا الرأي وقد تتفقون معي فى أنه فعلا قديكون المزيف كاذبا ومخادعا يستخدم الزيف كقناع يستر به وجهه القبيح وصفاته الذميمة التى تلوث جماله الحقيقي.

إنما ماقصدته هو أنه لايمكننا التعميم بأن كل تزييف كذب وخداع .وذلك لأننا نمارس الزيف كثيرا جدا طوال يومنا فمثلاكثيرمن يسأل عن أحوالنا ودائما يكون ردنا أننا على مايرام بينما نحن فى حقيقة الأمر تعساء جدا نحمل فى طيات قلوبنا جبالا من الهموم والأحزان ويملأنا تشتت الفكر والوجدان.وهنا نكون مزيفين حقا لكن ماذا عسانا أن نفعل ؟

أنشكو همومنا وأوجاعنا للناس لكن لاجدوى من ذلك فأقصى مايمكنهم فعله طبطبة على كتفنا والدعاء لناوتبقى قلوبنا تخفي ماتخفيه وتبقى أحزاننا سجينة أرواحنا.

إذن الجدير بالشكوى هو الله عزوجل لأنه الوحيد الأحق بأن نتعرى أمامه من أى زيف أو خداع فهو القادر على رؤية دواخلنا وقراءتها قراءة صحيحة وبين يديه فقط نشعر بأنه لاحاجة لنا أن نكون مزيفين بل صرحاء تلقائيين.

إقرأ أيضاً:

أنثي بلا عقل

 عندما تغرد الطيور

بدون ماضي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا