التاريخ والآثارمقالات

ملكات جلسن على عرش مصر

بقلم المرشدة السياحية : ميرنا محمد

 

يتضح أن المرأة على مر تاريخ مصر القديمة تستطيع أن تشغل مناصب عامة مهمة مثل الملك بنفس الطريقة التي يشغل بها الرجال فيتصرف كلاهما تبعًا لعادات الملكية المصرية فكثيرًا ما وصلت المرأة إلى حكم مصر وكان بعضهن يحكم البلاد بالنيابة عن أبنائهن الذين لم يبلغوا سن الرشد أو كان العرش هو حقهن الشرعي الذي توارثوه عن آبائهن لماذا جاءت الملكات المصرية الحاكمة إلى حيز الوجود ؟

توجد حالات نادرة للملكة المصرية في الحضارة المصرية القديمة على مدار آلاف السنين و كان الحكم المصري في العادة مقدراً للذكر ولم يكن للمرأة دور في الإستيلاء على السلطة المطلقة بل كانت حامية وحارسة لبلادها وزوجها تمتلك الملكات المصرية سلطة هائلة في ظل حكم زوجها وفي العديد من المراسم الدينية وليس ذلك فحسب بل لا يمكن لأي رجل أن يعتلي العرش مطلقاً إلا من خلال الزواج من امرأة ذات دم ملكي ولذلك فلا عجب من الزواج بين الإخوة أو التغيرات الأسرية الناتجة في حين خلافة النجل للفقيد و فقاً لذلك الأمر كانت المرأة ضمان الشرعيه وللخلافة للملك وأيضاً هي المسؤل الرئيسي عن الأمن في مصر للقيام بدورها باتجاه الإلهه إيزيس بالرغم من كل هذا وضوح الدين مثل على عدم إمكانية لوجود تمثيل للآلهه إزيس لذكر ولا إمكانية لوجود تمثيل للإله حورس لأنثى أيضاً وكلا من الجنسين لديه دوراً محدداً في سير الأداء للبلاد وكما أن هذا السير بيعتمد على هذا التناغم وفي هذا الوضع لم يوجد خليفة واضح للملك المتوفي أو إذا لم يكن له ابن أو لم يستوفي بمتطلبات معينة أو مشكوك في أصله الغير شرعي أيضًا في حالة نقص الملكات للزواج مع أي مرشح للحكم لا يوجد سوى خيار وهو أن الأرملة ترث العرش وتحكم بمفردها وذلك لأسباب متعددة .. من خلال الطموح الشخصي للملكة أو عدم وجود مرشحيين مناسبين أو لتجنب الخطر من خلال هذه الطريقة فقط ملكات لم يذكرهمن التاريخ “حتشبسوت” و “نفرتيتي” و “كليوباترا” ربما خُلدت هذه الأسماء في أذهان الكثيرين باعتبارهن أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر لكن ملكاتٍ كثيرات لم يذكرهن التاريخ بعد ..

المرأة على مر تاريخ مصر القديمة
ملكات جلسن على عرش مصر

 

وفيما يلى أشهر الملكات اللاتى حكمن مصر القديمة :

1– الملكة “مريت نيت” :- تعتبر أول امرأة تصل إلى حكم مصر، وتنتمي إلى الأسرة الأولى ويعود حكمها إلى عام 2970 قبل الميلاد اكتشفت مقبرتها منذ عام 1900 ميلاديا فى “أبيدوس”ويعتبرها علماء الآثار مفتاحا للكثير من الأسرار عن حكم المصريين القدماء فى عصر الأسرات .

2– الملكة “خنت كاوس” الأولى :- “ملكة مصر العليا والسفلى” و “أم ملوك مصر العليا والسفلى” هكذا كانت ألقاب الملكة “خنت كاوس” الأولى، حيث أشارت الكثير من الأدلة التاريخية إلى أنها حكمت مصر بمفردها في نهاية الأسرة الرابعة وهي ابنة الملك “منكاورع” وزوجة الملك “شبسس كاف”، حيث جلست على عرش مصر بعد وفاته وانجبت اثنين من ملوك مصر القديمة ويصفها علماء الآثار بـ”الهرم الرابع” حيث كانت من أوائل الملكات اللاتي شيدن مقبرةً عظيمةً ظلت باقية لألفي عام .

3- الملكة “سبك نفرو”:- هي أول ملكة مصرية قديمة يعترف بها عالميًا فهي إبنة الملك “أمنمحات الثالث” حيث جلست على العرش وتولت حكم مصر عقب وفاته عام 1789 قبل الميلاد وغالبًا ما تذكر على أنها آخر ملوك الأسرة الثانية عشر دام حكمها قرابة الأربعة سنوات وكانت أول حاكمة يتم تسميتها على اسم الإله “سوبك” رمز القوة لحاكم مصر والذي اتخذ شكل إنسان ذو رأس تمساح أو تمساح كامل .. أسست “سبك نفرو” العديد من المعابد في مدينة “هيراكونوبوليس” و”تل الضبعة” واستكملت بناء هرم والدها في منطقة “هوارة” وأنشئت أيضًا هرم خاص بها بالقرب من منطقة دهشور

4- الملكة “حتشبسوت”:- من أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر في التاريخ القديم تولت عرش مصر ما بين عامين 1479 إلى 1458 قبل الميلاد . تميزت بقوة شخصيتها واستطاعت أن تسلب عرش مصر من ابن زوجها “تحتمس الثالث” لصغر سنه وظهرت في زي الرجال حيث ارتدت الذقن و”النقبة الصغيرة” من أشهر إنجازاتها على الصعيد التجاري التبادل التجاري مع بلاد بونت وإستقدام البخور والعطور .

5– الملكة العظيمة وسيدة كل النساء”بنخعس”:- هي إبنة الملك “أمنمحات الثالث” لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر وعشرين يوما كما جاء في بردية تورين بين اعوام 1782 و 1778 ق.م، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها “أمنمحات الرابع” يحتمل إن تلك الملكة شيدت هرمها علي مقربه من هرم “أمنمحات الثالث” في “هوارة” فقد عثر علي بعض آثار باسمها علي مقربة من ذلك الهرم في القرن الماضي هى الزوجة الملكية لـ“سوبك” أم ساف والتي تدعى “بنخعس” على لوحة محفوظة بمتحف اللوفر بفرنسا منقوش عليها سلسلة نسب هذه الملكة التي وصفت بأنها بنت رئيس القضاة “سبك ددو” ومن ألقابها الزوجة الملكية لعظيمة والوارثة العظيمة وسيدة كل النساء وبنهاية حكم هذه الملكة تنتهى الأسرة الثانية عشرة .. وتنطوى صفحات عصر من أمجد عصور مصر القديمة لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة تعد نكسة فى تاريخها وهى الفترة التى تعرف بـ (عصر الانتقال الثانى) والتى نجح “الهكسوس” أثناءها فى احتلال مصر .

المرأة على مر تاريخ مصر القديمة
ملكات جلسن على عرش مصر

6– الملكة “أرسينوي الثانية”:- هي شقيقة الملك “بطليموس الثاني” وتزوجت اثنين من ملوك مقدونيا لذلك حملت لقب “ملكة مقدونيا” لكنها عادت إلى مصر وعاشت مع شقيقها مرة أخرى وتزوجت منه لتصبح ملكة مصر وأشارت الدراسات التاريخية إلى أنها حكمت مصر بمفردها خلال فترة من الزمان وحملت لقب “ملكة مصر العليا والسفلى” وسارت على نهج ملكات مصر السابقات فارتدت ملابسهن وحملت نفس الألقاب مثل “ابنة رع” وكانت “أرسينوى الثانية” و”بطليموس الثانى” أول من يقيم علاقات رسمية مع الإمبراطورية الرومانية من خلفاء “الإسكندر الأكبر” وكان ذلك عام 273 قبل الميلاد وحققت “أرسينوى الثانية” العديد من الإنجازات فى السياسة والحرب والعلم والثقافة وأصبحت مصدر إلهام كثير من الملكات اللاتي حكمن بعدها وكانت أشهرهن الملكة “كليوباترا” .

7– الملكة كليوباترا :- هي آخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد وحتى إحتلال مصر من روما عام 30 قبل الميلاد كانت كليوباترا إبنة بطليموس الثاني عشر الذي خلفته كملكة سنة 51 ق.م مشاطرة العرش مع شقيقها بطليموس الثالث عشر والتي كانت دائمة النزاع معه حتى طردها من مصر حاولت كليوباترا العودة إلى مصر فتوسلت إلى القيصر الروماني لمساعدتها في العودة إلى حكم مصر مرة أخرى وبالفعل ساعدها في التغلب على بطليموس وحكمت مصر بضع سنوات ووصفت كليوباترا بأنها كانت جميلة وساحرة عكس ما أظهرته الصور التي وصلت إلينا وأوقعت الكثير من الرجال في غرامها حيث أعجبهم شخصيتها القوية وذكائها .

8 – برنيقة :- الملكة التى حكمت بعد وفاة زوجها بعد وفاة بطليموس التاسع لم يكن له وريث للملك فتولت حكم مصر زوجته الثالثة “برنيقة” وعرف بعد ذلك أن هناك أبنا للملك الأسبق وهو بطليموس العاشر موجودًا في روما فعاد إلى مصر وتزوج “برنيقة” وحكم مصر .

9 – تـاوسـرت :- اختلف الباحثون في شخصية هذه الملكة وما إذا كانت مجرد زوجة لأحد هؤلاء الملوك أم أنها تمكنت لفترة ما من الإستيلاء على العرش بالحق الشرعي أو بالإغتصاب فيرى “ألن جاردنر” أنها آخر ملكة تحكم في الأسرة التاسعة عشرة ويحدد مدة حكمها بثماني سنوات تعتبر الملكة “تاوسرت” آخر الملكات الحاكمات حتى نهاية الدولة الحديثة .

10- الملكة نفرتارى :- أشهر ملكة مصرية ولدت سنة 1300 قبل الميلاد وكانت كبيرة الزوجات الملكيات (أو الزوجة الرئيسية) لرمسيس العظيم ونفرتاري تعني المصاحبة الجميلة و يترجم الإسم بمعاني مختلفة “المحبوبة التي لا مثيل لها “ أو “جميلة جميلات الدنيا” وهي واحدة من أكثر الملكات المصرية شهرة ظلت “نفرتاري” أهم زوجات الملك من ثماني زوجات في صعيد مصر لمدة طويلة وكانت شريكته فى الحكم وتوفت سنة 1250 قبل الميلاد ، إكتشفت مقبرة نفرتارى سنة 1904و لم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي وذلك لحدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح وتزخر المقبرة بالنقوش والرسوم الجدارية الحية وهناك لوحة حائطية تُصور الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج .

المرأة على مر تاريخ مصر القديمة
ملكات جلسن على عرش مصر

11 – الملكة نفرتيتى :- أجمل ملكات مصر التى قضت على أعدائه إحدى أقوى النساء في مصر القديمة ويعني اسمها “المرأة الجميلة قد أقبلت” وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون ابن زوجها “إخناتون”،الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد . تنتمي للأسرة الـثامنة عشر قبل الميلاد في مصر القديمة وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وكانت لها منزلة رفيعة أثناء فترة حكم زوجها “أمنوفيس الرابع” أو “أمنحتب الرابع” المعروف باسم “إخناتون”ومثل ما حدث مع زوجها فقد تم محو إسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها كانت دائماً تلبس ثوباً رقيقاً طويلاً و تاجاً ذا ريشتين مرة وأخرى بتاج ذي ريشتين وتحته قرص الشمس فهي لم تكن ملكة فقط بل تمتعت بمركزية تامة ومن ألقاب نفرتيتى الملكية الزوجة الملكية العظيمة وقد أنجبت نفرتيتى من أخناتون ست من البنات وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والإجتماعية ثم انتقلت حيث لعبت دوراً أساسياً في نشر المفاهيم الجديدة التي نادي بها زوجها وظهرت معه أثناء الإحتفالات صورت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء وتمتعت بسلطة واسعة ليس لها مثيل فى قيادة البلد ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة والطقوس وبالمشاهد العائلية وكذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى وتوفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون ودفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية في تل العمارنة .

12 – شجرة الدر :- شجرة الدر واحدة من السيدات اللاتى حكمن مصر وهى المرأة الوحيدة التى إستطاعت تولى عرش مصر وحكمها من بعد الفتح الإسلامى وإلى الآن ليوضع إسمها جنبًا إلى جنب مع حتشبسوت وكليوباترا و”شجرة الدر” هى جارية السلطان الصالح نجم الدين أيوب سابع سلاطين الدولة الأيوبية وزوجته وأم ولده خليل وكانت حظية عنده وكانت فى صحبته فى بلاد المشرق فى حياة أبيه الكامل يبقى الكثير من سيرة شجرة الدر مجهولاً، فى تواريخ الميلاد والوفاة والنسب والدفن وحتى طريقة الموت فمن أين أتت شجرة الدر وما أهم ما يجهل عنها كانت جارية للملك الصالح نجم الدين أيوب وحظيت عنده بمكانة متميزة بحيث ولدت له ولد اسمه خليل مات صغيرًا لكن لا يوجد فى الموسوعات التاريخية تاريخ ميلادها كما لا يعرف أصلها فبحسب ما ذكر كتاب “السلوك لمعرفة دول الملوك” للمورخ تقى الدين المقريزى إنها تركية الجنسية وقيل أرمنية ، ولا شك أن المرأة المصرية تمتعت بكافة الحقوق المساوية للرجل على نقيض الحال في معظم الحضارات القديمة كاليونان والرومان .

وإن كان ذلك غير مألوف أيضا في حضارات الشرق القديم إلا أنه إنعكس بوضوح جلي في وثائق وكتابات المصريين .

المرأة على مر تاريخ مصر القديمة
ملكات جلسن على عرش مصر

المراجعة اللغوية : ندى غريب .

إقرأ أيضاً :-

نبذة عن يوليوس قيصر

الحياة فى العالم الآخر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا